أكتب هذه الرسالة رثاء مهداة إلى روح خالي الشيخ عبدالله بن فهد الثنيان رحمه الله، لتهدئ لوعة الفؤاد والبعد والفراق بعد أن حال بيننا وبينك عالم البرزخ، ولتكون ضرباً من ضروب التواصل الحميمي بين العطاء والوفاء ولتكون نوعاً من رد الجميل. وفيه أقول مستعيناً بالله وحده لا شريك له. غفر الله لك يا خالي وتجاوز عنك، وتغمدك بواسع رحمته وجزاك الله عنّا خير الجزاء وأدخلك فسيح جناته، يا من كنت بحق الخال الحنون والله إنا نسأل أن يحسن عزاءنا، وأن يعظم أجرنا وأن يجبر مصيبتنا فيك، وأن يلهمنا الصبر على فراقك، وأن يجعلنا من الصابرين الذين قال الله فيهم: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (155 - 157) سورة البقرة. أجزل الله ثوابك يا من ابتليت بالمرض فصبرت وشكرت، فقد رأيناك تتحمَّل الآلام والأوجاع بنفس راضية، ولسان شاكر حامداً الله سبحانه ولم نعلم أن قطرت من عينك دمعة، أو بدر منك قول، أو صدر منك فعل يدل على جزعك أو تسخطك أو عدم رضاك بما قدّره الله عيك من البلاء والمرض، والله نسأل أن يكون ما أصابك تطهيراً لك من الذنوب والمعاصي وحطاً للخطايا والآثام إيماناً منا بأنه ما من مسلم يصيبه من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها، كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم. تجاوز الله عنك يا من كنت قريباً من الناس، حبيباً للجلاس، لطيفاً مع الصغار والكبار حتى أحبك الجميع واحترموك، فلما سمعوا بنبأ وفاتك بكتك الأعين، ودعت لك الألسنة، وترحّم عليك من عرفك ومن لم يعرفك. يا رب خذ منا دعاءً مخلصاً يا من يجيب فلا تخيب دعاء ندعوك وسع قبره واغسله بالبرد الذي غسلت به الشهداء وارحمه يا رحمن واجعل قبره روضة فإن العفو منك عزاء ولا يسعنا إلا أن نقول: إن العين لتدمع وإن لقلب ليحزن وإنا لفراقك يا خالي لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا فجزاك الله عنَّا خير الجزاء، وغفر الله لك والله نسأل أن ينزلك منازل الصالحين والشهداء وأن يرحمك وأموات المسلمين من عرفنا منهم ومن لا نعرف بواسع رحمتك وأن يجمعنا بك في مقعد صدق عند مليك مقتدر.