لم تكتف المخرجة اللبنانية نادين لبكي باختيار ممثلين ناشئين لبطولة فيلمها (كفرناحوم) الذي عرض في مهرجان كان السينمائي الدولي بل حرصت على انتقاء من يعيشون حياة غير مستقرة مثل شخصيات فيلمها وبينهم ممثلة دخلت السجن أثناء التصوير. وفاز (كفر ناحوم) وهو فيلم دراما واقعي عن الإهمال الذي يتعرض له الأطفال في أحياء لبنان الفقيرة للمخرجة اللبنانية نادين لبكي بجائزة لجنة التحكيم والتي تمثل بشكل فعلي الميدالية البرونزية. وتدور أحداث فيلم الدراما الواقعية (كفرناحوم) في أحياء بيروت الفقيرة وتحكي عن حياة زين وهو طفل يبلغ من العمر 12 عاما ويحاول دون جدوى منع تزويج شقيقته الصغرى لأنها بلغت سن الزواج. ويبدأ الفيلم وينتهي بمشهد في قاعة محكمة حيث يقاضي زين والديه اللذين أنجبا عددا كبيرا من الأطفال لأنهما جاءا به إلى الحياة وذلك في حبكة وحيدة ابتكرها صناع الفيلم الذين التزموا بنقل حقائق شهدتها مخرجته وعاشها الكثيرون من أفراد طاقم التمثيل. ووصف روبين كولين الناقد في صحيفة ديلي تليجراف البريطانية الفيلم بأنه «فيلم اجتماعي واقعي ناجح يمتلئ بالحنان الغاضب ويعج بالحزن لكنه مرصع ببلورات من الجمال وخفة الدم والأمل». وقالت نادين لبكي، وهي واحدة من ثلاث مخرجات بين 21 اسما يتنافسون على الجائزة، إنها صورت 520 ساعة على مدى ستة أشهر لأن ممثليها الناشئين، وبينهم أطفال كثيرون، ارتجلوا لتحقيق أقصى درجة من درجات الواقعية. ويؤدي دور البطولة الطفل زين الرفيع الذي فرت أسرته من الحرب السورية والذي يشبه الشخصية التي يؤديها في أنه يعمل منذ الصغر بدلا من الذهاب للمدرسة. وقال الطفل البالغ من العمر 13 عاما عندما سئل عن التمثيل إنه «سهل» وأضاف أن المخرجة كانت فقط تطلب منه أحيانا أن يبدو حزينا أو فرحا في أحيان أخرى. وتؤدي يوردانوس شيفراو، وهي لاجئة من إريتريا، دور رحيل وهي لاجئة غير شرعية تولي زين برعايتها ثم تختفي تاركة زين مع طفلها البالغ من العمر عاما. ويعرف قاموس ويبستر كلمة كفر ناحوم بأنها «خليط حائر»، وقالت المخرجة إن فيلمها عن «الأهمية العبثية لهذه الأوراق (وثائق الهوية) التي نحتاج إليها لنثبت أننا موجودون».