ربما تناهى إلى سمعك مصطلح غسيل الأموال وكيفية تبييض الأموال غير الشرعية لتتحول إلى أموال شرعية، لكن في عصر العولمة والانترنت والشبكات الاجتماعية برز مصطلح غسيل الأخبار، كعملية إعلامية لإعادة تدوير الأخبار، وخلق رأي عالمي داعم للمصدر غير الموثوق. فما المقصود بعملية غسيل الأخبار عبر الإنترنت والشبكات الاجتماعية ؟ وكيف تتم عملية تبييض الأخبار لتصبح جاهزة للتداول والتأثير؟ تقرير رويترز الحديث يجيب على تساؤلاتنا من خلال الحالة الإيرانية لغسيل الأخبار، ويكشف عن محاولاتها السرية للتأثير على العام العالمي. على الرغم من الاضطرابات الداخلية التي تشهدها الجمهورية الإيرانية، إلا أن العمليات المنظمة للتأثير على الرأي العام العالمي ما زالت نشطة، وتسعى الشبكة الإعلامية عبر أذرعها المترامية الأطراف، عبر المواقع والحسابات الاجتماعية، لاستهداف مستخدمي الإنترنت في جميع بلدان العالم من خلال غسيل الأخبار. غسيل أو تبييض الأخبار من الممارسات غير القانونية، التي تهدف إلى إضفاء شرعية على الأخبار المتداولة من مصادر صنفت كقنوات إرهابية، أو غير موثوقة أو مؤدلجة بغرض نشرها وإعادة تدويرها، ومن ثم التأثير على الرأي العام العالمي عبر وسيط غير معروف بتوجهاته السياسية أو الثقافية لتقبل روايته. المشروع الإعلامي الإيراني هو جزء من المشروع السري، الذي يستهدف الرأي العام العالمي، حسب تصريح فيسبوك وشركات أخرى تم استخدامها لتنفيذ أجندتها، حيث كشفت رويترز عن الجهود الإيرانية الحثيثة عبر حسابات ومواقع مجهولة تستخدم 11 لغة مختلفة، وتقدم محتواها باللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية والفارسية والأردية والبشتونية والروسية والهندية والأذربيجانية والتركية والإسبانية، للوصول لأكبر عدد من الجماهير. وقد قامت رويترز بإجراء تحليل على عدد من المواقع والحسابات على الشبكات الاجتماعية، وسلمت النتائج لشركة أمريكية وإسرائيلة لمراجعتها، وتأكيد ما توصلت له وكالة الأنباء من نتائج حول التأثير الإيراني المقصود. التقرير يكشف عن وسيط يتم من خلاله نشر الرأي الإيراني الحكومي، أو المتوافق مع التصريحات والخطط الحكومية مثل قناة المنار التي تديرها جماعة حزب الله المصنفة كجماعة إرهابية، وايصال الصوت الإيراني عالميا. الوسيط الذي كشفت عنه رويترز يطلق على نفسه اسم الاتحاد الدولي للإعلام الافتراضي International Union if Virtual Media، وتتمثل جهوده بالتوزيع، الذي لا يشير صراحة للمصدر الإيراني للخبر أو التحليل، والتأثير على الرأي العالمي حسب الرواية الإيرانية. و أخيرا.. الاختراق الإيراني الإعلامي لخلق رأي عالمي يتعاطف مع روايته، يتمثل بطريقتين عبر غسيل الأخبار، أو غرس الخلايا الإيرانية المؤيدة أو المتعاطفة مع المشروع الإيراني في وكالات الأنباء العالمية كقنوات BBC خصوصا الناطقة باللغة العربية، أو الصحف العالمية للتضليل الإعلامي، ونشر التغطيات المتحيزة للجانب الإيراني على حساب المصداقية والطرف الآخر.