«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بارزاني ل «الحياة»: قطع أرزاق الإقليم أخطر من قصف حلبجة العملية السياسية توشك على الفشل... ونقاوم احتمالات سقوط التعايش
نشر في الحياة يوم 05 - 04 - 2014

قال مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق ان سلطات الإقليم تنتظر نتائج الوساطة الأميركية مع حكومة الرئيس نوري المالكي الذي اتخذ قرار قطع موازنة الإقليم. وأكد أنه في حال اليأس من الوساطة سيضطر الإقليم الى الاعتماد على موارده الخاصة، محمّلاً المالكي مسؤولية أي قطيعة يمكن أن تحدث ومعتبراً ان «قطع أرزاق الإقليم يكاد يكون أخطر من قصف حلبجة» (بالسلاح الكيماوي).
وفي حديثه إلى «الحياة»، حمّل بارزاني ما سمّاها الثقافة السياسية الشمولية مسؤولية دفع العراق الى التفكك. وأعرب عن قلقه من عمليات «تطهير مذهبي بشعة» شهدتها محافظة ديالى، لافتاً الى أن الاستمرار في إنكار وجود النزاع الشيعي- السنّي يؤجج الخلافات ولا يساعد على حلها. وهنا نص الحديث:
فخامة الرئيس، أستغرب هدوءك فيما المنطقة المحيطة بإقليم كردستان العراق مشتعلة؟
- نشكر الله على نعمة الاستقرار. الفضل يعود الى الثقافة التي اعتمدها الشعب الكردي، وهي ثقافة التسامح والتعايش والابتعاد عن الانتقام. لقد فتحنا صفحة جديدة مع أنفسنا ومع الآخرين. الاستقرار هو ثمرة يقظة الشعب ويقظة الأجهزة الأمنية.
هل السبب أن وضع أهالي إقليم كردستان أفضل من السابق؟
- واضح أنه أفضل ونريد أن يتطور. نريد الاستقرار والازدهار وتوفير فرص عمل، وجامعات متطورة وتنمية حقيقية.
منذ سنوات أشعر كلما زرت العراق أنه يزداد تفككاً...
- للأسف. بعد سقوط نظام صدام حسين حاولنا نقل تجربة الإقليم إلى بقية مناطق العراق. دعَوْنا إلى اعتماد ثقافة التسامح واستخلاص العِبَر من الماضي. هذا لم يحصل. مع الأسف لجأ كثيرون الى الانتقام والانتقام المضاد. أشعر الآن بوجود خطر كبير على مستقبل العراق.
خطر كبير على وحدة العراق؟
- بالتأكيد. العراق يتفكك. كنا نتمنى أن تكون الصورة مختلفة ولكن علينا التعامل مع الوقائع والحقائق. هناك حالة عارمة من عدم الاستقرار. الإرهاب يستشري في المناطق الغربية من البلاد. هناك مدن خارج سيطرة الحكومة، والإرهابيون يمارسون نشاطهم في شكل علني.
هل فشلت العملية السياسية في عراق ما بعد صدام؟
- توشك أن تفشل.
لماذا يبدو التفاهم صعباً بين المكونات العراقية؟
- المنطلقات ذاتية. ليست هناك قناعة أو إيمان بالديموقراطية أو قبول الآخر. لا تزال ثقافة الحكم الشمولي هي الثقافة السائدة. رفض الآخر يؤدي الى التهديد والصدام والفوضى.
القوي في العراق
وهل تعتبر ان ثقافة الحكم الشمولي في بغداد تتسبب حالياً في تفكيك العراق؟
- نعم إنها السبب الرئيسي. هذه الثقافة هي السبب في عدم تطبيق الدستور وفي دفع العراق نحو التفكك. هذه الروحية حالت دون تنفيذ الاتفاقات وضاعفت التباعد بين المكوّنات.
