القول بأن بلادنا مستهدفة من قبل الإعلام الإيراني ومن لفَّ لفه في المنطقة ليس قولاً جديداً .. هذه معلومة بات يعرفها الجميع خصوصاً بعد اعتراف ( الحمدين ) في تسجيلاتهما أنهما يموّلان الكثير من المواقع الإخبارية ؛ ومحطات التلفزيون التي تعمل طوال اليوم على محاولة هدم المملكة من الداخل ؛ من خلال زعزعة الأمن ، وتفتيت لحمتها الداخلية ببث الأكاذيب والإشاعات المغرضة ! . . ولأن القائمة التي تتصدرها الجزيرة ، وقناة العالم ، والمنار ، وموقع كذوب لندن (مجتهد) باتت معروفة ومكشوفة للجميع ، وتلاشت مصداقيتها عند المتلقي السعودي ، فقد لجأت هذه الجهات إلى حيلة إعلامية يمكن تسميتها ب (غسيل الأخبار) ، كونها تشبه الى حد بعيد عملية (غسيل الأموال) ، حيث تمر الأخبار والمعلومات المكذوبة على عدة محطات ومواقع تابعة لنفس الجهات لكن بعضها بلغات أجنبية زيادة في التمويه ، حتى يصبح الخبر الذي لا مصدر له وكأنه مادة متداولة عالمياً، ولها أكثر من مصدر !.. تماماً كما يحدث في عمليات غسيل الأموال، التي تأتي من مصادر غير قانونية ،وتمر بعمليات معقدة من التدوير حتى تدخل الأنظمة المالية في النهاية وكأنها «أموال شرعية». . غسيل الأخبار لعبة تتقنها منظمات إرهابية ك ( الإخوان المسلمون ) و( حزب الله ) عبر سلاسل مواقعهم على الإنترنت ، وتحت أسماء صحف أجنبية وإيرانية وإسرائيلية ، يتم تسريب الخبر على المواقع التابعة للحزب، أوعبر وكالة أنباء ، ومن ثم تتلقفه الأذرع الإعلامية للحزب، بالتعاون مع صحف لبنانية وسورية، تبث الخبر بعد غسيله . الكارثة الأكبر تحدث حين يقع بعضنا في الفخ - بغشامة مفرطة - فنساهم - بغير قصد غالباً - في اكتمال دورة الغسيل وإنجاحها ، عندما نتناقل هذه الأخبار ( عبر جوالاتنا ) دون أدنى تمحيص لمصادرها ؛ ودون إدراك لأهدافها البعيدة ، ونروّج لها وكأنها حقائق لا تقبل الشك !. . قبل أن تنقل أي خبر تذكَّر أن غسيل الأخبار أكثر خطراً عليك من غسيل الأموال.. وأن ترويجه أخطر على وطنك من ترويج العملة المزيفة.. وأن مكائن الغسيل تعمل هذه الأيام بكامل طاقتها ضد بلادك ، فاحذر أن تكون أحد تروسها .