شهر بالتمام والكمال مر على إعلان فريق عمل توثيق بطولات الأندية نتائج عمل الفريق، ولا يزال البعض عالقًا في وحل الجهل المركب من جهة عدم معرفته الفَرق بين البطولات الرسمية المعتمدة والبطولات الودية وبطولات المناطق والسداسيات وما شابهها، وكذلك غارق في بحر التعصب المقيت برمي التهم جزافًا والتشكيك في الذمم لتوافه الأمور. مساء الاثنين 6/ 11/ 2016 تمت كتابة التاريخ الرياضي بمداد من ذهب، وتوثيق منجزات وبطولات الأندية، وأوقفت معها لجنة توثيق البطولات العبث، وألجمت مزوري التاريخ الرياضي والمتلاعبين بعدد البطولات. بعدها خرجت علينا أصوات نشاز، هدفها صرف نظر مشجعيهم عن عبثهم وتلاعبيهم طوال سنوات مضت، تلاعبوا بها بعواطف جماهيرهم، وجيروا بطولات لا تمت للحقيقة بصلة، ولا تمتلك الصفة الرسمية. اللجنة منحت الأندية حق الاعتراضات والملاحظات لمدة شهر، انقضى يوم الثلاثاء الموافق 6/ 12/ 2016، للاعتراض على عمل اللجنة الجبار الذي تم؛ وذلك من أجل الإعلان النهائي والصارم، وإقفال باب التلاعب بالبطولات، ولم نسمع أو نرَ أن ناديًا قدم اعتراضه على بطولة معينة وطالب بإضافتها (بشكل رسمي) من خلال فترة الاعتراضات المذكورة وبخطاب رسمي. ما شاهدنا وما سمعنا سوى بيانات بهدف ذر الرماد، سبقت إعلان توثيق البطولات، شككت في عمل اللجنة قبل خروجه للضوء، أعقبتها بيانات بكائية بعد الإعلان على طريقة (قالنا لكم)؛ بهدف تشتيت أذهان جماهيرهم وصرفهم عن الحقيقة. وحيدًا الفريق الهلالي هو من أقنع واقتنع بعدد بطولاته الرسمية، فيما خرج التكتل النصراوي الاتحادي الأهلاوي مع تحفظ شبابي بغير قناعة لمعرفتهم بأن الفارق شاسع، وسيحتاجون لسنوات طويلة لتقليص الفارق مع زعيم الأندية، ولم يجدوا سوى إضافة بطولات غير رسمية لسجلاتهم البطولية، وهو ما رفضته لجنة توثيق البطولات، ورفضه المنطق والعقل والنظام. الفريق الهلالي وصل للرقم ال54 في عدد البطولات، وبفارق 21 بطولة عن أقرب منافسيه، وهو الاتحاد صاحب ال 33 بطولة، وهذا الشيء مسلَّم به وحقيقة لا يمكن تكذيبها من قِبل الأندية الأخرى إلا أن البون الشاسع بين الهلال ومنافسيه هو الموجع في الأمر؛ وهو ما جعل البعض يخرج بعباءة التعصب، وطال (أذاهم) كل منتسب للرياضة السعودية، وعلى رأسهم رئيس الهيئة العامة للرياضية الأمير عبدالله بن مساعد ومسؤولو لجنة التوثيق التي تختلف ميولهم في إسقاط مقيت بهدف تقليل حجم الألم الحاصل بعد التوثيق. الأمر الأكثر غرابة هو مطالبة أندية النصر والاتحاد والأهلي ببطولات لا تمت للرسمية بأي صلة زعمًا منها أنها بطولات رسمية، وملأت الدنيا ضجيجًا من خلال البرامج الرياضية التي ركبت موجة التعصب، وغذته بشكل مقيت. وبالعودة إلى السجل البطولي الموثق نجد أن بطولات الزعيم الهلالي 54 بطولة لا غبار عليها، وتحمل الصفة الرسمية، بالرغم من حذف 3 بطولات لم يعترض عليها الهلاليون لثقتهم في لجنة التوثيق أولاً، وثقتهم في بطولاتهم، وأنهم ليسوا بحاجة لبطولات لا تحمل الصفة الرسمية على مستوى الفريق الأول. نادي الاتحاد تم توثيق 33 بطولة له، وجاءت مطالبته بزيادة بطولاته من خلال بطولات ودية ومناطق، وصل عددها إلى 13 بطولة، كبطولة المصيف وكأس نيشان الناظر وبطولة المنطقة الغربية.. والأدهى والأمرّ أن الاتحاديين طالبوا بإضافة بطولة سداسيات ضمن بطولاتهم? وفيما لو تمت إضافة البطولات الودية (على سبيل الافتراض) فسيتقلص الفارق مع الهلال إلى 8 بطولات لصالح الفريق الهلالي. الأهلي الذي في رصيده 31 بطولة موثقة من جانبه لم تقل مطالباته عن نادي الاتحاد بعدما طالب بإضافة 16 بطولة لم تحمل طابع الرسمية، كدوري جدة وبطولة المنطقة الغربية وبطولة المصيف، وفي حال إضافتها لسجله سيصبح الفارق مع متصدر البطولات الهلال 7 بطولات. نادي النصر صحاب ال 23 بطولة موثقة كان الأكثر ضجيجًا من خلال مطالبته ببطولات متنوعة، وصل عددها إلى 19 بطولة?؟؟ منها الودية كبطولة الشهداء، وكذلك المناطق، إضافة إلى بطولات ودية دولية حسب زعمهم، كبطولة بني ياس ودمشق والوحدة وبطولة الأمير تركي بن ناصر? وبإضافة ال 19 بطولة سيصبح رصيد النصر 42 بطولة، أي بفارق 12 بطولة عن الهلال?! الفريق الهلالي لديه من البطولات الودية والتنشيطية الكثير والكثير، وفي حال مطالبته بإضافة البطولات أسوة بغيره فسيكون الأمر صعبًا على البقية؛ لأن الفارق سيتسع لأكثر من الضعف، وسيعانق الهلال الرقم ال90 وما حولها. مع لجنة توثيق البطولات قُضي الأمر، وتوقف العبث، وفيما لو تم إضافة البطولات الودية والمناطق فلن يكون ذلك في صالح الأندية الأخرى المنافسة للهلال؛ لأن تلك الأندية على الأقل ستحتاج ل30 سنة للوصول لرقم الهلال مع غياب زعيم الأندية عن تحقيق البطولات. إعلاميون سذج تصدروا المشهد ليلة إعلان التوثيق، ونفثوا سموم تعصبهم بشكل مقيت؛ فمنهم من كال التهم لكل من خالفه في الميول، ومنهم من استهزأ بعمل اللجنة، والبعض الآخر ناقض نفسه بنفسه بهدف تخفيف وطأة الحقيقة. وبالعودة لهوية منسوبي لجنة التوثيق نجد أنها ضمت مختلفي الميول؛ فالنصراوي والاتحادي والأهلاوي كانوا جنبًا إلى جنب مع الهلالي والشبابي، ونزاهتهم كانت ديدن العمل والبُعد عن إقحام الميول في التعريف بهوية البطولات. على الهيئة العامة للرياضة - ممثلة في الأمير عبدالله بن مساعد - أن تضرب بيد من حديد على كل من تطاول على لجنة التوثيق، وجردهم من انتمائهم، وشكك في ذممهم؛ ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر.