شيّعت مدينة الرياض مساء أمس الأمين العام السابق لدارة الملك عبدالعزيز الشاعر عبدالله بن حمد الحقيل عن عمر 80 عاماً بعد معاناته مع مرض ألم به مؤخراً. وتمت الصلاة عليه عصراً في جامع الملك خالد بأم الحمام ودفن في مقبرة العودة بالدرعية. الراحل المولود عام 1357ه بالمجمعة يعد أحد أعمدة الأدب والثقافة في المملكة، تخرج في كلية اللغة العربية 1958، وحصل على دبلوم التربية من بيروت 1962 وعلى الماجستير من جامعة أكلاهوما 1973. التحق بالعمل بوزارة المعارف 1959 حيث عمل مدرساً، فموجهاً تربوياً، فمديراً لمدرسة اليمامة الثانوية في الرياض، فأميناً عاماً للمجلس الأعلى لرعاية الآداب والعلوم والفنون، ثم مديراً لإدارة الكتب، ثم مديرًا لإدارة التخطيط التربوي، ثم مديراً عاماً مساعداً للإدارة العامة للإحصاء والبحوث، ثم خبيراً تعليمياً، ثم مستشاراً تعليمياً. كما ندب مدرساً للغة العربية وآدابها في كل من الجزائر ولبنان، ثم نقلت خدماته إلى دارة الملك عبدالعزيز في الرياض وتدرج حتى أصبح أميناً عاماً للدارة ومديراً عاماً لمجلتها. له مشاركات بالكتابة في الصحف والمجلات فضلاً عن أحاديثه الإذاعية ومشاركاته في المواسم الثقافية والأدبية. كان له ديوان شعري بعنوان «شعاع في الأفق» وعدة مؤلفات منها: كلمات متناثرة، في التربية والثقافة، رحلات وذكريات، على مائدة الأدب، رمضان عبر التاريخ، صور من الغرب، من أدب الرحلات، الشذرات في اللغة والأدب والتاريخ والتربية، رحلات إلى الشرق والغرب. تميّز الأستاذ الحقيل بالخلق الرفيع ولين الجانب، وعُرف بدفاعه عن اللغة العربية والكتابة عنها، كما أنه يعد من رجالات التربية والتعليم الرواد. وقد نعتْ دارة الملك عبدالعزيز الراحل بتغريدة على حسابها في تويتر. وغرد رئيس التحرير فهد العبدالكريم قائلاً: «فجعت اليوم بنبأ وفاة شيخنا وأستاذنا الكبير عبدالله الحقيل -غفر الله له ورحمه- هذا الرجل النبيل كان أحد داعمي مسيرتي الإعلامية منذ أن كنت سكرتيراً لتحرير مجلة اليمامة قبل 30 عاماً. كان يتصل مقترحاً وملاحظاً ومحفزاً ومؤيداً. كان دقيقاً في ملاحظاته ورؤاه ونبيلاً في نقده». وقال رئيس نادي الرياض الأدبي السابق الدكتور عبدالله الحيدري: «أعزي الوسط الثقافي في وفاة الأستاذ عبدالله بن حمد الحقيل -رحمه الله-، وأخص بالعزاء أسرته الكريمة». ويقول المؤرخ محمد القشعمي: «أدعو الله أن يتغمد الفقيد بالرحمة والمغفرة، وأتقدم بالعزاء والمواساة لعائلته الكريمة كافة، وكذلك أعزي الوسط الأدبي والتعليمي بفقد رجل من رجالات الأدب والتعليم في المملكة». وأضاف: عمل الفقيد مديراً لمدرسة اليمامة الثانوية قبل ستين عاماً تقريباً، وساهم مع اللجنة المكلفة بمديرية المعارف حينها، بافتتاح الكثير من المدارس في كافة قرى نجد. بعد ذلك سافر مع البعثة الأولى للجزائر، وذلك لتعريب لغة شعبها بعد أن فرض الاستعمار الفرنسي لغته على الشعب الجزائري، وكان الكثير منهم حريصاً على تعلم اللغة العربية بعد أن حُرم منها طوال 130 عاماً. وأوضح القشعمي بأن الفقيد اشتهر بأدب الرحلات حيث كانت له عدة كتب سجل فيها رحلاته خارج المملكة، سواء كانت غربية أو عربية. ومن مؤلفاته كتاب «المجمعة حاضرة أقليم سدير» لمحات تاريخية وثقافية. ويقول صالح السالم محافظ الطائف سابقاً: فقدنا صديقاً عزيزاً على قلوبنا رحم الله الصديق عبدالله الحقيل رحمة واسعة فقد خدم في السلك التعليمي قرابة أربعين عاماً مدرساً ومديراً ثم مشرفاً عاماً بوزارة المعارف آنذاك قدم من خلالها كل ما يحقق المعرفة والتعليم في هذا الوطن المعطاء. وأضاف السالم: كان للفقيد مشاركات أدبية وثقافية وشعرية داخل وخارج المملكة، ساهمت في النهوض بالجانب الثقافي والأدبي، كانت له مؤلفات عدة أثرت المكتبات العامة من خبرات ورحلات شكلت نقاط تحول بالنسبة له أصبحت الآن تعد مراجع وخاصة فيما يتعلق منها بالتاريخ وبالأخص تاريخ نجد. قدم الكثير من المشاركات في المجالس الأدبية بشتى الفنون الثقافي والشعري والأدبي ودراسات تاريخية مهمة. كان -يرحمه الله- حريصاً على حضور المناسبات الثقافية والأدبية ليس مشاركاً فقط وإنما مستمعاً جيداً، يعتبر من الرحالة السعوديين المعاصرين، حسن الخلق والتعامل والفكر، كان وما يزال رحمه الله نبراساً للأدب والثقافة في المملكة. وقال عبدالله الحقيل المستشار الإعلامي ومدير العلاقات العامة بدارة الملك عبدالعزيز سابقاً: الحمد لله على ماقدر وقضى، كان لخبر وفاة العم عبدالله بن حمد الحقيل الأثر المحزن في نفسي وأحزنني فراقه رحمه الله، ولا راد لقضاء الله وقدره. ويضيف: العم عبدالله كانت له مكانة في نفسي حيث يعد بمثابة الوالد لي تعلمت منه خصالاً كثيرة واستفدت من تجاربه ومواقفه الخيرة والمتعددة في كافة المجالات.. تشرفت بالعمل معه في دارة الملك عبدالعزيز عشر سنوات في بداية حياتي الوظيفية ولم أجد منه لي وللزملاء معي إلا كل ود ونصح وتوجيه وإرشاد، ولم أحضر مجلساً أو مناسبةً إلا ويذكر بالخير وتذكر مناقبه وجهوده المباركة. وزاد: المؤرخ والأديب والشاعر والمثقف والإداري عبدالله الحقيل مارس كثيرا من المهام وقام بأعمال متفرقة لخدمة دينه ووطنه وساهم بخدمة مجتمعه وأهله. كان من المؤسسين في إدارة المدرسة الثانوية بالرياض التي تخرج فيها العديد من رجالات الدولة ومثقفيها، وشارك ضمن البعثة التعليمية في الجمهورية الجزائرية في الثمانينيات الهجرية. ومارس العديد من المهام المتعددة داخل المملكة بصبر وجد وإخلاص. وله جهود موفقة في تاريخ الوطن والمحافظة على تراثه، وأسهم في المشاركة في كثير من المجالات الثقافية والأدبية وأصدر عدداً من المؤلفات. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته. الأديب والمؤرخ عبدالله بن حمد الحقيل الحقيل في بدايات العمل التعليمي صالح السالم محمد القشعمي عبدالله الحقيل Your browser does not support the video tag.