يتآكل الرصيد الشعبي وتتقلص السمعة التي رافقت اختيار حيدر العبادي رئيساً للحكومة العراقية، فالعبادي الذي بدأ عهده محارباً للتدخل الأجنبي، ثم رفع لافتات مواجهة الفساد، بدأ يخضع رويداً رويداً لدائرة الهيمنة الإيرانية عبر جماعته فيما يسمى بالتحالف الوطني الذي شكلته الأحزاب الطائفية في البيت الشيعي!. حيدر العبادي الذي زوّد بمعلومات مفصلة عن انتهاكات الحشد الشيعي في مدن الدور وتكريت وديالى والكرامة والفلوجة، يحاول أن يجد مبرراً لتلك الانتهاكات ويدافع عن مشاركة عناصر الحشد الشيعي في معارك إعادة الفلوجة إلى الدولة العراقية رغم تسلمه لتقارير رسمية من قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية والفعاليات الشعبية في مدن محافظة الأنبار تطالب بإبعاد الحشد الشيعي عن المدن العربية السنية ورغم ذلك يقول العبادي «الأبطال الذين ضحوا بأنفسهم جاؤوا للقتال في أرض ليس لهم فيها ملك أو شيء» مضيفاً «أن خطأ يحصل هنا وهناك لا يمكن تعميمه على الجميع». هذا العبادي الذي لم يتح لأبناء العشائر العربية أبناء المدن التي استباحها «داعش» الإرهابي والذين لهم أرض ولهم فيها أملاك ولهم بها أهل وأقارب وكل شيء، ومع هذا منعت عنهم كل مساعدة للمشاركة في تحرير أرضهم التي تعني الشيء الكثير وليس الذين جلبوا من أجل تحقيق أهداف يعرفها العبادي أكثر من غيره. العراقيون ذاكرتهم لم تمحها السنون ولن تسقط جرائم حتى لو تواطأ الطائفيون عما يجري ويحصل في العراق وبالذات في المناطق العربية السنية، فعمليات العزل الطائفي واستقدام مستشارين وإرهابيين من إيران ومن عملائهم لقتل العرب السنة وحرق مساجدهم ومنازلهم ونهب أملاكهم في المدن العربية التي يتم استردادها من عناصر «داعش» الإرهابية، لا يمكن أن تنسى بالتقادم، ومثلما احتل نوري المالكي وإبراهيم جعفري وهادي العامري مكاناً أسود في سجل وتاريخ جرائم العراق سيضاف إليهم حيدر العبادي ما لم يبادر بسرعة إلى تفكيك مليشيات الحشد الشيعي الذي يسمى زوراً بالحشد الشعبي وما هو إلا نواة لإقامة مؤسسات أمنية وعسكرية تابعة لملالي إيران في العراق، تمهيداً لإلغاء المؤسسات العسكرية العراقية. مطالبة حيدر العبادي بتحمل مسؤولياته كرئيس لحكومة العراق، كل العراق، وليس حكومة البيت الشيعي الذي يسمونه بالتحالف الوطني، وأن يأخذ في الاعتبار حماية وأمن ومصير نصف العراق الآخر، من العرب السنة الذين يتعرضون إلى ما يشبه الإبادة على أيدي مليشيات الحشد الشيعي، الذين يعملون وبلا خجل وبشكل فاضح لتنفيذ أطماع ملالي إيران وفق أجندة تم تنفيذ مراحلها بمشاركة وتواطؤ ممن يتسلمون إدارة الحكم في العراق ويشاركون فيما يجري من قتل إبادة المسلمين العرب ويغضون النظر عن عمليات العزل الطائفي التي تتم على أيدي مليشيات الحشد الشيعي.