كنت دائماً أقول أن عدم الاستقرار هو السبب الرئيس في سوء نتائج أي فريق كروي لناد أو منتخب، بل يعرقل أي خطوة تطوير وارتقاء في أي مجال، والاستقرار هنا وبخاصة في الشأن الرياضي لا يقتصر على الجانب الفني وإنما يشمل الإداري والعناصري، الأمر الذي يؤثر سلبًا على أداء ومخرجات هذا النادي أو ذلك الاتحاد.. الضرر من عدم الاستقرار سيكون أكبر وأخطر عندما يصيب منظومة الاتحاد وهيكلته وقراراته وتوجهاته، وهذا للأسف ما حدث ويحدث حالياً في اتحاد الكرة، فبعد أن استفاد من استقراره الفني والإداري أثناء إشراف المدرب مارفيك وإدارة طارق كيال ونتج عن هذا الاستقرار تحقيق حلم تأهل منتخبنا لمونديال روسيا 2018م، أصبح الآن يعاني من دوامة التغيير المستمر والمتسارع سواء داخل مجلس الإدارة أو في الأجهزة الفنية والإدارية، وكذلك في برامجه وقراراته لدرجة أن المتابع لا يعلم هل قرار اليوم سيكون نافذًا في الغد أم لا..؟! من أهم متطلبات إعداد الأخضر بصورة جيدة تليق بقوة وصعوبة معترك نهائيات كأس العالم أن يذهب إلى روسيا وهو في قمة جاهزيته الفنية، وهذه لن تتحقق إلا بالاستقرار وخلق أجواء التناغم والانسجام بين سائر عناصره ومكوناته وأجهزته ليس قبل المونديال بشهر أو شهرين وإنما من الآن، بإقرار خطة عمل واعداد متكاملة منضبطة في نوعيتها وتوقيتها، وألا يكون هنالك تغيير أو وتبديل أو إلغاء في العناصر والبرامج والقرارات إلا في الحدود الضيقة والحاجة الماسة والظروف الطارئة والخارجة عن الإرادة.. رياضة الأصالة يقام هذه الأيام مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل الثاني، وفي الوقت الذي يحظى فيه بتفاعل شعبي واسع ورسمي على كافة الأصعدة من داخل المملكة وخارجها مؤكدًا جدواه ومعناه وقيمته نجد من يهاجمه ويندد به ويسخر من مؤيديه وجماهيره والمهتمين بمنافساته، والغريب والمضحك في الموضوع أن التندر بفعاليات المهرجان يصدر من أشخاص غارقين في مستنقع تعصبهم الكروي، ولهم مواقفهم السيئة المؤذية حد الحقد والكراهية لكل من يخالفهم الميول..! نعم هنالك ممارسات في المهرجان غير مقبولة كما في أي تجمع أو محفل شعبي أو تنافس رياضي آخر ، لكن لا يعني هذا تهميشه والإساءة له وإعلان الحرب عليه ومهاجمة كل من يشارك فيه أو يشجعه ويتعاطف معه، بقدر ما يستوجب انتقاد الأخطاء والسلبيات والتحذير منها والمطالبة بتلافيها مستقبلاً، الأهم من هذا أننا أمام حدث وطني مهم ترعاه وتنفق عليه الدولة، ويجسد أحد الموروثات الشعبية اللأصيلة النابعة من بيئة وتاريخ بلادنا ومبادئنا وقيمنا الإسلامية، إضافة إلى أنه يحقق نجاحات ونتائج تحتاجها شريحة كبيرة من مجتمعنا.. وللظروف والأسباب التي ذكرتها، ولأهمية المهرجان ليس فقط من منطلق التنافس والإثارة والترفيه والتشويق بل للمحافظة عليه بصفته موروثا للمجتمع والوطن وللأجيال، ولأنه ينفرد بشعبية جماهيرية لافتة من المنتظر أن تتسع وتنتشر في المهرجانات القادمة - بإذن الله - فإننا نتطلع إلى تحسين وتطوير أدائه، والعمل على ضبط وتنظيم آلية المشاركة فيه ومتابعة فعاليته وتوفير الأماكن والتجهيزات والخدمات الكفيلة بجذب الجماهير إليه واستثماره بتنفيذ برامج وأنشطة ثقافية وتراثية وسياحية، وقبل ذلك تقديمه وتغطية أحداثه والترويج له بأسلوب إعلامي مقنع ومشوق ومؤثر.