تتحدث المليشيات الانقلابية عن السلام في الكويت وتواصل قتلها للمدنيين والأبرياء وقصفها وتفجيرها للمنازل في اليمن وافقوا على الهدنة وبدء سريانها وبدأت خروقاتهم لها في الثواني الأولى لسريانها حاولت من خلالها المليشيات التمدد في مناطق لم تسيطر عليها من قبل تارة واستعادة مواقع قد تم تحريرها من قبل المقاومة الشعبية تارة أخرى. بعد مرور يومين من حضور الوفد الانقلابي إلى مشاورات الكويت كان الوفد الحكومي برئاسة عبد الملك المخلافي وزير الخارجية اليمني قدم للمبعوث الأممي قائمة بالخروقات التي قامت بها المليشيات الانقلابية في عدد من المحافظات والتي بلغت حينها 127 خرقاً في محافظة تعز والجوفومأرب والبيضاء وشبوة، وذكر التقرير حينها تسجيل 22 اختراقاً في محافظة تعز و11 اختراقاً في محافظة البيضاء و50 اختراقاً في محافظة الجوف و39 اختراقاً في محافظة مأرب و5 خروقلت في محافظة شبوة. ولم يكن من المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ إلا تأكيده على ضرورة المضي في أعمال المشاورات وتأكيد دعمه للجنة التهدئة لتواصل عملها رغم تهرب وفد المليشيات الانقلابية من التزاماته ورفضه لأجندة المشاورات ومحاولة الالتفاف عليها. لم تأت نهاية شهر إبريل وبعد مرور عشرين يوماً من إعلان سريان الهدنة إلا وقد تجاوزت خروقات مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع على الأرض المئات واستمرارها حتى الشهر الحالي مع تهربها وتنصلها من كل الاتفاقات المسبقة على طاولة المشاورات وآخرها اجتياح معسكر العمالقة والتعزيزات العسكرية إلى محافظة تعز وتغلغلها في مديرية الشمايتين وباب المندب ومعاودة قصفها لمواقع المقاومة في البيضاء ونهم ومحاولات جديدة للتوسع على الأرض. ومع استمرار هذه الخروقات ولمستمرة والانتهاكات المتواصلة تظل مدينة تعز المدينة الأكثر تضرراً من مواجهة آلة الموت والدمار حيث لم تتوقف تلك الآلة عن حصاد المزيد من أرواح الناس وممتلكاتهم، ولم تكن الهدنة سوى فرصة جديدة لها لمحاولة إسقاط هذه المدينة التي مثلث شوكة في حلق الانقلابيين. ائتلاف الإغاثة الإنساني في تعز كان قد أصدر تقريراً خاصاً بانتهاكات تلك المليشيات الانقلابية خلال شهر إبريل الماضي بالإضافة إلى الوضع الإنساني في المدينة الأكثر كثافة سكانية على مستوى اليمن حيث تضمن التقرير أرقاماً مفصلة للانتهاكات والخروقات التي قامت بها المليشيات والخسائر المادية في الأرواح والممتلكات. وأعلن ائتلاف الإغاثة الإنسانية مقتل 59 شخصاً وإصابة 377 مدنياً آخرين بينهم نساء وأطفال إصابة بعضهم خطيرة نتيجة القنص والقصف العشوائي الذي تقوم به المليشيات الانقلابية بالإضافة إلى تفجير 11 منزلاً للمواطنين في مناطق صالة وحسنات والجحملية والمكلكل شرق المدينة، كما تعرضت 6 آلاف أسرة إلى التهجير القسري في مديرية الوازعية التي تشهد عمليات عسكرية ما زالت تشنها قوى الانقلاب والرئيس المخلوع وتدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية إليها. أما فيما يختص بالخدمات الإنسانية فقد تطرق التقرير إلى أهم الخدمات الأساسية التي تعاني المدينة من انقطاعها كالمياه والكهرباء والنظافة بالإضافة إلى انعدام الخدمات في معظم المرافق الصحية وعدم توفر أنبابيب الأكسجين ونقص حاد في الأدوية بسبب الحصار الذي ما زال مفروضاً على المدينة من قِبل المليشيات الانقلابية. وتناول التقرير الخدمات التعليمية في المدينة والتي لا تزال شبه متوقفة رغم قرب انتهاء الفصل الثاني من العام الدراسي الجاري بسبب تعرض المرافق التعليمية للقصف والتدمير وهو الحال نفسه بالنسبة للتعليم الجامعي الذي توقف هو الآخر لنفس السبب. الصحفي والباحث في الشأن السياسي توفيق السامعي قال: «للانقلابيين أساليبهم المراوغة التي عرفوا بها عبر مسيرتهم منذ نشأتهم وهو نفس الأسلوب الإيراني المراوغ في التفاوض عبر سياسة النفس الطويل المعروفة كأحد أركانها والركن الآخر هو التمدد على الأرض أثناء التفاوض»، وأَضاف السامعي أن ممارسات الانقلابيين منذ بدأت الحرب على دماج يد تفاوض ويد تقاتل مع الاستمرار في التوسع حتى وصولهم إلى العاصمة صنعاء والانقلاب على مشروع الدولة. وأشار السامعي إلى أن استمرار ممارسات الانقلابيين مع غض الطرف عنها من قبل الأممالمتحدة والمجتمع الدولي ستجعل الشعب اليمني يفقد ثقته بالأممالمتحدة وتوجهاتها لحل الأزمة اليمنية.