لا يختلف اثنان على نجومية وأسطورية الثنائي ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو؛ فهما أفضل لاعبين خلال العقد الأخير بلا منازع؛ إذ حققا جميع الألقاب، وسيطرا على جائزة الفيفا، واحتكرا لقب الهداف في الليقا الإسبانية، وهيمنا على البطولة نفسها، وحققا دوري أبطال أوروبا مرارًا، وحافظا على بطولات الكأس المختلفة، وحققا الرقم القياسي بالتهديف على مستوى المنتخب، وحتى على مستوى الدخل فهما الأعلى أجرًا في العالم. تلك الإنجازات والألقاب والأرقام كان ينقصها المنجز الوطني، وتحقيق لقب على مستوى منتخب بلديهما؛ فكلاهما يعاني من هذا الأمر؛ فقد لعب ميسي أربعة نهائيات كبرى مع المنتخب الأرجنتيني، ولعب كريستيانيو نهائيًّا واحدًا قاريًّا قبل نهائي اليورو الأخير. والصحافة الأرجنتينية اشتد غضبها بعد إحدى البطولات، وقالت لا نريد انضمام ميسي للمنتخب، ووصفوه بالمتخاذل مقارنة بأدائه مع برشلونة الإسباني، ورونالدو هو الآخر لم يضع بصمة واضحة في منتخب بلاده، وأقصد بذلك بطولة تروي ظمأ أبناء وطنه. عشاق ميسي يصفون منتخب البرتغال بالأفضل عناصريًّا بالنسبة للتانقو الأرجنتيني، ورغم ذلك لم يبرز رونالدو. وعشاق رونالدو يعتبرون المنتخب الأرجنتيني الأفضل بوجود هداف الدوري الإيطالي (هيقواين) وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي (أغويرو)، ولكن الواقع يقول إنهما متقاربان، وفي كل منتخب أربعة لاعبين على أقل تقدير لهم وزنهم وقيمتهم عالميًّا. في بطولة كوبا - أمريكا الأخيرة وصل المنتخب الأرجنتيني بقيادة ميسي لنهائي البطولة، الذي خسره ميسي بعد أن أضاع ضربة الترجيح، وهو يعتبر النهائي الرابع لميسي، ثلاثة منها على التوالي، وخسرها جميعًا. وبعد المباراة ذرف دموع الحزن والحرقة وأعلن بنبرة حزينة أن الحظ وقف بوجهه كثيرًا، وأنه حان وقت الاعتزال الدولي بلا رجعة. وفي الجانب الآخر وصل رونالدو ورفاقه لنهائي اليورو الفرنسي بعد بداية ضعيفة، تخطوا فيها دوري المجموعات دون فوز!! ولكن في الأدوار التالية تجاوزوا بولندا ثم ويلز وأخيرًا المستضيف فرنسا، وحققوا اللقب الأول والتاريخي للمنتخب البرتغالي. هذه البطولة تعني الكثير لرونالدو ومحبيه؛ فهي ستثري سجله، وتجعله في نظر الكثيرين أفضل من ميسي على مستوى المنتخب بعد سنوات من المنافسة على الألقاب الفردية والأرقام الخاصة والبطولات على مستوى النادي. فالتاريخ لن يسجل النهائيات بل سيكتب من فاز ببطولة ومن حقق منجزًا على مستوى ناديه أو المنتخب. ولا يزال ميسي ورونالدو في عمر لم يتجاوز الثلاثين؛ ما يعني أنهما مرشحان لحصد المزيد من الألقاب الفردية والجماعية على مستوى النادي والمنتخب إذا ما عدل ميسي عن قرار اعتزاله الدولي؛ لكي يكمل العقد الذهبي بإحراز بطولة مع منتخب بلاده. ولعل المتعصبون سيستمرون بالتقليل من أحدهما بشتى الطرق، وهذه المحاولات لن تقلل من نجوميتهما، وستبقى أرقامهما صامدة لسنوات طويلة، والأهم ألقابهما الفردية، وخصوصًا الأهداف وعدد المباريات والجوائز والأوسمة، وغيرها مما لا يمكننا سرده هنا.