"كلهم يجب أن يموتوا.. إنها (منبع الإرهاب)".. هكذا وصف قائد ميليشيات "أبو الفضل العباس" أوس الخفاجي، مدينة الفلوجة وأبناءها، وهو يتوعد بتدمير المدينة السنية واصفاً أبناءها جميعهم بالإرهابيين، بحسب مقطع مرئي له. ومع انطلاق هجوم الميليشيات الشيعية المدعومة من الجيش تحت شعار "استعادة الفلوجة"، ترتفع الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات الشيعية بحق أبناء المدينة. وبدأت الميليشيات المدعومة من القوات العراقية، فجر الاثنين، عملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة المدينة التي تقع سيطرة تنظيم الدولة منذ أكثر من عامين. وزعم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي – الداعم للميليشيات الشيعية – أن العملية التي تأخرت بسبب المشاكل السياسية والأحداث الأمنية في العاصمة بغداد في الآونة الأخيرة، أنها تسير بنجاح! أرقام الميدان تفضح أكاذيب العبادي لكن على الأرض، فإن التقارير تشير إلى غير ذلك، فقد أعلنت وسائل إعلام موالية للميليشيات الشيعية مقتل 24 عنصراً من القوات العراقية والميليشيا المشاركة معها في معارك مع التنظيم بالقرب من الفلوجة، بينما سقطت أربعة صواريخ كاتيوشا على مناطق متفرقة من العاصمة بغداد. وقالت مصادر عسكرية عراقية شيعية، إنه بالإضافة للقتلى فقد جرح عشرون شخصاً من الجيش العراقي وميليشيا الحشد الشعبي في معارك عنيفة بالكرمة شمال شرق الفلوجة، وأضافت المصادر أن مواجهات عنيفة اندلعت اليوم الاثنين في منطقتي الصبيحات والعبادي ومعملي الحراريات والأسمنت بالكرمة في محيط الفلوجة. وذكرت المصادر أنه تم نقل القتلى والجرحى إلى مستشفى أبو غريب ومستشفيات أخرى في بغداد، وأن المواجهات مستمرة بين الطرفين وتشهد المنطقة قصفاً متبادلاً بالمدفعية والصواريخ أسفر عن تدمير العديد من العربات العسكرية والأسلحة. سياسة الأرض المحروقة وأفادت الأنباء الواردة من العراق بأن الجيش طالب سكان مدينة الفلوجة، الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، بالاستعداد لمغادرة المدينة وإلا فإنهم سيكونون في مرمى النيران. وقال بيان باسم الحكومة العراقية الموالية للميليشيات الشيعية بثه التلفزيون الرسمي: "للأسر التي لا يمكنها مغادرة المدينة أن يرفعوا أعلاماً بيضاء لتعلم السلطات أماكنهم". رفض سني وتضامن حقوقي من جانبها، وصفت هيئة علماء المسلمين في العراق هجوم القوات العراقية والميليشيات الموالية لها على الفلوجة بأنه "عدوان يعكس الروح الانتقامية لقوى الشر". واعتبرت الهيئة في بيان لها أن: "الحملة المحمومة على الفلوجة وأهلها ترمي إلى صنع نصر وهمي، ولو على حساب أرواح المدنيين بحجة محاربة الإرهاب". وحملت الهيئة حكومة حيدر العبادي وميليشياتها والولايات المتحدة والتحالف الدولي وإيران ومن تحالف معهم "المسؤولية الكاملة عما يقع من ظلم واعتداء وإزهاق للأرواح". وحذر الأمين العام لتجمع القوى الرافضة للتدخل الإيراني عبدالرزاق الشمري؛ مما سماها إعادة سيناريو التدمير الذي حصل في محافظتي ديالى وصلاح الدين بالفلوجة. وأضاف الشمري: أن الميليشيات التي تشارك في عملية الهجوم على مدينة الفلوجة ترفع شعارات طائفية. هذا، ورفضت قوى سياسية عراقية مشاركة "ميليشيات الحشد الشعبي" في المعارك الدائرة بزعم استعادة الفلوجة من تنظيم الدولة. وحمل بيان صادر من المشروع العربي في العراق، الحكومة العراقية مسؤولية أي انتهاك قد يحصل من قبل الميليشيات المسلحة بحق سكان الفلوجة من أهل السنة. كارثة إنسانية متوقعة من جهته، أعرب رعد الدهلكي، رئيس لجنة الهجرة والمهجرين النيابية عن قلقه إزاء وضع نازحي مدينة الفلوجة. وقال الدهلكي في بيان له اليوم، إن على المسؤولين عن حماية أمن المواطن التوجه فوراً نحو نازحي مدينة الفلوجة؛ وذلك من أجل تهيئة كافة المستلزمات لاحتوائهم وعدم تكرار ما حدث لنازحي المحافظات والمدن الأخرى التي وقعت فيها معارك مشابهة. وأضاف الدهلكي أن هناك كارثة إنسانية كبيرة ستحدث إن التزمت الحكومة والأطراف المعنية الصمت تجاه عمليات النزوح الجديدة جراء العمليات العسكرية التي تشهدها المدينة، وعليه يجب أن يكون هناك استعداد وتحضير لإيواء العوائل النازحة من أهالي الفلوجة، إذ إن العوائل التي نزحت في الأشهر الماضية تعاني وبشدة من إهمال وتقصير وانعدام الأغذية والمواد الطبية والمستلزمات الضرورية التي يتمتع بها أي مواطن. وطالب الدهلكي المجتمع الدولي بإلزام الميليشيات الحكومية المشاركة في الاعتداء على المدينة بفتح منافذ آمنة للنازحين منها، واتباع المعايير الإنسانية تجاه المدنيين العزل.