حبيبنا والنسيب إبراهيم رميان الرميان فقد بالأمس القريب شريكة عمره.. فأبى بياني إلا خطّ ما باح به لساني بهذه الكليمات عساها أن تخفف عنه. كم آلمنا مصابكم في أم أبنائكم فالعزاء واجب، ولا يقوم الواجب إلا بتأديته.. ... هذه هنّ لكم حبيبنا أبا بدر عن التي رحلت (... كريمة) كما عاشت نعم، كذا تُحسب الفقيدة يرحمها ربها إن... غياب شريكة العمر نصف الدنيا وزينة الحياة (في القلب) لهو ثقيلٌ.. ثقل التبعات التي تتركها، والأحمال التي كانت عليها عدا ما لها من قدر.. في مسيرة العمر .. فضلاً عمَّا أخلفته في القلب من جرح فيكفي أنها كانت المُساند في عسر الخطى، والأنيس حال يسرها كما وهي الروح الدافعة والذات المحسوسة التي تتكئ عليها إن تكالبت الظروف.. تشكو لها، تنفّس في خباياها ما يحاكيك، وثقلت إن يطّلع عليه الناس ثم ليس من السهولة أن ينفض المرء عنه أجواء من يحب هكذا! إذ من ذا سيرى بعدكَ ما تقاسي؟ ويدفعك.. إن تكالبت أشياء على الحال، أو أشجتك الأحوال وأختم.. بما عُلم من (رثاء الزوجات) في الأدب العربي.. والأشهر من بينها يوم رثى (جرير) زوجته بمطلعها المعروف لولا الحياء لهاجني استعبارُ ولزرت قبركِ و(الحبيب) يُزار وآخذ - منها- ما يوافق فقيدتكم الغالية الجوهرة الرميان -رحمها الله - والتي نبشّرها بحديث أُمِّ سلمة - رضي اللَّه عنها - قال صلى الله عليه وسلم: أَيّما امرأَةٍ ماتَتْ وزوْجُهَا عَنْهَا راضٍ دخَلَتِ الجَنَّةَ»، رواه الترمذي فقد كان أبو بدر يترحَّم عليك، بل يثني من أعماق قلبه للتي... كانت «مكرمة» العشير ولم يكن يخشى غوائل (أم بدرٍ) جارُ ولقد أراك كُسيت أجمل منظرٍ ومع الجمال سكينةُ ووقارُ والريح طيبةٌ إذا استقبلتِها والعرض لا دنسُ ولا خَوارُ وإذا سريت رأيت ناركِ نورت وجهاً أغر يزينه الإسفارُ فجزاكِ ربُّكِ في عشيركِ نظرةٍ وسقى صداك مجلجل مدرارُ صلى الملائكة الذين تُخُيّروا والصالحون عليكِ والأبرارُ وعليك من صلوات ربكِ كلما نصِب الحجيج ملبدين وغاروا ف... جبر الله قلبك أخ إبراهيم.. ورحم أم بنيك.. والعزاء موصول للذرية وآل الفقيدة (أُسرتها) ثم... أُذكّر أنه لا يذيب جليد آلامنا على رحيل أعزائنا سوى (ترديد) ما أمرنا به مولانا: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ** **