يبرر عضو شرف نادي النصر ورئيسه السابق الأمير ممدوح بن عبدالرحمن آل سعود تواريه عن المشهد الإعلامي في الفترة الماضية بأنه نتيجة الإحباط الذي يعيشه بسبب الواقع الفوضوي والتخبط الذي تمر به كرة القدم السعودية، وحالة الانفلات الإعلامي (كما يصف) التي أثارت الكثير من المشاكل وتسببت في تعميق الخلافات في الأندية والمنتخبات، وكشف في حديثه ل«عكاظ» عن حالة الفوضى التي ساهمت في وقوع ما حذر منه الأمير عبدالرحمن بن سعود (يرحمه الله) قبل 20 عاما من تدهور قضى بكرة القدم السعودية حتى أصبحت تنافس المنتخبات الضعيفة، نتيجة ما أسماه ب«التخدير» الذي مارسه بعض الأشخاص ممن يحسبون على الرياضة والإعلام، وغيب الواقع الحقيقي عن الشارع الرياضي، وتناول جملة من المواضيع المتعلقة باتحاد القدم الجديد وموقفه من تعيين سلمان القريني مشرفا على المنتخب وعدد من التفاصيل تطالعونها في الجزء الأول من حوارنا معه. • كيف ترى مستقبل الرياضة السعودية، وإلى أين تسير ؟ • لم أرغب في الحديث عن هذا الأمر، سؤال كبير والإجابة عليه تحتاج إلى عدة صفحات من أجل تشخيص واقعنا الرياضي أو إلى أين تسير، ولا أريد أن أسترسل في الحديث عن هذا الموضوع لأن لا أؤثر على الناس، ولكن بصفة عامة لدي إحباط كبير تجاه كثير من الأمور التي تحدث على مستوى الرياضة السعودية وألاحظ أنه لا يوجد تخطيط وهناك عمل عشوائي، ولا أعلم ما السبب ويستطيع المسؤولون الإجابة على كل هذه التساؤلات. وبرأيي أن الاستمرار في الحديث عن قلة الدعم المالي لو استمر ترديده لن ننتهي أبدا وسنبقى ندور بحلقة مفرغة، فالدولة تدعم كثيرا وإن كنا نطمح في المزيد إلا أن هناك بعض البرامج والخطط ليس بالشرط أن تخضع للمال، فهناك سلبيات كثيرة سببها التخطيط العشوائي وسوء الاختيار، أتفق مع من يطمح في زيادة الدعم الحكومي الذي يوجه لقطاع الأندية لأنها الممولة للمنتخبات لكن بصفة عامة أعتقد أن هناك أخطاء كبيرة. • مثل ماذا ؟ • الأمثلة كثيرة وخذ على سبيل المثال لا الحصر عندما أعلن عن نظام انتخاب في اتحادات كرة القدم أذكر أنني قرأت من ضمن الشروط أن المؤهل لرئاسة اتحاد كرة القدم لا بد أن يكون لديه مناصب آسيوية وعربية وهذه غير متوفرة إلا في أشخاص محددين وكأنهم يوجهونها لاختيار فلان وفلان مثلا، وقس على ذلك وبعد ذلك تلاشى هذا الشرط وظهر شرط آخر وأنا لا أعلم وغيري كثير لماذا يمنع الترشيح من خارج أعضاء الجمعية العمومية خصوصا وأن النظام الأساسي الذي أعلن قبل ذلك يتيح المجال لشخصيات مستقلة أن ترشح نفسها وهذا معمول به في الاتحاد الدولي والاتحادات القارية ليس شرطا أن تكون عضوا بالجمعية التنفيذية كي يتم ترشيحك إلى منصب أعلى، هناك مرشحون يخضعون لأحزاب وهناك مرشحون مستقلون وكنا نسمع هذا الكلام، لماذا يمنع هذا، إلا إذا كان الغرض اختيار شخصيات محددة، وأنا أعتقد أن هذا يعطي مثالا بسيطا إلى أين تسير الرياضة السعودية للأسف. يفترض أن نسير إلى الأمام وكما يقول المثل لو حصل إخفاق فهي خطوة للخلف وعشرة للأمام لكن ما يحدث حاليا خطوة للأمام وعشرة للخلف. • إذا أنت غير متفائل بترشيح أحمد عيد كرئيس للاتحاد السعودي لكرة القدم ؟ • أقدر أحمد عيد وأحترمه وأعتقد أنه الخيار الأفضل دون نقاش فلديه الخبرة والإلمام بكافة الأمور، وأقول له إن المسؤولية كبيرة على عاتقه وأمامه تحديات كبيرة في ظل المداخيل الغير واضحة للاتحادات الرياضية؛ لأنه سبق وأن قلت على سبيل المثال أنا أبديت رغبتي في الترشيح بشرط أن أعرف ما هي مداخيل الاتحاد وللأسف إلى الآن لا يعرف عنها شيئا. • برأيك لماذا تراجع مستوى الدوري السعودي ؟ • رياضتنا السعودية وقعت ضحية «تخديرها» من قبل الإعلاميين فالظاهر لدينا في القنوات التلفزيونية الإعلاميين في مقابل قلة رياضيين يؤخذ برأيهم وهنا المشكلة، في الماضي كان الإعلامي يسأل والفني أو الإداري أو اللاعب هو الذي يجيب أما الآن العكس أصبح الإعلاميون هم من يسأل وهم من يجيب، وللأسف هذا من أهم الأشياء التي تجعل هنالك خطأ في التركيبة التي تؤدي إلى ضعف المنافسات. وسبق أن قال الأمير عبدالرحمن بن سعود هذا الكلام قبل 20 سنة وإذا لم نتدارك الوضع سنصبح في يوم ما ننافس منتخب مكاو والمنتخبات المتأخرة فنيا وحدث ما حذر منه، فالكرة السعودية في انخفاض مخيف وأعتقد أن ذلك لعدة عوامل منها ضعف التخطيط، وتخلي الإعلام عن دوره كناقل للخبر ومسلط ضوء على الإنجازات وعلى المجهود الذي يقوم به الآخرون إلى التنظير، والأخطر أن أغلبية العاملين في الوسط الرياضي هم من خارج الوسط الرياضي هذه المشكلة بكل وضوح، إذا لم يكن لدي تخطيط جيد ولم يكن لدي نظام يفرض وجود الخبرات في الأندية أو في الاتحادات الرياضية أنا أعتقد أننا سنكون للخلف در . • كيف يرى سموكم قرار اتحاد الكرة بإقالة ريكارد؟ • المشكلة أكبر من ريكارد، وأذكر قبل فترة أجري معه لقاء صحفي ذكر فيه جميع النقاط التي سبق وأن ذكرها المغفور له الأمير عبدالرحمن بن سعود قبل أكثر من 20 سنة، للأسف كان المفترض على الأقل أن يتم تشكيل فريق عمل لما قاله ريكارد أنا حسب ما أذكر أنه قال هنالك ضعف في البنية التحتية وقال كلام واقع الرياضة السعودية. هذا دليل أن العمل توقف في تطوير ونمو الرياضة السعودية كاملا مدة 20 سنة، فتخيل عندما يتوقف التطوير طول هذه المدة في دولة مثل دولتنا وفي هذا التوقيت. نحن للأسف الفريق الوحيد الذي يتعادل مباراة ويعطى مكافأة 100 ألف ريال في كأس العالم عندما تعادلنا مع تونس مكافأة تعادل مع منتخب تونس مع احترامي وتقديري له، طبيعيا اللاعب جاهز للحصول على مكافأة حتى وإن خسر بنتجية بسيطة فهذا هو سقف الطموح الذي وضع عند اللاعبين. • كيف ترى تنصيب سلمان القريني مشرفا عاما على المنتخب الأول ؟ • سلمان القريني «على عيني وعلى راسي» أحترمه وأقدره بصفته من أبناء نادي النصر لكن أي نجاح حققه كي يختار في هذا المنصب، ما هي الخبرة التي اكتسبها. المشكلة أننا نخدع أنفسنا فعندما اختير لمنتخب الشباب والناشئين كان بدون خبرة، وعمل في نادي النصر وأتساءل تتلمذ على يد من ؟ كل شخص منا يتساءل ويسأل نفسه إلى متى يجلس هؤلاء يتعلمون على حساب رياضتنا السعودية والأندية، وأريد منكم أن تسألوا رؤساء الهلال والأهلي والشباب وغيرهم من الأندية هل رؤيتك للنادي قبل أن تتولى رئاسة النادي هل هي نفسها الآن، بالتأكيد لا. أتمنى من المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن يضعوا تنظيما بإلزام الأندية بأصحاب الخبرة، وأن يكون على الأقل نصف أعضاء مجلس الإدارة ممن سبق أن عملوا في الأندية الرياضية وتدرجوا كي لا يستمر التعلم والتعليم على حساب رياضتنا وتطورنا، هذه أمنية أتمناها أن تقرر وأهم من أن نحكي عن نصر وهلال واتحاد وأهلي. أعتقد أن 90 % من العاملين في الوسط الرياضي هم من خارج الوسط الرياضي بدون أي خبرات (يتعلمون الحلاقة على رؤوس الصلعان) هذا هو الحاصل للأسف إلى أن يتعلم ويأتي غيره ويتعلم وهكذا هي مسيرة الرياضة السعودية من عرفت نفسي، على الأقل الذين تعلموا ألزموا الأندية بأن تستعين بهم لأنها تعلم لماذا يتعلمون على رياضتنا، أليس ليدنا رجل رشيد مثلا ؟ • إلى أين يسير الإعلام الرياضي في ظل التراشق الإعلامي الحاصل ؟ • للأسف ما يحدث يزعجني بصفتي سعودياً فما يحصل لا يخدم إطلاقا رياضتنا السعودية ولا سمعتنا، وهو إعلام «غير مسؤول» للأسف إذ تلاحظ أن الضيوف يتنقلون من قناة إلى قناة ويظهرون بعيون سوداوية وبحقد دفين في موقع ويتم استضافته في موقع آخر، يشيد في زميله الآخر كي يستضيفه في برنامجه وهذا يشيد بذاك وفي النهاية مصلحة الرياضية السعودية لا وجود لها، أتساءل هل من المصلحة مع احترامي للكل هل لديهم الفكر المبني على الخبرة لمنافشة مشاكلنا. أفاجأ من فترة إلى فترة بمستوى الطرح في وسائل الإعلام وأحزن على وسطنا الرياضي لذلك أعلن وأقول أنني أعاني من حالة إحباط وأنا لا أقرأ الصحف ولا أتابع التلفزيون والبرامج الرياضية كثيرا، من كثر ( الغثاء) الذي يأتينا من هذه الأماكن. لا يوجد أي أفكار جديدة الكل «يلف ويدور» أحدهم يقول رؤساء الأندية يجب ألا يجلسوا في دكة الاحتياط، هل مشاكل الرياضة السعودية انحصرت في هذه الأمور ؟!. ضحكت كثيرا عندما قرأت لشخص في إحدى الصحف يبشر الجماهير السعودية بقرب إقرار مقام الرئاسة العام لرعاية الشباب نظام عضوية شرف الأندية نظام جديد ومعدل ويقول فيه ما نصه: إن النظام الجديد يقلل من صلاحيات أعضاء الشرف» ضحكت جدا لسبب بسيط كون الصلاحيات لم تكن موجودة في النظام القديم كي تقلص في النظام الجديد. عضو الجمعية العمومية التي يدفع رسومها 300 ريال في غالبية الأندية صوته أقوى من صوت عضو الشرف، عضو الجمعية العمومية الآن مقام الرئاسة العامة لرعاية الشباب (مشكورة) قامت بتفعيل النظام وألزمت الأندية بحكم النظام واللوائح الموجودة أنه لا بد من عقد جمعية عمومية في نهاية كل سنة وبالتالي العضو الذي يدفع 300 ريال مثل العضو الذي يدفع 100 ألف ريال مثلا عندنا في نادي النصر، بينما نحن كأعضاء شرف كي نعقد اجتماعا عاديا أو غير عادي لا بد أن نحصل على رضى إما سمو رئيس الهيئة أو سمو رئيس النادي، فأين العدلة ؟ أين الصلاحيات التي تحدث عنها، عضو الشرف لا يستطيع انتخاب رئيس ولا يستطيع سحب الثقة من رئيس ولا يستطيع محاسبة الرئيس ولا الاطلاع على المدفوعات والمصروفات بينما عضو الجمعية العمومية يستطيع ذلك، إذا ما هي الصلاحيات التي تقلص، ضحكت كثيرا على مدى الجهل الذي يعيشه كثير من المنتمين للوسط الرياضي. • هل هناك سيطرة لناد معين على الإعلام الرياضي لدينا ؟ • للأسف هذا ما يحدث لدينا، هناك مجموعة من المستعلمين والمستصحفين انتشروا انتشار الوباء، موجودون في كل زاوية وفي كل مكان، يعمل كل واحد منهم على الطريقة القديمة من يشببه بالميول والتفكير ويقوون بعضهم البعض ويتوسطون لبعضهم إلى أن سيطروا وأصبحت هذه وجهة النظر عندهم. أصبح عندهم للأسف من يحقق الإنجاز هذا يقال عنه أنه «جيل النكبة» ومن لا يحقق الإنجاز يقال عنه هذا «جيل الإنجاز» وهو ما طرح في إحدى وسائل الإعلام، أنا أتمنى وقفة قوية وصادقة وتنسيقا بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الإعلام لماذا يتم تأخير إنشاء المحكمة الرياضية ؟. من يقرأ اليوم ويشاهد صورة أحمد عيد وماجد عبدالله وخليل الزياني وفهد الهريفي ووصفهم بجيل النكبة، أنا أريدهم أن يقولوا لنا بربهم ماذا سيقول الجيل الحالي من الأطفال الصغار والذي لا يعرفون تلك الأسماء سيقولون أن ذلك كلاما صحيحا، وهذه مشكلة، الأخطر من ذلك أن اللاعبين اللذين يلعبون بالملعب الآن سيقولون بعد اعتزالنا ماذا سيكتبون عنا إذا كان هذا الحديث عن الأساطير أنهم جيل نكبة، للأسف أنا أرى أن آخر النفق مظلم ولا أشاهد أي بصيص ضوء.