أحد السياسيين قال لي ان العراق لا يحتمل وجود رجلين قويَّيْن واحد في بغداد والآخر في أربيل، هل هذا صحيح؟
- أعتقد بأن القوي الفعلي يجب أن يكون الشعب ورأي الشعب. على المسؤول أن يستقوي بثقة الناس وباحترامه للدستور والمؤسسات. وضعُنا الحالي في كردستان هو نتيجة انتخابات مباشرة. الرجل القوي في بغداد جاء بموجب توافق القوى السياسية. وسواء تعلّق الأمر ببغداد أو أربيل يجب أن تكون الكلمة للناس وعبر المؤسسات. إن ربط مصير بلد أو منطقة بإرادة رجل أو مزاجه، عمل خطر يعيدنا الى ممارسات أثبتت الأيام انها مكلفة.
هل أنتَ نادم لأنك دعمتَ وصول نوري المالكي إلى منصب رئيس الوزراء؟
- لا يمكن محاكمة مرحلة ماضية بمعطيات الحاضر. بهذا المعنى لستُ آسفاً على دعم السيد المالكي. ثم انني لا أريد شخصنة المسألة. المأساة بدأت بعد ذلك.
ولماذا لم تقم بينك وبين المالكي علاقة عمل طبيعية تحت سقف الدستور؟
- بسبب وجود تفسيرين للدستور وطريقة الحكم. ربما هو يعتقد بأن كل شيء يجب ان يرجع إلى بغداد. بالنسبة إلينا الأمر مختلف. نحن ننظر إلى العراق كبلد يتكوّن من قوميتين رئيسيتين، وليس من قومية واحدة. الشعب الكردي قدّم تضحيات هائلة لا يجوز إنكارها أو تجاهلها. السيد المالكي يعتبر أنه صاحب الأمر وعلى الآخرين أن يطيعوا. لم يلتزم بما حدّده الدستور لإقليم كردستان، ولم يلتزم بما اتفقنا عليه. هذا هو السبب.
الجيش العراقي يُقاتل الآن في الأنبار، هل تخشى أن يحاول يوماً ما تأديب إقليم كردستان؟
- أتمنى ألاّ يفكر أحد في بغداد بالعودة الى استخدام الجيش لكسر هيبة إقليم كردستان، أو محاولة إخضاعه أو الدخول في صراع إرادات معه. نحن لا نفكر مطلقاً في العودة إلى زمن الحرب والقتال، وأنا لا أخشى أي جيش. ما يُقلقني هو ثقافة استخدام القوة والجيش لإخضاع الناس. هذه الثقافة تخيفني لأنها تعني تكرار مآسي الماضي. أتمنى ألاّ يرتكب أحد مجازفة من هذا النوع. جرَّبَ حكّام كثر وكان لديهم جيش كبير، وكانت النتائج ما كانت عليه. أي محاولة من هذا النوع محكومة بالفشل.
كيف تنظر إلى ما يجري في الأنبار؟
- بدأت التحركات الاحتجاجية في الأنبار في شكل سلمي، ورفَعَت مطالب عادلة. كان الناس يعانون من نقص في الخدمات والتمييز وسياسات غير صائبة وغير عادلة. من حق أي مواطن أن يطالب بحقوقه. الحكومة ماطلت وسوّفت، وهذا أفسح في المجال لحصول بعض الصدامات العسكرية. أجواء العنف أتاحت للإرهابيين التسلل الى بعض صفوف المتظاهرين، وكادوا يسيطرون على الساحة.
المشكلة أنك حين تحاول ضرب إرهابي في مدينة تحصّن فيها فإنك تقتل أبرياء أيضاً. نعم المطالب عادلة أو محقة. من ناحية أخرى لا يجوز التساهل مع الإرهابيين بأي شكل. أصبح التمييز صعباً بين أصحاب المطالب العادلة والإرهابيين.
