الحملات المسّعورة التي تُحاول النيل من السعودية ومواقفها المُشرِّفة والثابتة من قضية فلسطين، فضَّحت إفلاس مُطلقيها وداعميها وسوء نيتهم وغبائهم، فكل ما يُكتب في توتير ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، أو يبث عبر القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المُعادية والمأجورة، مُناقض للواقع السياسي والاجتماعي والإنساني والدور الكبير الذي تضطلع به المملكة بثقلها العربي والإسلامي والدولي، وتلعبه من أجل نصرة القضية بمواقف ثابتة ومؤثرة ومَلمُوسة، لقد ظهر هؤلاء (بشكل مفضوح) وهم يحاولون تجيِّيش الجيوش الإلكترونية والإعلامية وغوغاء الشارع لمُهاجمة المملكة أولاً، وكأنَّه شرط من أجل (نصرة فلسطين). الفلسطينيون أكثر من يعلم عن المواقف السعودية الشجاعة والثابتة والصريحة الداعمة للقضية، منذ عهد الملك المؤسس وحتى اليوم، فالسعودية تتصدر قائمة الدول العربية والإسلامية الداعمة للفلسطينيين وفق بيانات الأممالمتحدة (أونروا) كأكثر المانحين -وبفارق كبير عن الآخرين- لتأخذ مكانها الطبيعي بين الدول الثلاث الأولى والكبرى إنسانياً على مستوى العالم، التي قدمت دعماً للشعب الفلسطيني, لم تُزايد السعودية يوماً -مثل غيرها- من أبطال مُسلسلات ومسرحيات البكائيات واللطم على الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي، لم نُتاجر بمشاعر الفلسطينيين قبل مشاعر العرب والمُسلمين بعلاقات مُزدوجة ومُتناقضة، ولم نساوم على المواقف بعلاقات مشبوهة مع النظام المُحتل، لم نعقد الصفقات التجارية ولم نفتح السفارات والقنصليات والزيارات السياحية -كما فعل غيرنا- ممن يحاول اليوم انتهاز الموقف والظروف الصعبة للأشقاء في فلسطين المُحتلة، والرقص على الجثث بالخطب الرنَّانة والمواقف الكاذبة والزائفة والمُتخاذِّلة في حقيقتها، للظهور بمظاهر الأبطال وتسجيل مواقف تاريخية (باهتة ومفضوحة) لستر عيوبهم ونفاقهم في البحث عن مصالحهم ومكاسبهم الحزبية والاقتصادية الضيقة، دون اعتبار لا للقُدس ولا لفلسطين. السعودية لم تكن يوماً من المُتشدِّقين، بل أعلنت موقفها مُنذ البداية برفض الخطوة الأمريكية وقالت إنَّها «لن تغير أو تمس الحقوق الثابتة والمُصانة للشعب الفلسطيني في القدس وغيرها من الأراضي المُحتلة، ولن تتمكن من فرض واقع جديد عليها»، وهي اليوم تعمل سياسياً ودولياً بصمت كعادتها من أجل (قضية المُسلمين الأولى) والشعب الأعزل، لا تهتم بتهييج الشوارع، ولا تبحث عن أصوات الجماهير، كل ما تُريده المملكة أن يحصل الشعب الشقيق على كامل حقوقه التاريخية، هذا ما يسجله التاريخ بمداد من ذهب للكبار، أمَّا الصغار والأقزام الذين اُبتليَّت بهم أمُّتنا، فلن يستطيعوا مُساعدة الفلسطينيين إطلاقاً، لأنَّهم مُشتغلين دوماً بالجعجعة والظواهر الصوتية -لا أكثر-. وعلى دروب الخير نلتقي.