لماذا يحاولون عبثاً تحميل السعودية، جريرة القرار الأمريكي بالاعتراف بالقُدس عاصمة لإسرائيل، ونوايا نقل السفارة الأمريكية إليها؟ والتقليل من موقف المملكة الواضح والثابت والحاسم في هذه القضية؟ الإجابة التي يجب أن يعيها كل مسلم وعربي بكل بساطة ووضوح أنَّ القُدس الشريف وفلسطين لا تهم هؤلاء، بقدر ما يهمهم النيل من المملكة وقيادتها والكذب عليها لتشويه صورتها، والتقليل من مواقفها ضمن مخطط صهيوني صفوي، يدل على أنَّ فلسطين والقُدس لم تكن سوى واجهة تختبئ خلفها هذه الأبواق الناعقة، للتغرير بالشارع العربي والإسلامي. عندما تنظر إلى المكائن المُحركة إعلامياً لهذه الافتراءات الكاذبة ستجد أنَّها تصبُّ في نهاية المطاف من قبل النظامين الإيراني والقطري، وأعوانهما في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي من خلايا عزمي بشارة التي وجدت الدعم والملاذ - للأسف الشديد - في الدوحة وغيرها، وعملاء حزب الله الإيراني في لبنان، إضافة لبعض الأذناب الفلسطينية المُهاجرة التي باعت الوطن وقضيته والشعب المناضل مقابل العيش الرغيد في العواصم الأوربية، لتأتي اليوم وتُزايد على بلادنا ومواقفها التاريخية والمُشرّفة مع فلسطينوالقدس تحديداً، بمُداخلات تلفزيونية مدفوعة الثمن أو مقالات وكتابات وأخبار كاذبة، وما يدل على حجم افتراء هؤلاء ويدعو للسخرية من مواقفهم الضالة أنَّهم يوجهون سهامهم نحو السعودية لا نحو أمريكا صاحبة القرار، ولا نحو إسرائيل مُغتصبة الأرض، رغم علمهم أن المملكة لا ترتبط بأي نوع من العلاقات الدبلوماسية أو الاقتصادية مع الكيان الصهيوني، كما هو الحال مع بعض العواصم العربية والإسلامية التي يتحدثون منها، ويزايدون علينا بمواقفها. لقد انقلبت المفاهيم والحقائق عند هؤلاء، فبدلاً من مُطالبة تلك الدول العربية والإسلامية التي ترتبط بعلاقات مع إسرائيل بمواقف واضحة وصريحة ومعلنة بقطع العلاقات وتجميد هذه المصالح وإيقافها من أجل قضية المسلمين الأولى - تفرَّغوا لقذف المملكة - هاربين من حقيقتهم المُرّة، ومواقف دولهم المُتخاذلة والضعيفة التي تجيد رفع الشعارات والخطابات الرنَّانة دون أدنى فائدة، مُتناسين المواقف السعودية الثابتة والتحركات الحقيقية، وأنَّ فلسطينوالقدس تحديداً في قلب السياسة السعودية، منذ عهد المؤسس وحتى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين - حفظهما الله - اللذان يعملان بصدق بعيداً عن الإعلام والمتاجرة بهذا الملف، من أجل التخفيف على الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته شرقاً وغرباً.. - غداً نتحدث عن بعض المواقف السعودية العالقة في الذاكرة العربية والإسلامية والدولية لنصرة فلسطين - وعلى دروب الخير نلتقي.