واصل الاتحاد السعودي لكرة القدم وضع علامات الاستفهام حول الكثير من قراراته وتغييراته المفاجئة وتعييناته وإعفاءاته التي تتنافى مع أبسط مبادئ العمل الإداري الناجح؛ الذي يحتاج للاستقرار والهدوء والخطط والبرامج الواضحة التي يقوم على وضعها والإشراف على تحقيقها فريق عمل مستقر ومتفاهم ومتناغم، وهو ما لن يحدث في ظل هذه التغييرات المتلاحقة والمفاجئة، لا تدري لماذا رحل من رحل ولماذا وكيف جاء من جاء؟!. لا تزال أسباب إبعاد طارق كيال عن إدارة المنتخب غامضة، خصوصاً بعد ثبوت براءته في قضية مفاوضات الحارس محمد العويس واختراق معسكر المنتخب بدليل أنَّه حظي بثقة أعلى سلطة رياضية في البلد بتكليفه نائبًا للرئيس في النادي الأهلي، لنتساءل: لماذا أبعد طارق كيال إذًا من إدارة المنتخب؟! وبناءً على أي خبرات سابقة ومهارات إدارية وتجارب ناجحة تم استبداله بماجد عبدالله؟!، وما ينطبق على ما حدث مع طارق كيال ينطبق على ما حدث لمارفيك ثم باوزا، والمحزن أن تحدث تلك التغييرات في فترة حرجة تحتاج للاستقرار الفني والإداري، وإن تفهمنا أسباب عدم الإبقاء على مارفيك وطارق كيال، فلن يكون من السهل أن نتفهم المعايير التي تم اعتبارها في اختيار بديليهما، لكن الإجابة جاءت على شكل إقالة أو استقالة سريعة للبديلين تدعونا للقلق على الطريقة التي يتم بها إعداد الأخضر للمونديال الروسي!. وعلى صعيد تجهيز الكوادر السعودية لمناصب قيادية قارية ودولية؛ استبشرنا خيرًا بهذا التوجه الذي أعلنه معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، وشاهدنا أنَّ العمل بدأ فعلًا باختيار شخصية مميزة تملك الخبرة الرياضية والإدارية والفنية والثقافة واللغة مثل أسطورة كرة القدم السعودية والآسيوية سامي الجابر، وسعدنا كثيرًا بترشيحه عضوًا في لجنة المسابقات الآسيوية ممثلًا لاتحاد القدم السعودي، وكذلك اختياره عضوًا في لجنة أوضاع اللاعبين في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وبدا للجميع أنَّنا أمام مشروع حقيقي ومشرق لتجهيز شخصية سعودية قادرة على أن تنافس في وقت قريب على منصب قيادي مهم لما تملكه من قدرات وإمكانات ومؤهلات ودعم من القيادة الرياضية السعودية، لنتفاجأ باتحاد القدم وهو يجهض هذا المشروع في أقل من ثلاثة أشهر، ويبعد الجابر عن عضوية اتحاد القدم مع أحاديث عن إبعاده عن لجنة المسابقات الآسيوية، بدون توضيح لأسباب القرار وبصيغة لا تليق بشخصية خدمت الكرة السعودية أكثر من عقدين، وبدون حتى توضيح معايير اختيار البديل المجهول رياضيًا وذكر مؤهلاته وخبراته!. هذه القرارات والتغييرات الغريبة والمتسارعة والمتناقضة والغامضة تزيد من حالة القلق حول الطريقة التي يُدار بها اتحاد القدم وآلية صناعة القرارات ووضع الخطط والبرامج والأهداف، وتجعلنا نوشك على ترديد العبارة التي كنا وما زلنا نرجو ألا نضطر لترديدها .. "الله يحلل الحجَّاج عند ولده"!. Your browser does not support the video tag.