دخل اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن حيز التنفيذ، منتصف الليلة الماضية، قبل ساعات من مباحثات سلام بين المتمردين الحوثيين وحلفائهم من جهة، وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي ، المقررة في جنيف اليوم، سعيا للتوصل إلى حل للنزاع الدامي الذي أودى بالآلاف منذ أشهر، وأعرب معين عبد الملك، أحد أعضاء الوفد الحكومي إلى المفاوضات، عن أمله في أن "تلتزم الميليشيات هذه المرة بوقف إطلاق النار"، وفي أبوظبي، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية مقتل أحد ضباطها في اليمن أثناء عمليات تحرير تعز ضمن عملية "إعادة الأمل"، وقصفت مليشيا الحوثي وصالح، قصفت بالكاتيوشا مناطق بمديرية الزاهر في البيضاء، وأحرز الجيش الوطني اليمني تقدما جديدا في جبهة صبر المسراخ ومطار صرواح في محافظة مأرب، وبدأت المقاومة الشعبية استعداداتها اللوجستية والعسكرية للقيام بعملية واسعة في محافظة صنعاء انطلاقا من شمال مأرب . مباحثات جنيف وفي التفاصيل، يلتقي ممثلون عن الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي وحلفائها من حزب المؤتمر الشعبي العام في سويسرا، اليوم الثلاثاء، في مباحثات سلام ترعاها الأممالمتحدة قد يسبقها وقف لإطلاق النار. وأعلن مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن هذه المباحثات تهدف للتوصل إلى "وقف دائم وشامل لإطلاق النار، وتحسين الوضع الإنساني والعودة إلى انتقال سياسي سلمي ومنظم". وفشلت محاولتان سابقتان للأمم المتحدة في جمع طرفي النزاع في الأشهر الماضية. كما لم يتم احترام أكثر من إعلان لوقف إطلاق النار، لا سيما في مايو ويوليو. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليمنية راجح بادي: إن الحكومة ستلتزم بوقف إطلاق النار بصورة تلقائية. واعتبر بادي أن إطلاق النار من طرف المقاومة الشعبية لا يتم إلا لرد عدوان مليشيات الحوثي وحلفائهم. ومن المرجح أن يستمر وقف إطلاق النار سبعة أيام في حال التزام الطرفين به. وكان فريق الحكومة اليمنية المفاوض غادر الرياض متوجها إلى جنيف للمشاركة في المشاورات. وقال نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية، رئيس الفريق الاستشاري عبد الله العليمي لوكالة الأنباء اليمنية، إن الوفد ذاهب إلى جنيف لكف أيدي المليشيا الانقلابية التي تسببت بقتل وجرح مدنيين أبرياء. وأكد العليمي أنّ أمام وفد الحكومة هدفا واحدا لا ثانيَ له، هو تنفيذ استحقاقات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، والقيامُ بذلك بكل وضوح. ويضم فريق الحكومة وزراء الخارجية والخدمة المدنية والتأمينات والعدل والصناعة وحقوق الإنسان، وعددا من مستشاري الرئيس عبد ربه منصور هادي. تقدم في تعز وقال الجيش الوطني اليمني في مدينة تعز: إنه أحرز تقدما جديدا في جبهة صبر المسراخ ومطار صرواح في محافظة مأرب، بينما تستعد المقاومة الشعبية للقيام بعملية واسعة في محافظة صنعاء انطلاقا من شمال مأرب الواقعة شرقي العاصمة. ودارت اشتباكات عنيفة في منطقة القبة، بعد هجوم أفراد من الجيش والمقاومة على مواقع تتمركز فيها مليشيا جماعة أنصار الله (الحوثيون) وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وقتل 53 من قوات صالح والحوثي قتلوا في غارات للتحالف العربي وفي معارك مع المقاومة الشعبية في تعز. وشنت طائرات التحالف أكثر من 18 غارة على مواقع وتجمعات مليشيا الحوثي وقوات صالح في معسكر اللواء 22، وفي محيط اللواء 35 بالمطار القديم ومواقع أخرى في تعز. ودمرت هذه الغارات مخزن سلاح وعددا من الآليات العسكرية. معركة صنعاء من جانب آخر، بدأت المقاومة الشعبية استعداداتها اللوجستية والعسكرية للقيام بعملية واسعة في محافظة صنعاء انطلاقا من شمال مأرب. واستقدمت المقاومة عددا كبيرا من مقاتليها، وزودتهم بالمعدات العسكرية اللازمة، وقال رئيس المجلس الأعلى للمقاومة في محافظة صنعاء منصور الحنق: إن المقاومة تقاتل سعيا لتحرير اليمن، مشيرا إلى أن بعض اليمنيين تحولوا إلى محتلين بسبب ارتهانهم لإيران. وأفادت مصادر يمنية بمقتل 71 من مسلحي ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في غارات للتحالف ومواجهات عنيفة بعدة محافظات، أبرزها تعز والضالع ومأرب. وفي هذا السياق، أفادت مصادر محلية بمحافظة تعز جنوب غربي اليمن بمقتل 35 عنصراً من الحوثيين وأتباع صالح في مواجهات عنيفة مع المقاومة وغارات للتحالف.