استقبل الإرهابيون في تونس الحكومة التي يرأسها يوسف الشاهد وبدأت يومها الأول في السلطة أمس، بهجوم بالمتفجرات أسفر عن مقتل 3 جنود تونسيين وإصابة 7 آخرين بجروح. ووقع الهجوم الذي شنه مسلحون موالون ل «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، في جبال محافظة القصرين قرب الحدود مع الجزائر. وشكل رسالةً إلى حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الشاهد التي بدأت عملها خلفاً لحكومة الحبيب الصيد بعد خسارتها ثقة البرلمان في 30 تموز (يوليو) الماضي لفشلها في مكافحة الإرهاب والفساد. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية العقيد بلحسن الوسلاتي للقناة الأولى في التلفزيون الرسمي إن «إرهابيين» هاجموا باستعمال «شحنة كبيرة من المتفجرات» دوريةً عسكريةً، كانت تحرس عمال شركة مدنية يعبدون الطريق في جبل سمامة. ولفت إلى أن المسلحين استهدفوا الدورية بعد التفجير، بقذائف «آر بي جي» وأسلحة رشاشة وقنابل يدوية. وأشار إلى أن الجيش أطلق النار على المهاجمين «ومنعهم من الاقتراب من عربات عسكرية» وأصاب منهم «2 على الأقل ونحن متأكدون أنهم تكبدوا خسائر في الأرواح، نتيجة رد فعل الوحدات العسكرية الذي كان مركزاً». وأوضح أيضاً أنه «تم حجز حقيبة متفجرات كانوا ينوون أن يفجروا بها آلياتنا واضطروا إلى أن يتخلوا عنها وينسحبوا بعد إصابتهم». وقال إن «المدنيين العاملين في الشركة تم تأمينهم بالكامل وإخلاؤهم من منطقة العمليات». وأوضح أن أحد الجرحى السبعة في صفوف الجيش «أُصيب بشظية فيما الباقون حالهم مستقرة». وتؤكد السلطات التونسية أن مسلحين تابعين ل «كتيبة عقبة بن نافع» المرتبطة ب «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، يتحصنون في جبال ولايات القصرين (وسط غربي) وجندوبة والكاف (شمال غربي) الحدودية مع الجزائر. وتخطط الكتيبة لتحويل تونس إلى «أول إمارة إسلامية في شمال أفريقيا» بعد الثورة التي أطاحت في 14 كانون الثاني (يناير) 2011 بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وزرعت الكتيبة ألغاماً في مناطق جبلية غرب تونس لمنع تقدم عناصر الجيش. وقُتل في تونس منذ العام 2011، أكثر من 100 بين عسكريين ورجال أمن، إضافةً إلى 59 سائحاً أجنبياً و18 مواطناً تونسياً في هجمات لجماعات إرهابية مسلحة أو في مواجهات بين هذه الجماعات وقوات الأمن والجيش، أو في انفجار ألغام زُرعت في مناطق جبلية. ومنذ إطاحة نظام الرئيس زين العابدين بن علي مطلع 2011، تعاقبت على تونس 8 حكومات و7 رؤساء حكومة، لم توفق في كبح جماح الإرهاب وانتشار فوضى السلاح في مناطق حدودية أو جبلية نائية. وتلاحق القوات التونسية الإرهابيين الذين يتحصنون في الجبال الوعرة وتشن غارات جوية على مواقع يشتبه بأنها معسكرات تدريب تابعة لهم. وتفيد تقارير بأن بعض قادة «كتيبة عقبة بن نافع» من الجزائريين كما تضم مقاتلين أجانب فروا إلى تونس بعد التدخل الفرنسي في مالي.