أعلنت وزارة الداخلية التونسية أن قواتها الخاصة قتلت أمس الأربعاء اثنين من الإرهابيين كانا يعتزمان شن هجمات بعد أن داهمت منزلا بمدينة القصرين في عمليات ملاحقة تشنها عقب كمين نصبه متشددون لجنود قبل يومين في منطقة جبلية. تأتي هذه العملية بعد 4 ساعات من المواجهات العنيفة بين وحدات مشتركة من الجيش والأمن الوطنيين ومجموعة إرهابية كانت متحصنة بأحد المنازل بحي الكرمة الشعبي من محافظة القصرين (250 كلم جنوب غرب العاصمة تونس على الحدود مع الجارة الجزائر)، بدأ الهدوء يعود صباح أمس الأربعاء تدريجيا للمنطقة بعد انتهاء العملية. وبالرغم من عنف المواجهات التي شهدت تبادلا كثيفا لإطلاق النار بين المسلحين والقوات النظامية، الا أن ذلك لم يمنع تدفق المئات من المواطنين الذين حلوا بالمكان لشد أزر أعوان الجيش والأمن وتشجيعهم على مواصلة الدفاع عن حرمة البلاد والعباد. وعمت حالة من الفرح إثر انتهاء العملية الأمنية الإستباقية الناجحة، إلا أن خبر وقوع حادث فظيع بالسوق الأسبوعية باحدى مدن القصرين أفسد فرحة الناس هناك حيث اشارت حصيلة اولية الى سقوط اكثر من 50 قتيلا جراء فقدان سائق شاحنة ثقيلة قدرته على التوقف. وكانت وزارة الداخلية اعلنت صباح أمس انه حسب المعطيات الأولية تمّ حجز سلاحي كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة و حزام ناسف وعدد من الرمانات اليدوية وسيف وثلاثة هواتف جوالة ودراجة نارية كان يستعملها أحد الإرهابيين الإثنين في التنقل بين القصرين والمناطق الجبلية المتاخمة لها، فيما تتواصل عمليات التفتيش والتمشيط لمحيط العملية بهدف التثبت من عدم وجود ارهابيين آخرين فارين من مسرح المواجهات. يذكر أن مجموعة ارهابية استهدفت صباح الإثنين دورية عسكرية بجبل السمامة حيث تعرضت إلى هجوم مزدوج بالألغام والقنابل اليدوية ورشاشات «الار بي جي»، مما خلّف استشهاد 3 جنود وجرح 9 آخرين، وكانت وزارة الدفاع قد أكدت أن الجيش الوطني تمكن خلال الاشتباك مع هذه العناصر الإرهابية من قتل وإصابة عدد منهم بينما تحصن البقية بالجبل. وفي هذا السياق، أوضح رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل مختار بالنصر، بأن الكمين المفاجئ الذي تعرضت له دورية عسكرية بجبل السمامة الإثنين إنما هو ردّ فعل يستهدف بالأساس الطريق الذي سيتم انجازه بالجبل والذي سيمثل فيما بعد طريقا للدوريات والحملات العسكرية كما سيسهّل على الجيش التوغل في الجبل. وأضاف مختار بالنصر أن الكمين يستهدف أيضا شركة المقاولات المدنية عن طريق تخويفها لعدم الشروع في تجهيز الطريق، مبينا أن الوحدات العسكرية نجحت في حماية وتأمين المدنيين التابعين للمقاولة لحظة الهجوم وكان ردّ فعلها سريعا.