قال نجم هوليوود أدوالي أباجي في لقاء خاص مع «الجزيرة»، الذي لعب دور بلال في الفيلم، إنه ليس هناك أي فرق بين فيلم «بلال» وأي فيلم أنيميشن «مميز» منتج في هوليوود كقيمة إنتاجية. ويضيف أدوالي: «أنا هنا أتحدث عن الأفلام المتميزة والكبيرة؛ إذ ليس كل الأفلام التي تنتج في هوليوود تتحلى بدرجة عالية من الجودة والكفاءة الإنتاجية؛ فهناك الكثير من الاعتبارات، أبرزها الاعتبارات المادية التي تلعب أحيانًا أدوارًا على حساب القيمة الفنية». وأضاف أدوالي: «إن فيلم بلال يمتلك من المقومات الفنية والإخراجية ما قد لا تجدها في أفلام مشابهة في هوليوود؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر تجد أثناء متابعتك للفيلم بعض المشاهد التي قد لا تكون جزءًا من الحبكة الدرامية، لكنها تضفي قيمة فنية وجمالية على العمل، وتعكس طبيعة المنطقة التي تشكل المكان الذي تقوم عليه القصة. أضرب مثلاً على ذلك بمشهد الصقر الذي يحط على الأرض، أو الأفعى التي تتحرك على الرمل؛ فتلك المشاهد ليست مشاهد أساسية في النص، بمعنى أنه يمكن الاستغناء عنها بدون أن تؤثر على الحبكة الدرامية، ولكن وجودها في العمل أضفى قيمة جمالية خاصة، قد لا نجدها في أفلام أخرى مشابهة في هوليوود، وهذا ما سيلمسه المشاهدون في الغرب؛ فمثل هذه التفاصيل يندر مشاهدتها في هوليوود». ويوضح أدوالي أباجي أن ثمة جسورًا قد مدت فعلاً بين الثقافتين الشرقية والغربية بمجرد البدء في تنفيذ فيلم «بلال»، بل حتى قبل انتهاء الإنتاج، وبدء عرض الفيلم بشكله النهائي. ويضيف أدوالي: «يمثل العمل تعاونًا لافتًا بين الشرق والغرب؛ فالجهة المنتجة هي شركة برجون انترتينمت العربية، والمخرج والمنتج هو السيد أيمن جمال السعودي، أما الممثلون فمعظمهم يعملون في هوليوود، وينتمون إلى بلدان غربية. هذا فضلاً عن الفنيين والرسامين والكتّاب وغيرهم ممن ينتمون إلى مختلف الثقافات. إذًا، العمل باختصار قد نجح في مد الجسور الثقافية بين الحضارات قبل البدء في عرضه». أما بعد العرض فيؤكد أدوالي: «أعتقد أن الجمهور الغربي في أمريكا وفي كل مكان سيسرون بالقيمة الفنية لفيلم بلال، وسيتفاعلون مع الشخصية، ويشعرون بالانتماء إليها والتعاطف معها بغض النظر عن البلدان التي يأتون منها؛ فالقيم التي يمثلها بلال تجعل منه شخصية عالمية؛ فهو إنسان متصالح مع نفسه إلى أبعد الحدود، صادق ومتواضع، يحارب من أجل كرامة البشر، ويؤمن بأنه حر من الداخل، ويسعى لتطبيق جميع تلك المبادئ التي يؤمن بها». وحول أسباب قبوله بالدور يوضح أدوالي أباجي: «بداية، عندما عرض علي العمل أجريت بحثًا عن الشخصية، وسعيت لأتعرف على خصائصها ومقوماتها، ولاسيما أنها شخصية اعتبارية، ولها قيمة تاريخية، فضلاً عن كونها تحظى باحترام كبير لدى العرب والمسلمين في كل مكان. ولاحقًا أدركت أن ثمة العديد من الصفات التي تتقاطع مع القيم السامية والمحقة في مختلف الثقافات حول العالم. وأبرز تلك الصفات هي الشجاعة والتمسك بالحق مهما كانت النتائج، إلى جانب امتلاك الضمير الحر، فضلاً عن تسليط العمل الضوء على قضايا محقة عدة على غرار التحرر من العبودية، ومواجهة الظلم، والسعي لإحقاق العدالة الاجتماعية والمساواة بين البشر، ومحاربة التمييز العنصري، إلى غيرها من القضايا التي نجد أن الإنسان ما زال إلى اليوم يسعى لتكريسها ويناضل من أجل تحقيقها». ويضيف أدوالي: «لقد أثرت فيَّ القيم التي يتحلى بها بلال منذ طفولته؛ فهو لم يكن يومًا عبدًا، بل كان حرًّا حتى أثناء عبوديته؛ فهو حر بقلبه وعقله وضميره، ولطالما آمن بالمساواة بين كل البشر، وسعى لمنح الكرامة للإنسانية جمعاء بمعزل عن اللون والعرق والمكانة الاجتماعية وغيرها». كل تلك الصفات التي تحدث عنها أدوالي تجعل من المبادئ الفضلى والقيم المثلى عناصر أساسية وحجر ارتكاز، بنيت عليه الحبكة الدرامية برمتها؛ فجاء العمل غنيًّا بأفكاره ورسائله الحضارية والفكرية والثقافية؛ ما جعله قريبًا من ضمائر جميع المشاهدين على اختلاف ثقافاتهم وأعمارهم وانتماءاتهم. ولعل هذا ما أشار إليه «أدوالي» الذي أصر على توجيه رسالة قصيرة إلى الجمهور الغربي، تختزل الفيلم وتلخصه، مفادها: «ستشاهدون فيلمًا ترفيهيًّا تثقيفيًّا بكل معنى الكلمة. فمن ناحية سيمكّن الفيلم مشاهديه من التعرف على حياة بطل أسطوري حقيقي، يمثل ثقافة غنية. ومن ناحية أخرى سيستمتع المشاهدون بسلسلة من أجمل مشاهد الأنيميشن والأكشن على الإطلاق».