هناك من يعتبر هذه الأحداث تعبيراً عن النزاع السني- الشيعي، هل يمكن بعد إنكار هذا النزاع؟
- كثيرون يحاولون إنكار وجوده أو إعطاءه تسميات أخرى. للأسف الشديد هذا النزاع قديم وجديد ايضاً. النزاع موجود والمطلوب سياسات عاقلة تلجمه بدلاً من أن تؤججه. قبل وقت قصير شَهِدَت محلة بهرس في منطقة ديالى وبعقوبة عمليات تطهير مذهبي بشعة. عمليات تطهير بكل معنى الكلمة. حصلت مجازر وكانت الارتكابات من الطرفين، ولا يمكن تغطيتها.
وهل تعتقد بأن التعايش سقط؟
- للأسف أكاد أقول نعم. وبأمانة أقول إننا نقاوم بشدة اتجاه التعايش بين العرب والأكراد إلى السقوط، ونبذل كل جهدنا كي لا يسقط بين الشيعة والسنّة. الهروب من الحقيقة لا يجدي، وحل المشاكل يبدأ بالاعتراف بوجودها وجذورها.
لنترك العبارات الديبلوماسية جانباً. التعايش يكاد يكون معدوماً بين المكوّنات، على الأقل بين مَنْ يتولّون السلطة فيها ومجموعات لا تعرف حقيقة الأمور. أعتقد بأن العلاقة التاريخية بين العرب والأكراد يجب أن تبقى، والمؤسف أن مَنْ يبحث عن شعبية يسعى إلى إثارة المشكلات مع مكوّن آخر. هدف التوتير استدرار الشعبية والفوز في الانتخابات. هذه مصيبة كبرى، يجب توعية الناس وتحذيرهم ممن يتاجرون بالعصبيات.
هل تتوقع أن يطالب العرب السنّة بإقليم لهم؟
- الدستور يعطيهم هذا الحق. بعد سقوط النظام حاولتُ إقناع العرب السنّة بفكرة الإقليم لأنني كنتُ اخشى انزلاق الشيعة والسنّة إلى تنازع دموي، وكان ذلك ممكناً في حينه. رفضوا وكانوا لا يزالون تحت تأثير أن السلطة في العراق هي تقليدياً وتاريخياً للسنّة. لم يستوعبوا حجم التغيير الذي حصل. الآن يطالبون، لكن تحقيق ذلك يبدو صعباً ومعقّداً. طالبوا ورفضت بغداد.
ماذا لو قرر رئيس وزراء العراق وقف أي تقديمات مالية لإقليم كردستان؟
- سبق واتّخذ هذا القرار. وهذا هو الوضع الآن. هناك حالياً وساطة أميركية. نعطي الفرصة لهذه الوساطة. أنا أعتبر أن قطع الأرزاق عن إقليم كردستان هو إعلان حرب، وربما جريمة أسوأ من جريمة قصف حلبجة بالسلاح الكيماوي وأخطر. ننتظر لفترة نتيجة الوساطة، لكنني أجزم بأن الإقليم لن يسكت عن هذا الإجراء في حال استمراره ولن يبقى متفرجاً. لدينا برنامج، وخطة سننفّذها. آمل بأن تؤدي الوساطة إلى حل. سنمشي الى آخر الطريق من اجل إيجاده، ولكن إذا استمر هذا الإجراء، كل شيء سيتغيّر.
اتهم نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة السيد حسين الشهرستاني الأكراد بأنهم يسرقون نفط العراق...
- كلام سيء، وكان يجب ألاّ يقال أو يصدر عن شخص في موقع المسؤولية. السيد الشهرستاني يعرف الأكراد وتاريخهم ونضالاتهم. كل ما نفعله في مجال الطاقة نقوم به في شكل علني ووفقاً للدستور. إذا شاؤوا التكلم بتلك اللغة فالجواب هو: منذ مئة سنة تنهبون نفط كردستان ولم تكن الدولة العراقية لتقف على قدميها بعد الحرب العالمية الأولى عندما أسسها الإنكليز وأن تصمد وتحيا لولا نفط كردستان.
