* همسة قدومي في نصها «كبرياء أنثى» تشير إلى بُعد إنساني في حياة المرأة المعاصرة.. تلك التي تسعى إلى تحقيق ذاتها رغم معوقات الحياة من حولها. فالنص هنا مفتوح على احتمالات كثيرة، منها أن الحياة المعاصرة باتت لا تعبأ بالمرأة كإنسان حساس ومفعم بالعاطفة؛ ليأتي النص متفاعلاً بمضمونه مع ما يسكن حياة المرأة، ويعزز قدرتها على الصمود في وجه النوائب والأحداث.. فبانت هواجس الكاتبة همسة حاملة شعور الكبرياء، وعدم الانحناء لمعوقات الحياة أيًّا كانت. * حسن رحماني في قصته القصيرة «ما بين قهوة وشاعرة» يروي تفاصيل السرد بطاقة تخييلية حاشدة؛ يرسم فيها بداية مشهد الليل والمقهى، وتفاصيل الحياة في جزء من هذا العالم الذي لم يعد مريحًا أو مفيدًا، بل إنه يأتي على هيئة عبء، يسعى البطل في هذه القصة إلى التخلص من عثراته ومعاناته. يبرع الكاتب حسن في رسم هذه التفاصيل السردية الأنيقة؛ ليجعل الخطاب متوترًا بين البطل والعالم من حوله؛ إذ إن ما يتناوله الآن من قهوة هو لمزيد من التوتر والترقب لنهايات لا تفضي إلا إلى تعب وعناء يستخلص منه «رحماني» هذه المشاهد الإنسانية الجميلة والرؤى الوجدانية المعبِّرة. * وداد عثمان في نصها «حدائق الغيم» تثير أسئلة التوجس حولها وحول عالم باتت تناصبه الشك.. فلم يعد العالم في هذا النص الذي ترتب الكاتبة أولوياته أن يكون مدونًا على ما تريده وداد عثمان، إنما هو بوح راعف لسيرة حياة، تتأمل فيها النشأة وبدايات الخليقة.. وكأن النافذة التي وقفت عندها لتتأمل الحياة هي نافذة على الكون بأسره.. ليحمل النص دلالة أبعد، ورصانة أكثر، وحديثًا في العمق، وتجربة خالصة لقول الدهشة في مآلات العصف الذهني. فالنص هنا جاء محمَّلاً بإبعاد إنسانية مختلفة، وذات سياق حميمي، تستدرك فيه الكاتبة «وداد عثمان» بأن الزمن لم يعد هو ذلك الفيصل بين سني العمر ومحطات التجارب.. فقد بات جله كسولاً وهامشيًّا إلا أن هناك محاولات للخروج من مأزق الحياة الذي بات يقض المضاجع، وينبئ عن أمر جلل؛ تساوقت صوره وإيحاءاته في هذا النص الجميل.