الموت حق، وكلنا سائرون على هذا الدرب. الفراق صعب ومؤلم، ولنا في حبيبنا رسول البشرية -بأبي وأمي هو محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم- قدوة حسنة حين قال: «إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنَّا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون». بالأمس فقدت العم أحمد بن ناصر بن فهد آل ملحم، والد زوجتي وجد أبنائي. عاش بسيطا كريم نفس محبا للجميع، وغادر هذه الدنيا الفانية طيبا معطاء نقي السريرة. حين كنت أزوره في مرضه وفي أيامه الأخيرة كان يتحدث بعفويته التي عرفتها عنه طيلة فترة ارتباطي به. تقدم عليه ابنته (أم صقر) فيقول لها بصوته الضعيف وقد أعياه المرض وأثر في صحته وجعله غير قادر على رسم ابتسامته المعهودة حين يقابل أي أحد من أبنائه إن شاء الله إنك مو زعلانة علي؟ يا الله.. ما هذه الأبوة الحانية؟. أب يصارع المرض ينظر لابنته ثم يطلب منها أن تخبره إن كانت غاضبة منه. ترد عليه والدموع تتساقط من مقلتيها أنا التي تتمنى رضاك عنها! هكذا هم الآباء والأمهات ومهما بلغوا من العمر لا هم لهم إلا سعادة أبنائهم ورضاهم عنهم. اللهم ارحمه واغفر له وتجاوز عنه واجمعنا به في مستقر رحمتك.