تقصد نفط كركوك؟
- نعم طبعاً. أنا لا أحب التحدث بهذا الأسلوب ولكن لا تجوز مخاطبة الأكراد بهذه الطريقة السيئة.
أغضَبَتْكَ ايضاً تصريحات المالكي بعد قيام ضابط كردي من حراسة رئاسة الجمهورية بقتل صحافي في بغداد؟
- الحادث مؤسف والجريمة مدانة. يجب تنفيذ العدالة، ألغى الحراسات وهي ليست من البيشمركة وليست لديّ عنها معلومات كثيرة. الجريمة مدانة ويجب ان يقول القضاء كلمته سواء وقعت الجريمة عمداً أم بفعل شجار. ليس من المعقول أن يذهب رئيس الوزراء ويقول بحدّة امام الشاشات «أنا وليّ الدم، والدم بالدم». لا يُفترض برئيس وزراء أن يتفوّه بمثل هذا الكلام. وليّ الدم كل العراقيين. أكثر من أربعمئة استاذ جامعي استُشهِدوا في السنوات الأخيرة، مَنْ هو وليّ دمهم؟
تقصد أنهم اغتيلوا؟
- نعم اغتيلوا، أكثر من أربعمئة. وماذا عن التطهير المذهبي، مَنْ وليّ دم الضحايا؟ هذا كلام شديد الخطورة. إذا خوطِبنا أو هُدِّدنا بهذه اللغة هل يريدون ان نُجيب: مَنْ هو وليُّ الدم ل182 ألف كردي قُتلوا في حملات الأنفال ولخمسة آلاف شهيد معظمهم من النساء والأطفال في حلبجة؟ ومَنْ وليُّ الدم لثمانية آلاف بارزاني دُفنوا في مقابر جماعية في صحارى جنوب العراق؟ ومَنْ وليُّ دم 12 ألف شاب كردي فيلي اعتُقِلوا (في زمن صدام) ولم يُعرف مصيرهم؟ نحن لم نقل الدم بالدم، قُلنا نفتح صفحة جديدة. عائلات شهداء لدينا استضافت جنوداً عراقيين حين انهار الجيش في كردستان. لم ننتقم. لا نقبل بالعودة إلى لغة الدم والثأر.
الانتخابات
هل يمكن أن تؤدي الانتخابات النيابية المقررة في العراق أواخر الشهر الجاري إلى تغيير ما؟
- آمل وأتمنى أن تجري الانتخابات. يمكن ان تؤدي إلى إجراء تغيير ونحن مع إجرائها في موعدها. التغيير ممكن إذا اتفقت كل القوى على برنامج معيّن.
وهل يمكن أن تؤيدوا بقاء المالكي بعد الانتخابات؟
- لننتظر أولاً نتائج الانتخابات ومواقف القوى الأخرى. لا أريد أن أُشخْصِن الموضوع. أنا أحترم المالكي ومن الناحية الشخصية كان ولا يزال صديقاً وأخاً. خلافنا هو حول طريقة الحكم والسلوك الذي يعتمده في إدارة الدولة. الموضوع ليس شخصياً. حتى لو جاء شخص آخر واستمر على النهج ذاته، لن نكتفي برفض بقائه وربما يتغير كل شيء.
هناك من يتّهم المالكي بأنه يضع المكوّنات الأخرى أمام خيار صعب: إما الخضوع وإما الطلاق...
- سأدخل في صلب موضوع الخلاف. الحقيقة ان الموازنة والمشاكل الأخرى يمكن حلها إذا توافرت الإرادة السياسية. الأخطر هو ان يكون هناك من يحلم بكسر هيبة الإقليم وإخضاعه لحكم الفرد الواحد في بغداد. بصراحة، هذا لن يحصل... هذا من المستحيلات. لن نركع ولن نخضع. لن نسمح لأحد بكسر هيبة الإقليم أو شوكته والمس بكرامة سكانه. هذا هو أصل المشكلة. وردّي أختصره بجملة واحدة: لن نكون تابعين. شركاء أهلاً وسهلاً. إخوان أهلاً وسهلاً. حلفاء اهلاً وسهلاً. تابعون؟ لن نكون تابعين لأحد، نبقى كشركاء ولا نقبل بأن نكون تابعين.
