صرخت النسوة مذعورات حين رأينها بعد أن سقطت! جلست تبكي فيما كان أهلها يحملقون، نادوا المزيّنة المشهورة، رفضت أن تلمسها، أمسكت الكرسي ثم استوت عليه! جاء أبوها مبتسماً، استأذن بعض صديقاتها، ثم أغلق الباب. وضع يده على رأسها متمتماً، حاول رفع غرتها، سقطت الدموع تترى، والكحل يعْبر خديها، قالت: لا يصلح العطار ما أفسده الدهر يا أبي! لملم الأب نفسه، وقال: مهما كان البحر غداراً فسيبقى مرسى للأحلام، تلك قناعتي بنيتي وأنا خلفك دائماً والقرار بيدك! أخذت وشاحها، مزّقته، وقبل أن يسقط التقطه الأب. أخذ القطعة الأخرى، وربطها على رأسها، ثم قبّلها في جبينها. أدار ظهره باكيا، ابتسمت العروس وقالت: أنت عكازي الذي أعتمد عليه! اتكأت على كتف أبيها، دخلت القاعة على كرسي متحرّك! ??????- رسالة (حلمت أننا كعاشقين معلقين في جيد الغمام.. إنه الغرام!) قرأها أكثر من مرة وذات الدهشة تنتابه! أدخل أنامله في فروة رأسه، وبدأ يفكر، وتذكر أغنية لصوت الأرض: الصمت أرحم ولا الشكوى لظالم! الصمت يولِّد الإبداع، والبوح بالشكوى ينزل بالشاكي أسفل المراتب إلا العاشق حين يقدم شكواه ترتفع روحه للأعلى! هنا قرر أن يحادثها - هذه الرسالة لي؟ - نعم يا شاعر يا روح الروح - يعني أنتِ تحبينني؟ - مجرد خواطر وخربشات كتبتها مع خيوط الفجر! وعاد لقراءة الرسالة هذه المرة باكياً وقال: كالعادة كتابة جميلة لكنها بلا روح! ** ** -- علي الزهراني (السعلي)