الفكر الرياضي كما هو الفكر الاقتصادي (صناعة) ويكملان بعضهما.. ومهنية خاصة يحتاج إلى حاسة بعيدة النظر وموهبة إدارية تصقل بالتجارب والمشورة والمال يحرك الفكر ويساعد على توفير مقومات النجاح ... من هذا المنطلق كانت هناك فكرة درسها الشاب رجل الأعمال سلمان المالك تحولت إلى حلم أصبح واقعاً. إنها قصة (أكاديمية فهد المالك) التي بدأت عام 1435ه كهدية لأهالي محافظة الرس ولناديهم العريق حزم الصمود... فكانت مفاجأة سعيدة من العيار الثقيل... فكرة كانت تراود الأستاذ سلمان منذ فترة طويلة لاسيما أن العديد من المناطق والمحافظات تشهد توسعا بافتتاح هذا النوع من الأكاديميات الرياضية؛ بهدف إعداد وصناعة جيل من اللاعبين الموهوبين الذين يكتسبون التدريب من متدربين متخصصين .. وأن تكون رافداً قوياً للنادي (الحزم) وكرة القدم السعودية عموماً في السنوات المقبلة، ناهيك عن شغل أوقات النشء بما هو مفيد. والأكاديمية هي نقلة نوعية لممارسة الرياضة بطريقة فنية وصحية بعيداً عن رياضة الشوارع والأحياء ( الحواري ) الترابية غير الصحية، والتي تفتقد الانضباط وهي أقرب للعشوائية أحياناً. الشاب سلمان (عاشق الكيان الحزماوي) انطلق بهمة عالية ليستثمر ماله غير الربحي والذي يقدر بمليون ونصف مليون ريال بالإعداد والإنشاء لهذا المشروع وتنفيذ التجهيزات والمرافق والمتابعة حتى أصبحت أكاديمية شاخصة للعيان لها بصمتها الخاصة.. بل حصلت على رضا وقناعة أولياء الأمور والذين بادروا لتسجيل أبنائهم في هذه الأكاديمية التي حملت اسم وجيه كبير ورئيس هيئة أعضاء شرف الحزم الأستاذ (فهد حمد المالك) الذي عرف بدعمه السخي ووقوفه بالقرب من الإدارات الحزماوية موجهاً ومشجعاً لكل بادرة إيجابية.. اسم حمل وفاء الابن لأبيه تقديراً لمن خدم الكيان لاعباً وداعماً. ليلة منتصف رمضان 1437ه كانت ليلة (ذهبية) في ملعب نادي الحزم.. خلية أعضاء يعملون ويخططون قبل فترة من الزمن لزفة الأكاديمية في عرس بهيج شرفه صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة والذي دشن هذه الأكاديمية بعد جولة على مرافقها وملاعبها... ومن خلال حفل خطابي بهيج... حضر فيه الشعر والنثر والنشيد المتميز بعنوان (أكاديمية حزمنا) من كلمات العاشق والمحب الحزماوي محمد عقيل الفلاح وأداء المبدع سلمان الباهلي... وهناك جاء التكريم لكل الجهود المبذولة... سموه أبدى سعادته وإعجابه بمثل هذه المبادرات الوطنية من القطاع الخاص بالمجال الرياضي.. وكانت كلمات الشكر لفهد المالك وأبنائه وأسرته وساما وشرفا كبيرا من هرم الرياضة لكل نماذج تترك بصمة إيجابية للوطن الغالي لأنها عملية تكاملية. وأشار سموه إلى أن هناك الكثير من القرارات لمصلحة الأكاديميات وتشجيعها. إن وجود هذه الأكاديمية تحت مظلة إدارة نادي الحزم وأعضائها المتميزين ورئيسها عبد الله مقحم المطيري يجعلها تحت المتابعة المستمرة والرعاية المتواصلة، وهذا هو المطلوب حتى تستمر في تحقيق أهدافها وإن اختيار الأستاذ عبد الله الصالح الشارخ مشرفاً عليها جعلها تنال الثقة والتفاعل من الأهالي حيث بلغ عدد الملتحقين 150 شبلاً وقد جاء مكملاً لجهود المشرف الأول الدكتور سليمان محمد العطني... أرجو ألا يتوقف (قطار) الحماس والمتابعة لهذا المشروع وألا يتعثر في منتصف الطريق فهو وجد ليبقى منبعا للمواهب والنجوم الواعدة... لذا من المهم قراءة جميع السلبيات والعقبات من وقت لآخر من قبل إدارة الأكاديمية وعمل الحلول المناسبة لها في وقت مبكر وتعزيز الإيجابيات. وختاماً أدعو أن توجه الأكاديمية (البراعم) إلى تطبيق جزئي لبعض عناصر احتراف اللاعب حتى يتعود النشء منذ نعومة أظفاره على شيء من ثقافة الاحتراف لتنمو معه في مستقبله الرياضي وخاصة لمن يبرز نجمه. إلى جانب التوعية بالأخلاق الفاضلة الرياضية وضبط النفس والابتعاد عن الإعجاب والغرور حتى يجمع الحاسة الفنية والمثالية... وأرجو أن تساهم هذه الأكاديمية بما يخدم رؤية المملكة الرياضية 2030 ويحقق أهدافها، وإلى اللقاء.