المشهد السوري
هل يمكن ان ترجع سورية إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الأحداث فيها؟
- أعتقد بأن الأمر مستبعد وشديد الصعوبة. في الوقت ذاته من المؤسف جداً أن نرى في سورية أنهاراً من الدم ومشاهد مؤلمة وكل هذا الخراب. لا أعتقد بأن العودة الى الماضي ممكنة.
وهل تعتقد بأن سورية تتفكك؟
- المشهد الحالي يوحي بالتفكك.
هل تقصد أنها تعيش مشكلة تعايش بين السنّة والعلويين، وبين العرب والأكراد؟
- سورية مفكّكة حالياً. السلطة تسيطر على قسم منها، والمناطق الأخرى تسيطر عليها قوى متنوعة. وهناك الإرهاب.
هل تشعر بأن حدود الدول سقطت، «داعش» تدخل من العراق الى سورية و «حزب الله» يدخل من لبنان إلى سورية، فضلاً عن آلاف المقاتلين الجوّالين الوافدين؟
- هذا هو واقع الحال. حدود سورية سقطت عملياً والقوى المتصارعة والمكوّنات تحاول الإمساك بأكبر جزء ممكن.
ثمة من يعتقد بأن سقوط التعايش وسقوط الحدود سيدفعان كل مجموعة إلى محاولة التحصن في إقليمها؟
- كل الكيانات التي اصطُنِعت بعد الحرب العالمية الأولى يُمكن أن تتفكك وتعود إلى أحوالها الطبيعية. الإنقاذ الوحيد الممكن هو أن تعتنق هذه الدول مبادئ التعايش والديموقراطية، والشراكة في شكل حقيقي. ديموقراطية وشراكة وإلاّ خطر التفكك للبلدان ذات التركيبة المتنوعة. العالم تغيّر والشعوب استيقظت. إخضاع الناس والمجموعات لم يعد ممكناً. لم يعد أحد يقبل بالظلم أو التمييز أو الإقصاء. شراكة كاملة وإلاّ التفكك.
أكراد سورية
هل قدّمتم كإقليم مساعدة عسكرية لأكراد سورية؟
- لم نقدّم أي مساعدة عسكرية. في بداية الأحداث دعوتُ تنظيمات وشخصيات وتحاورنا. اقترحتُ عليهم أن يعملوا تحت خيمة واحدة. شكّلوا الهيئة العليا. قلنا لهم أي قرار تتخذونه موحّدين، ندعمه، وكان رأيي ان يتجنبوا الدخول في القتال لأنه يؤلّب مجموعات ضدهم. للأسف بينهم خلافات حالياً، نحن دعمناهم إنسانياً وسنستمر. لم نقدم مساعدات عسكرية ولا نريد تدخلاً من هذا النوع يرتّب تبعات قانونية على الإقليم.
هل هناك تجاذب إيراني- تركي على أرض كردستان، وهل تتعرضون لضغوط؟
- لحسن الحظ وأقول ذلك بكل أمانة وصدق، نقيم علاقات متوازنة مع إيران وتركيا، وهي علاقات تتطور. لا توجد أي ضغوط علينا من الجهتين ولو وُجدت لرفضناها. في إقليم كردستان نرفض أي وصاية من أي دولة في العالم، سواء كانت قريبة أو بعيدة.
وحتى أميركا؟
- نعم، لا نقبل بأي وصاية. لم يقدّم الشعب الكردي كل هذه التضحيات ليعيش مجدداً تحت أي وصاية.
