استبق مسعود برزاني رئيس مجلس إقليم كردستان العراق كل الأطراف المحلية والدولية بمطالبته بتقسيم العراق قبيل بداية عمليات تحرير الموصل والتي توشك على انطلاقها بعد تحرير الفلوجة من عناصر داعش، وتأتي هذه المطالبة في توقيت تبدو فيه أن فرصة إقامة دولة «كردستان العراق» أكثر وضوحاً غير أن مرور هذا الكيان الجديد يحتاج إلى عملية انتقالية حتى وإن كان الأكراد يشعرون بأنهم يستحقون كيانهم السياسي الخاص. لا تزال دول تركياوإيرانوالعراق وسوريا تشعر بالخشية من إقامة الكيان الكردي، فهذا الكيان وإن كان يمتلك البُعد القومي الكردي فهو في المقابل يشجع العرقيات والمذهبيات الأخرى لإقامة كياناتها في داخل تلك الأقطار، كما أن لدى الأكراد مشكلة جغرافية هي ابتعاد حدودهم عن المنافذ البحرية المؤثرة، وهو مما يُؤجل حصولهم على الدعم الدولي. من نتائج حرب العراق في 1991م كانت القضية الكُردية التي وجدت نافذة تسللت منها حتى حصلت على الفيدرالية في 2002م، وتعززت قيمة إقليم «كردستان العراق» بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003م، ونجح أكراد العراق بتحقيق انتقال نوعي في مستوى الأمن والاقتصاد في الشمال العراقي، قدرة الأكراد في تجنب الصدامات المباشرة وامتصاصهم لكل فورة غضب تركية عززت من قيمتهم دولياً وخلقت مكانة أوسع للسياسة أن تجد مساحتها المطلوبة على رقعة الشطرنج. فَرض الأكراد في العراق بشكل مقنع للمجتمع الدولي حقهم في تقرير المصير، وقدموا من أجل ذلك أشياء كثيرة، وعندما اقتربت قضيتهم من النضوج عُدنا لنتساءل عما إن كان «كردستان العراق» هو رأس حربة في تقسيم العالم العربي.. أم أنه استحقاق سياسي للأكراد على ما قدموه من تضحيات كبيرة، هذه الإشكالية في شرق أوسط ازداد اضطراباً فيما بعد ما سُمي الربيع العربي. مؤكد أن «كردستان العراق» لن يفرط في مكتسباته السياسية، ومؤكد كذلك أن على الأكراد أن يكونوا أكثر جراءة واستعداداً لمناقشة مستقبل محيطهم سواء كقوميات أو مذهبيات أو حتى دول قائمة، انهيار الدول هو خيار مطروح وأن وخرائط جديدة توشك أن ترتسم في العالم العربي كنتيجة طبيعية للتدخلات الخارجية والتي تقودها إيران مع أطراف أخرى، ومسألة أن «كردستان العراق» يرغب في انتزاع حقوقه هذا ما يضعهم أمام مصير شعوب تجاورهم ولها مصالح وثيقة معهم فكما لهم حقوق عليهم أمثالها.