عرفته عن كثب ذلكم الرجل عظيم الخلق واسع الثقافة، عبدالله بن حمد الحقيل، رحمه الله، الذي وافته المنية يوم الثلاثاء 21 صفر 1440ه، جمعتني به رحلات جمعية التاريخ والآثار في دول مجلس التعاون، كان عضواً فيها ومشاركاً في فعالياتها من محاضرات وندوات ورحلات لدول مجلس التعاون، ولن أنسى دماثة خلقه وطيب سريرته وسعة اطلاعه وأفقه وصدق مشاعره تجاه وطنه ومجتمعه. كان يتحفنا، رحمه الله، بقصائده الجميلة المعبرة عن قضايا المجتمع وشؤونه، ولطالما تجاذبت معه الأحاديث عن تلكم القضايا والشؤون. ويعتبر الحقيل مخضرماً في تعليمه وثقافته وإسهاماته المجتمعية، كان حاصلاً على الليسانس في اللغة العربية ثم درجة الماجستير من الولاياتالمتحدة، وعلى دبلوم في التربية من جامعة بيروت، وأعماله متعددة، فكان مديراً لمدرسة اليمامة الثانوية، وأميناً عاماً للمجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون، ومديراً مساعداً لإدارة الإحصاء والبحوث، وشارك في تدريس اللغة العربية في كل من الجزائر ولبنان، وعمل -رحمه الله- أميناً عاماً لدارة الملك عبدالعزيز. وللراحل -رحمه الله- مؤلفات متعددة منها: كلمات متناثرة، في التربية والثقافة، صور من الغرب، من أدب الرحلات، رحلات إلى الشرق والغرب. ومهما ذكرت عن الحقيل، رحمه الله، فلن أوفيه ما يستحق في ضوء ما قدم للوطن والمجتمع من خدمات متعددة المجالات وفيما خلف من تراث علمي وأدبي ممثلاً في الكتب والمقالات في الصحف والمجلات الثقافية والمشاركات في الوسائل الإعلامية والمواسم الثقافية. ومن روائعه الشعرية يمكن ذكر ما قاله عن المتنبي: ما أجمل ذلك من كلمات ومن وصف لشاعر أسماه، رحمه الله، بشاعر العروبة، عبدالله بن حمد الحقيل، تغمده الله برحمته وبارك في عقبه من القامات المميزة في مجالات عدة، ولقد وظف مواهبه وقدراته لخدمة مليكه ووطنه ومجتمعه، ففي مجال البحث كان مبرزاً وفي مجال الأدب كان موهوباً ورائعاً، وفي مجال خدمة المجتمع فاعلاً ومؤثراً، -رحمك الله- يا أبا ماجد جمعنا الله بك في دار كرامته وجزاك الله خير الجزاء على ما قدمت من أعمال جليلة في مجالات شتى.