بعد الانتصارات المتتالية للجيش الوطني اليمني والمقاومة الوطنية اليمنية واقتراب طلائع قواتهما من مشارف العاصمة صنعاء، وتقلص المساحات التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون والانقلابيون من قوات المخلوع علي عبد الله صالح، بدأ حلفاؤهم يضغطون عليهم للعودة إلى المحادثات المباشرة مع وفد الشرعية اليمنية ونتيجة (لنصيحة) عاد وفد الحوثيين وجماعة علي عبد الله صالح من بغداد إلى مسقط بانتظار الإعلان عن العودة إلى طاولة المفاوضات. أمام هذه العودة المنتظرة تنتظر الجماهير اليمنية والقوى السياسية أن يكون موقف الشرعية اليمنية واضحاً وحازماً بحيث أن لا توافق على الانخراط في أي مفاوضات مع وفد الانقلابيين إلا على أساس شروط مسبقة تتوافق مع ما أكدته الأممالمتحدة وما صدر عن مجلس الأمن الدولي وما أكده مبعوث الأممالمتحدة ولد الشيخ وهي: 1- أن يعلن الانقلابيون بوضوح, وبلا لبس موافقتهم على مبادرة ولد الشيخ التي وافق عليها وفد الشرعية بعد مفاوضات الكويت التي استمرت أكثر من 90 يوماً. 2- إعلان الانقلابيين دون لبس, وبوضوح تام موافقتهم على تسليم الأسلحة الثقيلة, وبالذات الصواريخ البالستية قبل بدء أي حديث عن حكومة توافقية. 3- أن يكون اعتبار الانقلابيين فريقاً واحداً بحيث لا يمكن تجزئتهم إلى قسمين أحدهما يمثل الحوثيين والآخر جماعة المخلوع علي عبد الله صالح، وأن لا يعتبروا طرفاً موازياً للشرعية وإلا عد ذلك مكافأة على القيام بانقلاب على السلطة الشرعية ويكون سابقة تشجع المليشيات على قلب أنظمة الحكم في دول أخرى. هذا بالنسبة للحكومة الشرعية والرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، أما قوات التحالف والجيش الوطني الشرعي والمقاومة الشعبية فعليهم أن لا يقعوا في الأخطاء السابقة من خلال وقف العمليات العسكرية أثناء عمليات التفاوض والتي يستغلها الانقلابيون لاستعادة ما خسروه من مناطق محررة والتزود بالأسلحة من النظام الإيراني، ولهذا فإن استمرار العمليات العسكرية بل وحتى إنجاز تحرير العاصمة صنعاء, ومحافظات صعدة, والحديدة, وعمران, واستكمال تطهير تعز, وإب, والساحل الغربي, لتخليص اليمن من سطوة الانقلابيين الذين لا يعدون عن كونهم عصابات مسلحة نهبت الشعب اليمني, وجعلته تحت خط الفقر بكثير من الدرجات، كما أن مواصلة عمليات تحرير الأراضي اليمنية وتطهيرها من الحوثيين وجماعة علي عبد الله صالح يجعل وفدهم أكثر استجابة لاتخاذ مواقف تتوافق مع وضعهم العسكري.