ص في كل مايمكن أن يكون لحظتها لا أريدك أبدا أن تبكي او تعتذر يكفيني أنك أمامي تتولى لملمتي من جديد من على شباك الوداع حيث وقفت انتظرك أن تأتي ولكنك حملت معك الشمس ورحلت . الغروب الذي كان به عهد لا يمكن إلا لغروب آخر في مكان قصي في بلاد لا نعرفها أن يتولى نقض عهده هو مايجعل انتظارك عادة يومية لها طقوسها إلتي لا يختلف عليها نبضي. كل يوم أقلب قلبي على قرص الشمس إلى أن يغفو على صدر الغياب ذلك الشيء الذي تجسد مخلوق بشع يحاول أن يمتص رحيق الحضور ويلفظه سم على طرقات الإنتظار . بعد عام من الآن سيكون لي معك موعد في نفس المكان حاول أن لا تأتي قبلي مثلما كنا نفعل سابقا لأنني سأكون من يفتح لك الباب هذة المرة . سنتفق على أن ثلاثية حبنا المسكون بالرحيل لابد أن نقرأ عليه آيات السكينة وأن لا ننسى أن تحفه أذكار الصباح والمساء فحتى الحب في يومنا هذا لم يسلم من الحسد و رقم 3 الذي يجمعنا سيكون عنواني القادم وسيزورني عليه بريد حبك ولن تصل له رسائلك إلا بعد أن تمر على ألف وجه و وجه من الذهول والدهشه. بعد عام من الآن ستكمل طفلتنا عامها الأول وسنحملها معنا في رحلتنا إلتي رتبنا خط سيرها لنعيش في كل مدينة أحببناها حلم الحقيقة معها و لأنني على يقين بجمال الحلم بك ومعك ما حكيناه سابقا ينتظر يد الحقيقة فقط لتصافحه. بعد عام من الآن ستعلم أنك لم تكن إلا خارطة وطن كانت بين صفحات عمري كلما مررت على بعض مدني إلتي أعرفها عانقتني صورة وطن أكبر من كل خيال وأصغر من مكعب سكر . هل لك أن تصدق أن أطلس العالم كان لا يحتوي إلا على خارطة وطنك وكوب قهوتي إلتي تعودت شربها مرة وسمحت لك بالغوص في اعماقها حتى يستوي السفر بك وتعانق الصحوة بك كل حروفي . بعد عام من الآن ستدرك كم كنت بعيد من الآن قريب إلى ما بعد ألف عام.