تسلمت «أرامكو السعودية» مؤخراً باكورة توربينات للرياح طورتها شركة جنرال إلكتريك، إيذاناً بتحقيق إنجاز تاريخي على أرض المملكة في مجال الطاقة المتجددة، إذ من المقرر أن توفر توربينات الرياح، وهي من طراز 2.75 - 120، الطاقة الكهربائية لمركز توزيع المنتجات البترولية العائد ل«أرامكو» في مدينة طريف شمال غرب المملكة على مدى أكثر من 20 عاماً. وطورت «أرامكو» هذا المشروع التجريبي في مدينة طريف بالتعاون مع «جنرال إلكتريك» لبرهنة جدوى استغلال طاقة الرياح في المملكة. وأكدت الشركة من خلال برنامجها لقياس الموارد الطبيعية الشاسعة الذي بدأ في عام 2012، امتلاك المملكة مصدراً غير عادي للرياح، إن لم يكن الأفضل على مستوى المنطقة. ومع مرور الوقت، ستصبح طاقة الرياح مصدراً رئيساً للكهرباء في إطار البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، الذي سيسخّر طاقة الرياح والطاقة الشمسية لتوليد 9.500 ميغاواط في المملكة بحلول 2023. وبهذه المناسبة، قال المدير التنفيذي لأنظمة الطاقة في «أرامكو» عبد الكريم الغامدي: «تشارك الشركة في التشجيع على الحد من كثافة استهلاك الطاقة في جميع أنحاء المملكة من خلال تبني وتأييد سياسات مسؤولة، ورفع الوعي العام، والابتكار في مجال الطاقة»، مشيرًا إلى أن مشروع توربينات الرياح الذي تم إطلاقه بصورة تجريبية في مدينة طريف يعزز التأكيد على التزام «أرامكو» بترجمة هذه المساعي على أرض الواقع. وأكد الغامدي، أن هذا الإنجاز قد تحقق بفضل المهارات والمعرفة التي اكتسبتها «أرامكو السعودية» على مدى عقود من خلال توفيرها الطاقة في المملكة، وكذلك بفضل مهارات وخبرات «جنرال إلكتريك»، شريك «أرامكو» في المشروع. وأضاف: إننا فخورون بقدرتنا على مواصلة دعم المملكة في تلبية احتياجاتها المستقبلية من الطاقة والتي ستمثل طاقة الرياح فيها مصدراً رئيساً للطاقة.» ووقع اختيار «أرامكو السعودية» على مدينة طريف من بين أربعة مواقع محتملة نظراً لما تتمتع به من مصدر جيد للرياح وسهولة الوصول إليها، وتوفر الربط الكهربائي،علاوة على أنها تتيح فرصة الحد من استهلاك الديزل لتوليد الكهرباء بمقدار 18.600 برميل في السنة. ومن المقرر أن تصل ذروة توليد توربينات الرياح 2.75 ميغاواط من الكهرباء، وهي كافية لتلبية احتياجات 250 وحدة سكنية من الطاقة. وستكون توربينات الرياح بمجرد بدء تشغيلها التجريبي في شهر يناير 2017 علامة ساطعة تضيء سماء مدينة طريف، حيث سيبلغ ارتفاعها 145 متراً، أو ما يعادل نصف ارتفاع برج المملكة في مدينة الرياض. أما قطر الشفرات الدوارة للتوربينات فسيجعل أبعاد أكبر طائرة ركاب في العالم ضئيلة جداً أمامه، حيث يتجاوز قطرها الممتد بطول 120 متراً؛ أبعاد جناحي طائرة من طراز إيرباص 380 بمقدار 50 %. وقد عمدت «جنرال إلكتريك» إلى تطوير توربينات الرياح ونظام التحكم بها خصيصاً للحد من مستوى الضجيج الذي قد يصدر عن الشفرات الدوارة، التي تعادل سرعة أطرافها ثلث سرعة الصوت. ومن المقرر أن يتم نقل توربينات الرياح، التي وصلت إلى ميناء الجبيل في شهر أكتوبر الماضي، في قافلة تضم اثتني عشرة شاحنة تنطلق من الدمام باتجاه طريف، ويجري حالياً العمل على بناء القواعد التي ستحمل التوربينات، ومن المتوقع تزويد مركز توزيع المنتجات البترولية العائد ل«أرامكو السعودية» بأول شحنة كهربائية بمجرد الانتهاء من التشغيل التجريبي في شهر يناير2017. الجدير بالذكر أنه منذ تشكيل فريق الطاقة المتجددة في «أرامكو السعودية» عام 2010، تسعى الشركة جاهدة لدعم أهداف المملكة الرامية إلى دمج الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة.