ونحن نبتهج ويبتهج معنا الوطن بكل أطيافه وأرجائه ومكوّناته بنتائج المنتخب الأول، وبتطوره وعودة روحه ووهجه وهيبته، من الضروري أن يدرك القائمون على المنتخب ونجومه وقبلهم اتحاد الكرة، قيمة وتأثير هذه الانتصارات في رفع معنويات وتغيير نفسيات المواطنين بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم واهتماماتهم، وأن أدوارهم وهم يرتدون شعار الوطن ويدافعون عن اسمه ومكانته وألوانه، لا تتوقف فقط عند اللعب والفوز والخسارة، وإنما إلى أبعد وأهم من ذلك بكثير، أما نحن فعلينا أن نفهم أسباب وأسرار هذا التحول، ونتعرف وننصف المساهمين في تحقيقه سواء من داخل اتحاد الكرة أو خارجه.. المتابع لتدابير اتحاد الكرة وقرارات وتصرفات معظم لجانه، يلمس بوضوح أن هنالك أجواء صحية بدأت تخيم على الاتحاد في الشهور الأخيرة، ربما بسبب إقصاء وابتعاد وإبعاد أسماء، كانت لها مواقف سلبية في العديد من الأحداث والإجراءات التي أساءت لاتحاد الكرة، وأثارت الشكوك في قراراته، إضافة إلى نجاح اتحاد الكرة في قرار إسناد مهمة الإشراف على المنتخب للخبير المتمرس المتمكن طارق كيال، والذي شكّل إضافة لافتة وقوية انعكست سريعاً وإيجابياً على أداء اللاعبين والروح العالية فيما بينهم، وعلى علاقة المنتخب بالإعلام والجماهير.. أما بالنسبة لخارج الاتحاد فدائماً ما يستفزني من يردد في كل حين مقولة إن رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبد الله بن مساعد لا يحق له التدخل في أي عمل يتعلق باتحاد الكرة، بل إن الأمر بلغ حد أن هناك من اعترض على حضوره لمباريات المنتخب ودعمه ومؤازرته وحتى تهنئته للاعبين، وكأن رئيس الهيئة مسؤول عن الصحة أو التعليم أو الطرق وليس الرياضة السعودية، أو أنه يتدخل في تغيير أو قبول أو رفض قرارات صادرة من الاتحاد، ثم لماذا ينظر لمواقفه هذه بسوء نية بدلاً من شكره وإنصافه أو على الأقل عدم الإساءة له، وخصوصاً أن ما يقوم به من صميم عمله بصفته المسؤول الأول عن الرياضة السعودية، كما أنها تصب في مصلحة المنتخب، وبعضها عالج الخلل والقصور في قضايا وملفات اتحاد الكرة هو نفسه من بادر وطلب من الأمير عبد الله المساعدة في حلها. حصري بأمر الرئيس! كشف الزميل ماجد التويجري في حديثه للزميل أحمد العجلان على قناة 24 الرياضية حقيقة مهمة ومفجعة تتعلق بالبرامج الرياضية، هي برأيي من الأسباب الرئيسة في فوضوية أطروحاتها، وتدني مستوى وعقلية الكثير من ضيوفها، وذلك حينما تطرق لمعلومة خطيرة من حيث أراد الثناء على مواقف وطيبة وكرم رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي، وكيف تعرّض للغدر ونكران الجميل من إعلاميين انقلبوا عليه، بعد أن أبرزهم وقرّبهم إليه ووثق بهم وحقق لهم الشهرة، الزميل ماجد قال بالحرف الواحد: « لولا الأمير فيصل بن تركي هناك ناس ما كانت لتظهر في البرامج الرياضية، فهو من توسط لهم ليكونوا محللين فيها « ..! كنت فيما مضى أسمع عن تأثير وتدخل رؤساء الأندية في تحديد مراسلي بعض الصحف، أو أن هذه الأخيرة تحرص على أن يكون المراسل قريباً ومقبولاً من إدارة النادي ومطلعاً على ما يدور فيه للحصول على الأسبقية في أخبار النادي، وفي الحالتين أصبح معروفاً لدى القارئ ميول وتوجه هذا المراسل أو ذاك، وشخصياً لا أرى ضرراً في ذلك، طالما أن عمله الصحفي يقتصر على التصريحات ونقل الأخبار وإجراء الحوارات، لكن أن تمتد وتتسع الأمور وتصل إلى حد أن يتحكم رؤساء الأندية في البرامج الرياضية، ويقرروا من يظهر ويتحدث ويحلل فيها، فهذا يعني أنها غير مستقلة ولا تسيطر على نفسها وقراراتها وتوجهاتها ونوعية وأسماء ضيوفها، لذلك من البديهي أن نرى الكثير منها بهذا المستوى الهابط واللغة الغوغائية والأفكار المتعصبة المحتقنة، من ضيوف لا يمثلون أنفسهم وقناعاتهم، وإنما ينفذون تعليمات وأوامر الرئيس، ولا يملكون من مواصفات ومعايير المهنية سوى أنهم بتزكية وتوصية من الرئيس..!! الأسوأ مما تتقدم أن مذيعي هذه البرامج لا يجرأون على التصدي لأكاذيب المشككين وتجاوزات المتطاولين وصراخ المتهورين من ضيوفهم، بل إن البعض منهم يمارس الصمت بضعف وأحياناً تأييدهم بغباء، وهنا أتساءل ويتساءل معي الكثيرون : من المستفيد من كل هذا الضجيج السخيف المدمر لعقل وفكر وثقافة وذائقة المتلقي، والمثير لحقد وتوتر وضغينة الجماهير؟ أين الجهات الرقابية المسؤولة وهي ترى الكثير من المشاهد المخجلة المسيئة تتزايد وتنتشر يوماً بعد آخر؟