في ظل الأزمات المالية والمشاكل الصعبة المترتبة عليها والمربكة للأندية جميل جداً أن تطلق هيئة الرياضة حملة (ادعم ناديك)، والأجمل أن تحظى بهذا التجاوب والتفاعل المتزايد من جماهير أندية دوري المحترفين، لكن في المقابل من الضروري ان يكون هذا الدعم منظماً ووفق آلية تحدد وتضبط طريقة صرفه حتى لا تتكرر نفس الفوضى في الإنفاق. الأهم من ذلك ولتفعيل الحملة ولضمان استمرارها وتحفيز وتثمين المشاركين فيها من الجماهير ان تحفظ حقوقهم، ويكون لمساهمتهم مردود معنوي وتنظيمي، كأن يمنح الداعم عبر البرنامج بطاقة تكون بمثابة رسم الاشتراك والانضمام لعضوية الجمعية العمومية للنادي، والتي يحق له من خلالها حضور اجتماعاتها والتصويت على قراراتها وتوصياتها بما في ذلك اختيار مجلس إدارة النادي ومراقبة أدائه ومساءلته. لقد مارست الكثير من الأندية ومازالت التهميش وعدم تقدير الداعمين لها بعشرات الملايين، وباستثناء تصريحات الإشادة الوقتية فلا يوجد أي توثيق أو إجراء يحفظ للداعمين مساهماتهم ويثمن مواقفهم، بل إن هنالك ادارات تستكثر مجرد توجيه الشكر لهم واحيانا تلومهم وتشكك بولائهم في حالة تراجع أو توقف دعمهم لأسباب وظروف قد تجبرهم على ذلك، فإذا كان هذا يحدث للداعمين بالملايين فمن المؤكد أن المشاركين بحملة (ادعم ناديك) سيجدون الأسوأ ما لم تتدخل الهيئة العامة للرياضة وتفرض على الاندية اقرار تنظيم يحفظ لكل مشارك في الحملة ومستمر في الدعم صفة الانتماء للنادي، والأنسب والأقرب والأكثر فاعلية أن يكون عضوا في الجمعية العمومية.. التنافس القائم حالياً بين الاندية في اعداد المشاركين في حملة (ادعم ناديك) لن يستمر طويلاً، ولا ابالغ اذا قلت ان الكثيرين منهم سيتوقفون عن الدعم حينما يشعرون بتهميشهم وان لا دور لهم في رسم خطط وصياغة قرارات وتوجهات ومستقبل أنديتهم، وان اموالهم هي مجرد ارقام قد تنفق بفوضوية وبلا رقيب ولا حسيب من هيئة الرياضة ومن الجمعية العمومية على تعاقدات فاشلة أو رواتب ومكافآت ومقدمات عقود للاعبين متلاعبين متخاذلين لا يحترمون شعارات أنديتهم..! خرجنا ولم نخسر! على الرغم من ان منتخبنا الوطني الرديف لم يوفق في التأهل للدور قبل النهائي في خليجي 23 إلا انه حقق ما هو اهم وبالذات في المرحلة الراهنة التي يستعد فيها لخوض نهائيات كأس العالم 2018 م في روسيا الصيف القادم، وأعني بذلك اكتشاف عدد من اللاعبين المميزين المؤهلين للانضمام لقائمة الأخضر في المونديال. في الشأن ذاته ولكون المنتخب في حاجة لتدعيم صفوفه في عدد من المراكز، تبرز هنا معضلة عدم وجود المهاجم الكفؤ سواء في المنتخب الرديف وقبل ذلك في المنتخب الأول الذي تأهل للمونديال بتوفيق من الله ثم بفكر وعقلية ودهاء المدرب السابق الهولندي مارفيك وبدون مهاجم أو مهاجمين عليهم القيمة، لذلك فإن المهمة الأصعب للمدرب أنطونيو بيزي تتلخص في المقام الأول في العثور على المهاجم المناسب والجدير بتمثيل المنتخب في معترك المونديال خصوصاً بعد التراجع الواضح في مستوى الثلاثي الشمراني والسهلاوي وقبلهم هزازي، وزادت المعاناة بعد إصابة المهاجم الصاعد الهزاع بالرباط الصليبي. ولأن مواصفات المهاجم المطلوب للأخضر لا نراها حالياً في صفوف فرق دوري المحترفين فمن المفترض ان تتجه نظرة المدرب أنطونيو صوب دوري الأمير فيصل بن فهد للدرجة الأولى، فهنالك أكثر من مهاجم يستحقون اتاحة الفرصة لهم، تماما مثلما حدث من النجوم المواليد في المنتخب المشارك في دورة الخليج الحالية، وانا على يقين ان المدرب سيجد حلا لهذه الأزمة في دوري الأولى وربما دوري الدرجة الثانية، شريطة أن يحرص مع الجهاز الإداري على متابعة مبارياتها، وكذلك استثمار فرصة مشاركة هذه الفرق في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين التي ستنطلق بعد أيام.