إلى الدكتور حسن فهد الهويمل.. قرأت عنوان مقالك يا دكتورنا الفاضل في رثاء ابنتكم (أم سليمان رحمها الله) كيف تضيق بك السبل أو (الحيل) وأنت من أتعبت الكُتب، كنت الأقرب لك جاداً ومازحاً وفي بعض الحل والترحال وعرفت أن القرآن قليلاً ما يفارق يدك ورأيتك تطبق ما قرأت أن الإيمان بالله والاقتداء بآيات الله {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} وذاك نهجك وقد أوردتها وإيمانك بالله إنه أمر مكتوب وأن آية {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} تخفف مصاب المؤمن وقد رددتها والحمدلله وقد أوردت من الشعر الشعبي ما يردده الكثيرون حتى من العامة من إيمانك العميق (اضحك مع اللي ضحك والهم طاويني). عرفتك فيلسوفًا تقرأ ما بين السطور لا أظنك تعجب أن تدمع عينا ابنتك وهي في فراش المرض (رحمها الله) عند رؤية أبنائها فقد طبقت التجربة عند بكائك ابنتك حين فراقها فهذه سنة الله ورسوله حين قال صلى الله عليه وسلم حين فراق ابنه إبراهيم (إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ). أما أبناؤها فرحمة الله أوسع من عاطفتكم جميعاً أباً وأماً وإخوة وأخوات ولكن الهج لله بدعوه.. {وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} لكفيل برعاية وحفظ ونبات أبنائها نباتًا حسناً بإذن الله. أما تعزيتك ومشاطرة الناس لك أحزانك من أعلى الهرم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وحتى آخر من زاملت يسترجع الإنسان قوله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}، فهذه الآية تخبرك عن كل من واساك. وأتمنى لك وأدعو الله بها أن يمدك بالصحة والعافية ويحفظك للجميع أهلاً وأبناء وأصدقاء وقراء وأن يجازيك بالاحسان إحساناً وبالسيئات غفراناً وأن يحفظ لك ما بين يديك من أولاد وبنات وأن يلحقهم برك وأن يمدك بالصحة والعافية وألا يحوجك لمخلوق وأن يجعل قوانا الوارث منا. ** **