فتور مشاعر الحب أحد الأعراض التي قد تضرب الحياة الزوجية بعد مرور عدة سنوات على الارتباط. بالطبع لا توجد وصفة سحرية لتغيير هذا الشعور، لكن في المقابل علينا أن نبذل قدراً من الجهد من أجل الحفاظ على حياتنا دافئة. وتسرد د. نيفين فوزي الاستشارية النفسية وخبيرة العلاقات الزوجية والأسرية ل(الجزيرة) قائمة من الإجراءات منها الاحترازي الذي يقاوم الفتور في الحياة الزوجية، ومنها العلاجي الذي يطرد هذا الشعور حين يلقي بظلاله غير المحمودة على العلاقة، من أجل إعادتها لطبيعتها. وتقول د. نيفين فوزي إن الروتين اليومي وضغوط الحياة تعد أكثر الأسباب التي تفسد علاقة الحب بين الشريكين؛ ما يجعلها في فتور مستمر، لكن هناك عدة أمور تساعد على تجديد علاقة الحب بين الزوجين حتى تجعلها دائما: السفر معاً ترى د. نيفين أن كسر الروتين اليومي أمر جيد خاصة عندما تكون أوقات لقاء الشريكين في الحياة اليومية قصيرة جدا لحكم ظروف العمل عند الرجال وانشغال الأم بأطفالها فالطريقة الحاسمة والأهم هي الخروج عن الروتين اليومي والبقاء سويا لفترات طويلة واستعادة الذكريات معاً. الضحك معاً قد يرى بعضهم أن الضحك بين الزوجين أمر تافه وغير جدي لكن د. نيفين تؤكد أنه يقوي العلاقة بينهما فيزيد الشعور بالسعادة وهو ما أكده الكثير من أخصائيي العلاج بالضحك لأنه يساعد على إفراز هرمون السعادة (الإندورفين). الجلوس معاً وتركز د. نيفين على أن هذه النقطة تمثل التحدي فتخصيص وقت للقاء الشريك يعني الإصرار على الاهتمام به رغم ضغوطات الحياة؛ لذلك ينصح خبراء العلاقات الزوجية بتحديد مواعيد لتناول العشاء معاً. المشاركة في الأهداف وتشير د. نيفين إلى أهمية وجود أهداف مشتركة بين الشريكين تعمق صلة الارتباط بينهما ومن بين هذه الأهداف المشتركة محاولة الإقلاع عن التدخين معاً على سبيل المثال، أو الاهتمام بالحديقة أو القيام بأعمال صيانة معاً في المنزل. هذه الأهداف المشتركة تفتح باب التحاور بين الشريكين وتجعلهما فريقا واحدا يسعى لإنجاز مهمات أساسية في الحياة. مسك اليدين كما ترى د. نيفين أن لمسك اليدين دورا مهما في العلاقة بين الشريكين فهو يحافظ على الاتصال الجسدي بينهما كما يعد من أهم الأمور التي تزيد التقارب بينهما لذلك يعتبر مسك اليدين رمز الرومانسية بين الشريكين مهما تقدما في العمر. التقارب والحميمية أيضاً تؤكد د. نيفين أهمية التقارب بين الشريكين يساعد في التغلب على ضغوط الحياة وإفراز هرمون السعادة بالإضافة إلى فوائدها الطبية والصحية. ويعتقد علماء النفس أن عدم الاستماع أو الاستماع بشكل غير كاف هو أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى التوتر والفتور في العلاقة الزوجية. فضعف الاستماع سواء من أحد الأطراف أو كلاهما يعد مؤشرا على فشل هذا الزواج، بينما كلما زادت نسبة الاستماع الجيد والفهم بين الزوجين كلما ارتفعت احتمالات نجاح الزواج. ويرى العلماء أن الطرف الآخر ينبغي أن يشعر بأنك تستمتعين إلى ما يقوله، ويعزز هذا الشعور، رغبته في معرفة المزيد، وإبداء الاهتمام بما يقوله له. حيث يشعره الاهتمام بأنه موضع احترام وبأنك موجودة لمساعدته على التحدث عن المشاكل التي تدور في ذهنه. لذلك تعتبر مهارات فن التواصل والاتصال بين الزوجين أحد أهم المهارات التي يجب أن يشجعها الطرفان، فليس على المرأة أن تقول أبدا إن زوجي هادئ بطبعه أو إن زوجي لا يتدخل في أمور المنزل، فهذه سلبية سيئة في العلاقة، فلو اتخذ كل طرف جانبا في العلاقة وأدار الطرف الآخر مجمل العلاقة بالقوانين، والتصرفات، والمسؤوليات، فهذه معادلة صحية لن تؤدي الدور المطلوب من العلاقة الزوجية التي أساسها طرفان متحابان متفاهمان. ويوصي العلماء لتحسين وتعزيز قدرات الزوجين على التواصل بأن يترك الطرف المتكلم دون انتقاده؛ فالشخص المتكلم قد يكون واعيا إلى أنه قد ارتكب خطأ وأنه يريد فقط أن يخرج ما بداخله من ضيق، فلا نقوم بتوجيه الانتقاد لأن ذلك سيجعله يحجم عن الاستمرار في الحديث. كما يوصي العلماء بأن يمنح كل من الطرفين الطرف الآخر كل الاهتمام أثناء الحديث؛ فعندما يتحدث الطرف الآخر عادة ما يبدأ الطرف المستمع بتحضير الإجابات، لذا فمن الأولى ألا يفقد التركيز بل يستمع له بانتباه دون الانشغال بأي أمر آخر. أيضاً يوصي مستشارو العلاقات الزوجية بأن الإصغاء لمشاعر الطرف الآخر دون أن نأخذ موقف الحكم، فلا نحاول إقناعه بعكس ما يحاول قوله لنا، إذ إنه ببساطة يحاول أن يصف لنا طبيعة إحساسه وشعوره. ويوصي الخبراء أيضاً بألا نقاطع المتحدث، وأن نستمع له للنهاية ويكون لدينا الوقت الكافي للرد على ما يقوله عندما ينتهي من الكلام. ويؤكد الخبراء أهمية أن نترك باب النقاش مفتوحا على مصراعيه، ونتبادل الأفكار والحوارات الهادفة، ولا نلجأ إلى إنهاء الموضوع بالإجبار أو بالصراخ لأن ذلك دليل ضعف، فإذا كنتما تملكان مهارات جيدة في الحوار فلا بد أن تسعيا للتوصل إلى نقطة تفاهم، أما إذا كنتما غير مجهزين بهذه المهارات فقد لا تتوصلا إلى أي نقطة وستعودان إلى نقطة الصفر.