أعلنت الرئاسة التونسية منطقة جبل الشعانبي من محافظة القصرين غرب البلاد "منطقة عسكرية مُغلقة" في الوقت الذي دفعت فيه وزارة الدفاع بالمزيد من التعزيزات العسكرية الى المنطقة التي تتحصّن بداخلها جماعات توصف ب"الإرهابية". وقالت دائرة الإعلام والتواصل التابعة للرئاسة التونسية في بيان وزعته، اليوم إن "الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي أصدر قراراً جمهورياً يقضي بإعلان منطقة جبل الشعانبي منطقة عمليات عسكرية مُغلقة يخضع الدخول إليها إلى ترخيص مُسبق من السلطات العسكرية". وأضافت أن هذه القرار الذي يشمل بعض المناطق المتاخمة لمنطقة جبل الشعانبي، منها جبال"السمامة"، و"السلوم"، و"المغيلة"، يبدأ تنفيذه بتاريخ إعلانه ولغاية إنتهاء العمليات العسكرية. ويأتي هذا القرار فيما دفع الجيش التونسي بتعزيزات عسكرية لافتة إلى منطقة جبل الشعانبي من محافظة القصرين غرب البلاد، اذ قال العميد توفيق الرحموني، الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية، إن هذه التعزيزات "تشمل الجنود والعتاد بهدف إحكام السيطرة على المنطقة وتعقب العناصر الإرهابية". ونقلت وكالة الأنباء التونسية الرسمية، اليوم، عنه قوله إن هذه التعزيزات التي وصفها ب"المهمة"، تدخل في إطار "الرفع من القدرات العملياتية للوحدات المنتشرة على الميدان لتصبح قادرة على مجابهة جميع الإحتمالات وللقيام بعمليات محدودة وظرفية". وكان رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة، ترأس أمس الثلاثاء، إجتماعاً عسكرياً وأمنياً خُصّص لمتابعة الوضع الأمني العام بالبلاد، وعمل الوحدات العسكرية والأمنية في مجالات حماية الحدود والتصدي للإرهاب والجريمة المنظمة. وحضر الإجتماع وزير الدفاع غازي الجريبي، ووزير الداخلية لطفي بن جدو، ووالوزير المعتمد لدى وزير الداخلية المكلف بالأمن رضا صفر، وعدد من القيادات العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى وزير الإقتصاد والمالية حكيم بن حمودة. وقبل ذلك، أكد وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو، أنه "سيتم تعقّب العناصر الإرهابية في كل المواقع حتى الصعبة منها، والتي يتصورون أن قوات الجيش والأمن لا يمكنها الوصول لها". ودفعت هذه التطورات المراقبين إلى القول إن السلطات التونسية قد تكون قرّرت شنّ هجوم برّي على منطقة جبل الشعانبي لتطهيرها من الجماعات الإرهابية التي تسعى إلى تحويل تلك المنطقة إلى ما يُشبه "قاعدة إرتكاز" لعملياتها داخل تونسوالجزائر. وكان الجيش التونسي كثف منذ الأحد الماضي، من قصفه المدفعي والجوي لمنطقة جبل الشعانبي من محافظة القصرين (200 كيلومتر غرب تونس العاصمة) غير بعيد عن الحدود مع الجزائر. كما قام بتعزيز تواجده المُسلّح في مسعى للتضييق على العناصر "الإرهابية" المُتحصّنة داخل المناطق الوعرة من الجبل التي سبق لها أن هاجمت وحدات عسكرية، بالإضافة إلى زرع الألغام الأرضية. وتقول السلطات التونسية إن عناصر إرهابية من جنسيات مختلفة تنتمي إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تتحصّن منذ فترة داخل الكهوف المنتشرة في جبل الشعانبي.