تفضل أخي الكريم الأستاذ الدكتور إبراهيم الشمسان وشرّف كتاب «على خطى المتنبي» بما كتبه عنه في جريدة الجزيرة، العدد 16326 في عموده الأسبوعي «مداخلات لغوية»، ضمن هذا الملحق الثقافي، فأثنى عليه بما يراه، مع علمي الجازم بأن الكتاب ما هو إلا جهد المقل. وقد تفضّل أستاذي الكريم عليَّ أيضًا فأهداني بعض ملاحظاته اللغوية على الكتاب لكي أستفيد منها عند إعادة طباعته الطبعة الثانية، ولكني رأيت أن لا أنتظر، وأن أبادر بنشرها حتى يستفيد منها قراء الطبعة الأولى أولاً. إن نقد الكتب وتدوين الملاحظات عليها سنن سار عليها علماؤنا منذ نشأة التأليف إلى يومنا هذا وإنه ليسعدني تلقي الملاحظات السلبية ممن قرأ الكتاب أو ممن سيقرأه، فالكمال لله وحده. مرة أخرى أكرر شكري لأستاذنا الجليل أبي أوس لفضله وعلمه ومصداقيته ونقده الهادف، يقول: الملاحظات: جاء الكتاب في لغة واضحة على درجة من السلامة العالية؛ إذ لم أجد خطأً نحويًّا واحدًا؛ ولكني مع ذلك سأتوقف بعض الوقفات التي لاتغض بحال من مكانة الكتاب: * جاء في ص42 س3: أذا الجود، والصواب: أخا الجود. * جاء في ص49 س3: إلى ذليل مضام مسجون، والصواب: مضيم؛ لأن الفعل مجرد، وهو (ضام)، جاء في معجم الصحاح: «الضيم: الظلم. وقد ضامه يضيمه، واستضامَهُ، فهو مَضِيمٌ ومُسْتَضامٌ؛ أي مظلوم. * جاء في ص73س6 قوله: فالشعر ليس مجرد مديح على العطاء، ولكنه كما يتضح ردُّ جميل على معروفٍ». والجميل هو المعروف، فلعل الصواب حذف (على معروف)، أو تنوين (ردّ) ورفع (جميل)؛ أي: ردٌّ جميلٌ على معروف. * جاء في ص75س3تحت نصّ من كتاب (بغية الطلب) لابن العديم «فقد كان أبو الطيب صعَدَ إلى مصر مرة أخرى»، والفعل (صعد) غير مضبوط بالشكل في الكتاب، ولكنه هنا من ضبط أستاذنا، والصواب (صَعِدَ)، جاء في معجم المصباح المنير «وصَعِدَ في السُّلَّم والدَّرَجَة يَصْعَدُ – من باب تَعِبَ – صُعُودًا». ويميل الناس اليوم إلى فتح العين (صَعَدَ)؛ لأنها من حروف الحلق. * جاء في ص80س6: المتبنّي، والصواب: المتنبي. * جاء في ص98س1تحت، بَيْدَا، والوارد في الديوان بِيدا، فالصواب إذن: بِيدًا. * جاء في ص101س5 قوله: «أستغرب أن يطال التحريف اسم (نجه الطير) ليصبح ...»، وفي ص135س1تحت، قوله: «فتطال الأمير عاقبة كافور». وليس الفعل «يطال» مضارع «طال»؛ فمضارعه يطول، ومعناه مختلف عن المعنى الوارد في السياق، وقد كثر استعمال هذا الفعل عند المحدثين مع أنه لا وجود له في العربية، والصواب هو الفعل (ينال) أو (يصيب) يقال في العبارة السابقة «أستغرب أن ينال / يصيب التحريف اسم (نجه الطير) ليصبح ...»، ومعنى ينال: يصل. * جاء في ص108س6 تحت قوله «خاصة وأنه». والواو هنا مقحمة بين عامل وما عمل به. ولا وظيفة لها، فالواجب حذفها: خاصة أنه. * جاء في النص الذي نقله من معجم البلدان لياقوت: «يُشيبُ» في قول مجنون ليلى: ألا لا أرى وادي المياه يُشيبُ ولا القلب عن وادي المياه يَطِيبُ والصواب: يُثيبُ. * جاء في ص130س3 قوله «ويدلج نهاره وليله»، وإنما الإدلاج السفرُ في الليل، جاء في معجم تهذيب اللغة: «قال ابن السكيت: أدلج القوم إدلاجًا إذا ساروا الليل كله». * جاء في ص145س2تحت، قوله «أما القلب المكاني فهو قاعدة عربية مطردة، ومن أمثلته: بَذَح وذَبَح، ومسْرَح ومرْسَح، وجَذَب وجَبَذ، وحَفَر وفَحَر، وهذا اجتهاد من أستاذنا، فهذا النوع مبناه على السماع، ولا يقاس عليه، فليس بقاعدة بل هو ظاهرة من ظواهر اللغة. * جاء في ص147س11 نص من خبر القصيدة «وأدركاه عصرًا، وقد قَصُرَ الفرسُ» والفعلُ (قصر) ليس مضبوطًا بالشكل في نسخة الديوان المحال إليه، والفعل بالضم يعني صار قصيرًا، وليس هذا المعنى ملائمًا للسياق، والصواب: قصَّر أي أعيا، ونجد الفعل ضبط في ض219س10 (قَصَر)». أكرر شكري لأخي الكريم أبي أوس الشمسان. والله المستعان،،،