تعرّضتم في أيلول (سبتمبر) الماضي لعملية إرهابية خرقت استقرار إقليم كردستان، من أين جاء الإرهابيون؟
- لدينا حوالى 230 ألف نازح من أنحاء مختلفة من العراق. كانت لدينا إجراءات صارمة أدت الى ضمان الأمن، وكانت مطبّقة على الأكراد والعرب معاً. تذمَّر بعض العرب منها، ونَصَحَنا اصدقاء بتخفيفها فتجاوبنا.
استغلت مجموعات إرهابية بينها «داعش» تخفيف الإجراءات، ودخلت عناصر منها إلى أربيل بحجة العمل فيها. استطلع أعضاء الشبكة المدينة على مدى ستة أشهر، ثم أدخلوا أربعة إرهابيين من غير العراقيين نفّذوا العملية وقُتِلوا خلالها.
خلال أسبوع استطاعت أجهزة الأمن اعتقال أفراد الشبكة التي أعدّت هذه العملية، باستثناء مسؤول الشبكة الذي فرّ إلى سورية وتبيّن أنه وحده يعلم هوية المنفّذين الأربعة. اعترف المعتقلون بأنهم ينتمون إلى «داعش».
أنت ابن زعيم تاريخي للأكراد، لكنك حققتَ ما تعذّر عليه تحقيقه. هل ينافس الزعيم أباه؟
- انا فخور بأن أكون ابن الملا مصطفى، وهو رمز لأمة. أنا تتلمذت على يديه وأمضيتُ معه كل حياتي حتى وفاته. في الوقت ذاته، أعتز بشخصيتي ومسيرتي وما فعلتُه. لا شك أن كوني ابن الملا مصطفى أعطاني فرصة ومساعدة، ولكن عليك أن تستحق هذه الفرصة وأن تكتسب بتضحياتك وجهودك ثقة الناس. لقد قدمتُ كل ما في استطاعتي.
بالنسبة إلى ولادة الإقليم، يجب الالتفات إلى أن الظروف في أيام والدي كانت مختلفة داخلياً وإقليمياً ودولياً، ولا بد من القول ان ما تحقق استند الى الأساس الذي عمل الملا مصطفى على إنشائه.
وهل كان يُمكن ان يقوم إقليم كردستان لو لم تقرر أميركا إطاحة نظام صدام حسين؟
- لنرجع الى البداية. لو لم يرتكب النظام غزو الكويت لما تقدّمت اميركا والدول الغربية للتصدي له. التفت العالم إلى معاناة الشعب العراقي وإلى المعاناة الطويلة للأكراد. ولكن احتراماً للحقيقة نقول إن إسقاط نظام صدام لم يكن ليحدث لولا التدخّل الأميركي. حاولت المعارضة ولم تنجح. نحن لم نكن ننوي الاستسلام، لكن القتال كان سيمتد سنوات وسنوات.
ما تعليقك على فوز حزب رجب طيب أردوغان في الانتخابات البلدية في تركيا؟
- أولاً أهنّئه تهنئة حارة. الشعب جدد ثقته به وهو يستحق. لفهم نتيجة الانتخابات يجب الالتفات إلى ما كان عليه وضع الاقتصاد التركي قبل وصول أردوغان.
ماذا عن الوضع الاقتصادي في الإقليم؟
- لدينا الآن بعض الصعوبات بسبب الإجراء الذي اتُّخِذ في بغداد. سنعطي الوساطة الأميركية الفرصة وحين نيأس من الحل سنقوم بما يحقق لنا الكثير، من دون الاعتماد على بغداد.
هل يستطيع إقليم كردستان العيش استناداً إلى موارده، إذا اتّخذت بغداد قراراً نهائياً بقطع أي مساعدة مالية عنه؟
- نحاول ألاّ نصل إلى ذلك. اذا تمسَّكَت بغداد بموقفها، لدينا كميات هائلة من النفط إذا بدأنا ببيعه يمكن للإقليم الاستمرار من دون الحاجة الى بغداد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.