منظومة راقتني فأحببت أن يشاركني القراء الكرام فيما تحتويه من الأفكار فنثرتها، يخاطب الشاعر رأسه الذي بدأ يشتعل بالشيب فيقول: أواه يا رأسي الغالي مالك تطأطئ للمشيب؟ أأغراك عندما قال هذا كمال وأنه وقار و»مرجلة»؟ كيف يضحك عليك الشيب وتحمل مشعله، ولم يا رأس وأنا عندك لبيب يبدأ يدغدغ جانبه بلا رقيب ولا حسيب، وينتشر في الرأس بالروض الخصيب، أقطف من الزهر أجمله ومن الشعر أغزله، واليوم أخاف أنظم من الشعر ولو كان أجزله. (والشيب إذا نزل لا هو يغيب وأصبحت في عيون الظبا غشاش)، وعندما بدأ بالرأس ما أظن أنه بدأ بالبسملة. آه، يسقي زمانًا كنت المخاطب فيه والخطيب وأنظم من الشعر أجمله وأغزله، واليوم غير، آه، أقول ساعة ما أظلمه وساعة أقول ما أعدله، وإذا حل في رأس الكريم (لازم يشمله)، وإن صبغته (بتقول «ما أكذبه»)، أسمع صوتك أقول هذا شباب لكن شيب رأسك يخذله، والناس تحب العنب (وما يبون الزبيب)، وأنا (ما قويت) أقضي عليه (ولا قويت أفرمله)، ومن فاته قطار الزمن أصبح عدوه وإن حل في رأس الكريم (ما يفكه ويقول يا زين أوله).