موسم (الهجرة) المؤقتة والطوعية التي يعد لها العدة والعتاد أغلب السعوديين -من سلف ودين وتقارير طبية واستئذانات ..اقترب .. عن السائح السعودي أكتب - نعم فقط عن السعودي- ولن أتوقف عند قول قائل: وماذا عن السياح العرب الآخرين! فالحقيقة أنني لا أنتمي لهم بل لمن هو من ديرتي ووطني ولذا تأخذني الغيرة .. فأكتب.. عن الوجه الآخر للسائح السعودي.. الوجه المُلتزم بالأنظمة، المُراعي للذوق العام، الوجه الواعي بالمفروض والواجب الوجه الذي يقرأ ويلاحظ ويستشف ما له وما عليه.. الوجه الذي يُحاذر أن يكسر قانونا أو يُشوش على منظومة اجتماعية.. القابل لكُل المختلف.. والمُقدِّر لهذا الاختلاف! باختصار الوجه الأجمل للسعودي.. هذا الوجه الذي ما إن يضع قدمه في مطار وطنه حتى ينتزِعه ويُلقيه على أعتاب الطائرة التي ترجل منها.. ليعود يتحدى الأنظمة ويتجاوز القوانين.. ويترفّع عن الالتزام بالصح.. يقطع الإشارة متعمدا ويسابق سيارة إسعاف قاصدا.. يتحدث بمحموله ويراسل وحتى يلعب ألعابا ويشاهد (يوتيوب)، كل هذا وهو يسوق سيارته! يتعدى الصفوف زاعما -ومقتنعا - أن له الأحقيّة عمن حوله.. كُرها وتكبرا يرفع إصبع الاتهام والتجريم والتأطير في وجه كل من يختلف مع أيديولوجياته -المزعومة! فيرسم صورة مشوهة لاحترام الأنظمة في عيني أطفاله ويزرع في عقولهم الباطنة تمرد.. يدفع هو ثمنه في وقت ما ..قبل الآخرين! (ما سبق كتبته منذ فترة ولم أنشر).. فقد سبقهُ تسارع الأحداث بالنسبة للسائح السعودي في الصيف الماضي.. حيث فُجعنا.. بالقناع يسقط فجأة.. ومن أطياف مختلفة وفي دول مختلفة- يعني لن نتمكن حتى من الاستشهاد بنظرية المؤامرة! خلع السائح السعودي قناع اللباقة والكياسة وضرب بالذوق العام عرض الحائط.. ليصبح في دول عدة إلى persona non grata أي شخص غير مرغوب فيه! حان وقت السفر.. وحان وقت إعادة تقييم حضورنا على الساحة السياحية حتى يتناسب والرؤية الجديدة لوطن يحتل الواجهة المشرفة للعالم!