قلت لطبيب أطفال سعودي يعمل في وزارة الصحة ربع قرن من الزمان؛ تعقيبا على قراءتي لمراسلات إدارية حوله بين جهتين تتبعان وزارتنا العزيزة: «لا تستقل من مهنتك؛ لأنك تمارس أشرف مهنة على وجه الأرض». طلب مني أن أقرأ فقرأت وقرأت وقلت لنفسي بعد معاينتي الطبيب نفسه لحما ودما «هذا خطاب لا يليق مطلقا بموظف عادي، فما بالك بطبيب أطفال يمارس مهنة تمس حياة الأطفال». الخطاب صادر من إدارة جهة صحية تعنى بالأطفال وأمراض النساء إلى مدير الشؤون الصحية في محافظتنا العزيزة مع إرفاق صورة منه إلى مشفى عام آخر، والضحية هو الطبيب، ولغة الخطاب تكتظ بالتسويف والدحض مع توجيه تهمة عدم رغبة المذكور هكذا المذكور رفض العمل وهي تهمة خطيرة جدا ما لم تكن مقرونة بخطاب يكتبه الطبيب ويقوم بتسليمه إلى الإدارة الكائن مقر عمله فيها مع المراعاة الإدارية لانتفاء أي إكراه أو أية ضغوط تحيط بملابسات موقف الطبيب من عدمه. يبدو أن المراسلات الإدارية بين مشافينا العزيزة وإدارة الشؤون الصحية في محافظتنا العزيزة هنا في جدة قررت الإشارة إلى الطبيب بنص المراسلات أنه المذكور من غير اقتران عبارة المذكور بإشارة «طبيب» من عدمه. قلت للطبيب المخضرم «أصبر» كل شيء سوف يتغير في صالح مهنة الطب وفي صالح المرضى، وفي صالح من يدرس الطب من المواطنين، لكن الطبيب كان غاضبا جدا، ومعه الحق الآن ومن قبل ومن بعد، فعبارة المذكور أعلاه وما دون ذلك ومن قبل عندما تتكرر في خطاب قصير جدا حوالى خمس مرات بالعدد، فهذا معناه وفق الإعراب الإداري أن استخدامها يشير إلى لغة ال Non-grata وطبعا النونجراتا لاتينيا معناها «لا نريده ما نبغاه خلاص اطردوه وخلصونا منه». هنا إلى من يعنيه الأمر في إدارة الشؤون الصحية في وزارتنا العزيزة أكتب عاميا جدا وبلاش لاتيني وقلة قيمة: «عيب كبير ولغة غير لائقة وتهميش علني لا يلزم الطبيب السعودي». هذه اللغة عاميا هي لغة ضرب تحت الحزام .. وللتكفير عن خطاياكم مهنيا وإداريا «احترموا الطبيب على مستوى الإشارة إليه وفقا لمهنته التي يزاولها»، ولمن يعنيه الأمر وزيرا ووكيلا أكتب «الطبيب والطبيبة هنا يفترض النظر إليهما وفق أعمالهما ملائكة رحمة يمشون على الأرض»، وبالعربي الطبيب أول منار حضاري يفترض فينا أن ننافس به ومن خلاله الأمم. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة