لا ينتظر ملالي إيران الإجراءات العقابية التي سيتخذها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، الذي سيلغي كل ما قام به سلفه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي لم يكن متساهلاً مع تجاوزات الملالي في العراقوسوريا واليمن، بل كان متواطئًا مع هؤلاء الملالي الذين سمح لهم وفق تسربات ستتضح كثيرًا بعد مغادرة أوباما البيت الأبيض. ولهذا فإن النظام الإيراني لا ينتظر بدء ترامب ووزيرَيْ الخارجية والدفاع الأمريكيَّين الجديدَين اللذين يستعدان لاتخاذ سلسلة من الإجراءات التي ستحاصر النظام بهدف الحد من تجاوزاته في المنطقة. وبما أن ملالي إيران يدركون تمامًا أن الإدارة الأمريكية الجديدة تعي تمامًا طبيعة النظام الإيراني؛ إذ إن جميع أعضاء إدارة ترامب -وفي مقدمتهم الجنرال مايتس وزير الدفاع الجديد- يعرفون أن الطبيعة المتخلفة والرجعية لنظام ملالي إيران تمنعهم من التعايش السلمي مع العالم، ولا يمكن أن يتكيفوا مع التطورات؛ ولذلك فإن مَن يمسكون بزمام الحكم في إيران موقنون بأنه لا بد من التعامل مع العواقب الحاسمة التي تنتظرهم. ولأن مخططات وأساليب تعاملهم وأجنداتهم مبنية على الابتزاز، وتوظيف مناطق النفوذ التي وسَّعوها، وجندوا عملاء لهم لخدمة مخططاتهم، فإن من أهم وسائل «التحصين» لديهم عندما تتفاقم الأزمات أنهم يزيدون من تصدير الأزمات إلى خارج الحدود، ويسعون إلى تغطية الأزمات والمشاكل التي تواجههم، والتي تكاثرت داخل إيران؛ لذا تتزايد تدخلاتهم خارج إيران، وبمختلف النشاطات والصور؛ للتغطية على ما يحصل في الداخل. وكما اعتدنا من ملالي إيران توظيف عملائهم والمليشيات والأحزاب الطائفية التي تدين ل»ولي الفقيه الصفوي» ك»تروس» لحماية الملالي ونظامهم في إيران، فقد استعدت طهران لما ينتظرها في مواجهة مع الجنرال الشرس وزير الدفاع الأمريكي الجديد مايتس بتحويل السفارات الإيرانية إلى مراكز عمليات لإدارة المواجهات القادمة، التي تعتمد على تنفيذ الأعمال الإرهابية، سواء التي تستهدف المصالح الأمريكية للضغط على الإدارة الأمريكية وابتزازها، سواء في العراق أو سوريا أو لبنان أو اليمن أو البحرين، بل في كل دولة تعمل بها المليشيات الطائفية؛ لذلك فقد تم تعيين عدد من جنرالات الحرس الثوري الإيراني - وجميعهم لهم باع طويل في توجيه وتنفيذ الأعمال الإرهابية - ومنهم سفير النظام الإيراني في بغداد الجنرال ايراج مسجدي، الذي يكمل (جماعة سفراء الشر) لملالي إيران، كالذين يديرون سفارتَيْ طهران في دمشق وبيروت، والذين يديرون مكاتب المصالح الإيرانية في مصر والمغرب وغيرهما من الدول العربية.. فجميع هؤلاء يتبعون المخابرات الإيرانية، ومعظمهم كانوا ضباطًا في الحرس الثوري الإيراني، وهم متخصصون في إدارة وتنفيذ الأعمال الإرهابية؛ ما يستوجب من الدول التي يعمل بها مثل هؤلاء السفراء في بلدانهم طلب استبدالهم، أو إغلاق سفارات ملالي إيران، التي - كما أثبتت الأحداث في العراق ونيجيريا والمغرب وحتى الأرجنتين - هي مراكز عمليات لإدارة وتنفيذ العمليات الإرهابية في تلك البلدان.