لقد سر جميع الشباب والمهتمين والمشهد الرياضي كافة بصدور ما يترجم خطة المملكة العربية السعودية ورؤيتها لعام 2030 م والعديد من الأوامر الملكية التي ستنظم الوطن ومؤسساته بما يحقق تطلعاته، وما نتج عن ذلك من تحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى هيئة رياضية عامة وبقي رئيسها رئيسًا لمجلس إدارتها بعكس الهيئات الأخرى التي يرأس مجالس إداراتها مستشارون في ديوان مجلس الوزراء ويسرني أن أقف بعض الوقفات مع الهيئة البكر بما سيأتي: . عمل سمو الرئيس على ملف الخصخصة قبل أن يتولى الرئاسة وقطع فيه شوطًا متقدمًا إن لم يكن قد انتهى منه وهو خير من يوكل الأمر له في تحقيق رؤية المملكة في هذا الملف الشبابي الكبير جدًا، خاصة أنه ناجح على المستوى الشخصي ومنفتح على المجتمع الآخر ويسعى باستمرار إلى إحداث الفرق في العلاقة مع كل الأطراف مع الالتزام الكامل بالحياد في المواقف وهذا سيجعل الهيئة معه ستنجح وتدخل عصرًا جديدًا نقطف ثماره قبل 2030 وبعدها. . سيقفل الآن ملف التحويل إلى وزارة الذي كان محل نقاش طويل لعدة عقود مع رؤية الوطن الجديدة وتحويلها لهيئة عامة، وخصوصًا أن سمو الرئيس سبق أن صرح أن اللجان والاتحادات ستكون مستقلة وذات شخصية اعتبارية، وهذا يؤكد أن دور الهيئة سيقتصر على سن القوانين وإصدار اللوائح المنظمة لكل ما يهم الرياضة وبما يضمن أرضية تنافسية عادلة، فبيئتها جاذبة للاشتراك والمساهمة والاستثمار وقد يفد لرياضتنا الاستثمار الأجنبي قريبًا. . إذا اقتنعنا أن ما تم عمله في الفترة الماضية في مجال الخصخصة وبُعد الرئاسة عن كثير من الملفات الشائكة واستقلالية اللجان والاتحادات سيكون أرضية صالحة للانطلاق فإنه يعول كثيرًا على أعضاء مجلس إدارة الهيئة الذي سيصدر لاحقًا بموافقة سامية كالمعتاد وسيرفع من قبل سمو الرئيس وسيوافق على الأعضاء قبل رفعهم ولذا فإنه من الضرورة تنوع الخبرات مع سجل للإنجازات والتركيز على الفكر الشبابي المنفتح والمنضبط في آن واحد. . لكي تضمن الهيئة المنافسة وتنظم المشهد الرياضي فإنها لا شك ستحمي استثمارات الأندية التجارية العشرة التي سبق أن صرح بها سموه الكريم لأن لها سبغة تجارية بحتة وفيها ربح وخسارة وسيضخ فيها مئات الملايين ولا بد لها من الحماية لأنها مفتاح الاستدامة والعامل الجاذب لكي يكونا مشهدنا الرياضي مطلبًا للمستثمرين وهذا بطبيعة الحال سيؤثر إيجابًا على سمعة الوطن الرياضية ومشاركاته العالمية التي ننظر إليها كمواطنين كالحلم الذي سيتحقق. . سيكون على الهيئة دور رئيس في تحقيق محورين مهمين من محاور الرؤية الوطنية 2030 وهو رفع الممارسة الرياضية من 13 في المائة حتى 40 في المائة وكذلك البرنامج الوطني الذي سيعمل على تحسين جودة الأنشطة الرياضية مع المساهمة لا شك في دعم الوصول إلى هدف وجود 450 ناديًا بحلول عام 2020 للهواة وكذلك أندية ثقافية واجتماعية وهو ما تم التأكيد عليه واستعرضناه في المقالين السابقين بعنوان (الشباب عندما يقرؤون مستقبلهم). . في ظل المرونة التي ستعيشها الهيئة ببعدها عن البيروقراطية المعتادة في العمل الحكومي فإن هذا يُلزمها أمام المجتمع أن تقود تحديثًا في قدراتها وكذلك في هيكلها الإداري حتى يواكب ديناميكية الشباب وتطلعاتهم والا فنحن سنعيش فقدان للهوية الرياضية ولن نواكب قفزات الخصخصة التي سيدار بها الملف الرياضي، وضرورة الاستفادة من أنظمة الهيئات الرياضية والتجارب العالمية التي سبقتنا في ذلك وأجزم أنها رؤية لم تغب عن عراب الخصخصة. . بعد عملية الخصخصة وانطلاق أعمال الهيئة ستكون الرياضة بكاملها ذات تأثير في الناتج المحلي واقتصاد الوطن وهذا يجعل اهميتها واضحة في الرؤية المستقبلية لأنها ستدار بفكر القطاع الخاص وصافي الأرباح والخسائر إلا لدى الأندية التي لا تستطيع الصرف على نفسها وإن كثر عددها فإنها ستبقى تحت وصاية ورعاية الهيئة مثلما صرح سمو الرئيس حتى وإن كانت ستتجاوز العجز في مصروفاتها بتسويق البارزين لديها على الأندية الممارسة والمنافسة. وفي الختام، ستبقى الخصخصة الرياضية وهيئتها البكر مجالاً خصبًا للحديث وطرح الأفكار وبث التطلعات ونتطلع أن يكون صدر سمو الرئيس كما يقال أوسع من الدهناء لتلقي ما يكتب أو يثار حتى يصل بالهيئة والرياضة إلى تطلعات المجتمع لا سيما أن الموطن حجر الزاوية في الاهتمام عند تحقيق الرؤية مثلما قال خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد ورئيس مجلس الاقتصاد والتنمية، كذلك فهو مشارك بالعطاء فيها حتى تتحقق وفق ما صدرت، مع التأكيد على الوضوح والشفافية وعدم إقصاء الرأي الآخر وانعزال الرأي الإعلامي الرسمي عن المشهد الرياضي مثلما كان في السابق وخصوصًا أن هناك العشرات من الكتاب الرياضيين وأهل الخبرة يسعون إلى أن يكون لهم أثر في المسيرة القادمة لرياضتنا ولشبابنا الذين يمثلون اليوم 65 في المائة من سكان الوطن الغالي ويجب الاستعانة بهم في مجلس الإدارة واللجان الاستشارية وفرق العمل لنحقق التدافع الإيجابي في خدمة الوطن.