ليس هناك أصدق من حوار الوله .. لحظة أن نشتاق .. ونشتاق .. حتى تغطي الأشواق صدورنا ..وشفاهنا .. وأحلامنا..وتصبح في لحظة البوح الصادق.. ذلك الذي يسبق فيه القلب كل الحروف والكلمات .. وتصبح نجمة متوهجة .. تسهر الليل كله لتكون حارسة القمر. في هذه اللحظة يبدأ الانسان في الكلام .. قد لايرتب الكلمات.. ولايقص شعرها.. ولايختار عطرها..ولكن كل البوح يبدو ممكناً فتبدأ الأعماق في تلمس طريقها لتبدو قادرة على الركض والتثبت في الأذهان. قال : أنا لا أعرف هوية كلماتي .. ولاشكلها .. ولا رئاحة أمانيها .. لكن دعيني أقول بعض الذي في القلب. قالت: لاتقل شيئاً اذاً . قال : كيف ؟ قالت: لأن الذي في القلب لاتعبر عنه الكلمات ولاترسمه الفواصل ..ولا النقاط .. الذي في القلب أكبر من حجم كل أساليب التعبير.. وابتكارات الكلام الجميل.. ققال : لكني أشعر بالاختناق .. أريد أن اقول شيئاً .. شيئاً للسلوى على الأقل. قالت: تعال .. اذاً تنقي القلب من احتدامات البعاد .. انني أشعر بتفاهة المسافات .. احس بأننا بلغنا حداً مذهلاً من التوحد.. فحين تكون أنت .. أكون أنا .. وحيثما أريد أن ارحل .. فأنت معي .. لقد توحدنا إلى درجة الابهار فلا تقلق. قال : أنا لا أقلق .. أنا .. أشعل فتيل حنيني لأجمح صوب وجهكِ .. الزمان ..والمكان .. والاماني .. أنا أعترف بعجزي على أن أكون وحدي مهما كان .. ومهما حصل ..وحين يطعنني البعاد أداري وحدتي بالصهيل لأصنع لكِ منه هتافاً جديداً يهدهدني ..ويرميني على ذكراكِ فبعض اللقاء حلم وحنين. قالت: تصدق .. أنا لست هذا الرحيل في قلبك وحلمك.. وحنينك .. أنا كل هذا الزمان الجميل الذي يزفك الى الفراشات الجميلة .. والى الأقمار الأحلى.. ومنذ أن شعرت بكل هذا ازددت تطلعاً للغد فهو الذي سيحملنا إلى أن نكون العمر الذي لايهون . قال : مرة .. التقيتكِ في الأحلام .. حاورتكِ .. وجدلت من ضفائرك قصيدة .. ونثرت بهاءكِ على كفيّ فطلعت الشمس .. وضعتكِ في عيوني فتحولت الدنيا إلى بستان .. وزرعتكِ في وجداني فأضاءت دواخلي بحسنكِ .. فلم أتحمل كل هذا الحضور الجميل فأنهيت الحلم وبدأت أركض نحوكِ لتكوني معي ! قالت: كل انسان في الدنيا له نصف آخر .. هذا النصف ليس بالضرورة أن يكون معك .. أو قريباً منك .. بل قد لا تلتقي به أبداً .. ولا تعرفه بأي شكل ..والسعداء وحدهم هم الذين يهتدون إلى نصفهم الآخر .. ويتوحدون معه .. ويصبحون الأمل الذي يمشي على قدمين والسهر الذي لاينام العمل كله. قال: يقولون من زمان - هذا حال المحبين - ونقول نحن - الهوى لس له دواء - ومع كل ذلك فنحن نسعى نحو الغرق في بحر الحب والأشواق حتى اذا ما غرقنا سعينا إلى أن نغرق أكثر .. ثم أكثر .. ثم أكثر حتى نموت بالحنان وذلك أروع الحب . قالت: ربما .. لكنني على قناعة دائمة بأن الذي يصبر يصل إلى كل الذي يريد .. غداً .. او بعد غد .. لكنه سيصل فإذا وصل فإنه يبدأ في بناء عش السعادة الذي يملأ عليه حياته بالهناءة فيغب من الأشواق حتى يرتاح .. ومن الأفراح حتى تمضي المواويل في شرايينه .. ويبقى العمر في ساحة السعد حتى آخر العمل . قال : وإلى متى وهذه الأحلام تحيط بنا ؟ قالت: الأحلام لاتنتهي لكنها قد تغفو حين نلتقي . قال : وهذا السقم من البعاد إلى متى؟ قالت: دعنا ندعو بأن يتواصل أبداً .. فسعادة الحب في لوعته. قال : وهل نبصر كل الزمان؟ قالت: قد نصبر .. فمن رعى أمراً عظيماً لم ينم . قال: لكني لا أودعكِ . قالت: ولا أودعك .. بل أو عدك أن تظلي معي وأظل معك كلام متعوب عليه أسافر بعيداً عنكِ .. لطالما سافرت بعيداً عن نفسي . وما ابتعدت عنكِ يانفسي هذه المسافات مازادت شوقنا إلا لهباً ..وحنيناً .. إلا ناراً .. فكانت عود الثقاب الذي أشعل لنا شمعة الحب أبداً .. ماكانت الأمكنة هي التي تصنع لنا هالة التوحد .. ولدنا بهذا النبض الواحد عندي ..وعندكِ. عندما أسافر .. أتفحص الوجوه واخضرار الاشجار ..والسحابة الموشومة بالمطر .. لا جديد .. كل الوجوه أنتِ .. وكل الأشياء أنتِ. أستوعب حنيني جيداً .. ثم أتلفت لزماني أستوقفه حتى لايجري العمر بدونك . ليس في هذا السفر شيئاً جميلاً إلا هذا الحضور العتيد لك في قلبي وعقلي . معي .. معي .. في كل الأوراق والحقائق وتذاكر السفر .. كأنكِ الفراشة التي تنتقل حيث تريد. القاكِ على ضفاف المساءات حلماً سعيداً .. وفي مراكب الشوق هتافاً جميلا وفي التماعة البرق مطراً .. ونماءً ياصغيرتي .. كلمتي في موقف الوداع اشراقة وفاء للقاء جديد سيأتي مهما طال الزمن واستكانت المشاوير. معنى ابتسامة واحدة تكفي لتضميد جراحات كثيرة.. غشقة في هدأة الليل ..تنمو مواويل الأحلام .. ويشتد ساعد الحنين .. وتصبح الانتظارات هي الزمن الذي يحكم هذا الحضور. وقفة يتعب الانسان من الحرمان حتى يألفه ويهدده .. ويصبح مصدراً لراحته ..وعنوانا لركضه ومشاويره. إشراقة نحتاج دائماً إلى كلمة صادقة.. ونزيهة .. وإلى فكر صحيح .. وسوي .. الصدق الصدق أغلى درجات الانسان الذي يملأ جوانحه بحب كبير.. أخاف غدرك يابحر أحبك يابحر .. أحب فيك هذا الامتداد الكبير .. هذا العمق المثير .. وهذه الرحابة المزدهية بالصفاء.. أحبك يابحر .. عندما تفرد جناحيك على أسرارك.. وتحنو عليها .. وتلملم كل الأصداء لتكون وحدك الصوت والصدى.. أحبك يابحر .. وأنت هذا الحضور الكبير .. الذي يحفل بالدهاء لكنني أخاف غدرك يابحر .. أخافك لحظة أن تطوي براءة الانسان .. وسجيته وتلقائيته .. ثم تمضي به إلى القاع فتكون القنديل والسكين.. الضياء والظلام الجمال . أحلى الكلام شعر - فاروق جويدة وأتيت تسأل ياحبيبي عن هوايا هل ما يزال يعيش في قلبي ويسكن في الحنايا هل ظل يكبر بين أعماقي ويسري في دمايا الحب ياعمري تمزقه الخطايا قد كنت يوماً حب عمري قبل أن تهوى سوايا *** أيامك الخضراء ذاب ربيعها وتساقطت أزهاره في خاطري يامن غرست الحب بين جوانحي وملكت قلبي واحتويت مشاعري لملمت بالنسيان جرحي بعدما ضيعت ايامي بحلم عابر.. *** لو كنت تسمع صوت حبك في دمي قد كان مثل النبض في أعماقي كم غارت الخفقات في همساته كم عانقته مع المنى أشواقي *** قلبي تعلم كيف يجفو من جفا وسلكت درب البعد والنسيان قد كان حبك في فؤادي روضة ملأت حياتي بهجة وأغاني وأتى الزيف فمات كل رحيقها وغدا الربيع ممزق الأغصان *** مازال في قلبي رحيق لقائنا من ذاق طعم الحب لاينساه ماعاد يحملني حنيني للهوى لكنني أحيا على ذكراه قلبي يعود إلى الطريق ولايرى في العمر شيئاً غير طيف صبانا ايام كان الدرب مثل قلوبنا نمضي عليه فلا يمل خطانا