بينما جددت الحكومة اليمنية التزامها بوقف إطلاق النار، واصلت ميليشيا الحوثي والمخلوع اختراق الهدنة بعدة محافظات. ففي محافظة تعز، قتل مواطن وأصيب اثنان في قصف لميليشيا الحوثي على أحياء سكنية بالمدينة، بالتزامن مع خروقات لوقف إطلاق النار سُجلت بمحافظات أخرى، حسب مصادر مطلعة. وأضافت المصادر أن طيران التحالف العربي شنّ ثلاث ضربات على مواقع لمليشيا الحوثي في تبة السلال، بتعز بعد تسجيل نحو 25 خرقا للحوثي والمخلوع منذ بدء سريان الهدنة منتصف ليل أول من أمس. استمرار الانتهاكات أكد المركز الإعلامي للمقاومة الشعبية بمحافظة الجوف، أن الانقلابيين خرقوا الهدنة في عدة جبهات بالمحافظة، من بينها المتون والغيل والمصلوب. وأضاف أن اختراق وقف إطلاق النار جاء رغم التزام الجيش والمقاومة بوقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن المتمردين أطلقوا العديد من القذائف على مواقع الجيش والمقاومة في الجوف؛ مما أسفر عن سقوط قتيل وجرح آخر من المقاومة. وفي السياق ذاته، أوضح المركز أن الحوثيين وقوات صالح استمروا في خرق الهدنة في جبهات مأرب والبيضاء وشبوة والضالع وحزم العدين بإب وحرض في حجة، منذ اللحظات الأولى لبدء سريانها، كما قصفوا مواقع للجيش والمقاومة في فرضة بشرق صنعاء. أضاف المركز أن ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع المتمركزة في منطقة المستشفى العسكري والقصر الجمهوري، قصفت قلعة القاهرة التاريخية وسط المدينة، مبينا أن قصف الحوثيين مستمر على الأحياء السكنية في شرق تعز وغربها، وذلك باستخدام صواريخ الكاتيوشا، مشيرا إلى أن بعض القذائف استهدفت مناطق قريبة من بعض المستشفيات، مما أثار حالة من الرعب في صفوف المرضى والعاملين فيها. وكانت قيادة التحالف أعلنت أنها ستلتزم بوقف إطلاق النار في اليمن الذي يستمر حتى منتصف نهار اليوم التالي لانتهاء المفاوضات في الكويت، ما لم يتم الاتفاق على تمديد وقف إطلاق النار. وأعلنت جماعة الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام في بيان مشترك لهما مساء أول من أمس التزامهما بوقف إطلاق النار، رغم أن الانقلابيين شنوا هجمات مفاجئة في جبهات الجوف لمباغتة قوات الشرعية والسيطرة على مناطق استعادتها الأخيرة في الفترة الماضية. الشرعية تجدد التزامها بضبط النفس أكد رئيس الوزراء اليمني، أحمد عبيد بن دغر، التزام حكومته بالهدنة، مبينا أن التوجيهات صدرت لكل القوات الشرعية في كل الجبهات بضبط النفس ووقف إطلاق النار، التزاما بالهدنة التي دخلت حيز التنفيذ، أول من أمس. جاء ذلك، خلال لقاء ابن دغر مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس في الرياض، إذ ناقش معه التحضيرات الجارية لمشاورات الكويت في ال18 من أبريل الجاري، وقال "نريد سلاما دائما يحقق آمال كل اليمنيين، ويكون السلاح في يد الدولة فقط، وليس لأطراف أخرى". وتابع "نريد الخروج من هذه الأزمة، ونتمنى أن يكون الطرف الآخر استوعب الدرس، لا نحتاج سنوات لإحلال السلام، وإنما نحتاج إلى صدق النوايا". من جهته، جدد ولد الشيخ موقف المجتمع الدولي المساند لليمن في ظل الظروف التي يمر بها، قائلا "نعمل من أجل إحلال السلام الدائم والشامل في اليمن، وأي حديث مستقبلي بين الأطراف سيكون تحت مظلة قرار 2216، وأن النقاط الخمس التي سبق الإعلان عنها، ستكون هي المحور الرئيسي لمشاورات الكويت". ألغام الحوثيين في ندوة علمية ينظم التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان مساء غد، ندوة بعنوان "الألغام تحصد أرواح الأبرياء في اليمن"، بفندق ماريوت في الرياض. ووفقا لمصادر في التحالف، ستتناول الندوة التي يديرها رئيس اللجنة العربية لحقوق الإنسان التابعة لجامعة الدول العربية، الدكتور هادي اليامي، مخاطر الألغام والمخلفات المنفجرة التي تشكل تهديدا خطيرا على سلامة السكان المدنيين المحليين وأرواحهم وتقف عائقا أمام جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية على الصعيدين الوطني والمحلي. ومن المقرر أن يتحدث الخبير الدولي في إزالة الألغام ومخلفات الحرب الخطرة، كرستوفر كلارك، عن التزامات اليمن في ضوء الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد والتقارير الدولية التي تؤكد انتهاكات الحوثي وصالح لاتفاقية أوتاوا. وسيقدم قائد سلاح المهندسين بوزارة الدفاع، اللواء الركن سنيد المزيني، أنموذجا عما قام به الحوثيون من زرع للألغام على الحدود السعودية اليمنية والتزام المملكة بقواعد الاشتباك والاستهداف وخرق الحوثي لها. فيما يتناول رئيس مؤسسة وثاق للتوجه المدني، نجيب السعدي، التاريخ الطويل لزراعة الألغام في اليمن وأنواعها المستخدمة وصناعة الحوثي وصالح ألغاما محلية. أما نائب رئيس شعبة الهندسة والألغام في المنطقة العسكرية الجنوبية، فرع عدن، الخضر الطلي، فسيلقي الضوء على قضية زراعة ميليشيات الحوثي وصالح لألغام الموت قبل الانسحاب، مستعرضا عددا من الأمثلة والقصص عن الحوادث التي راح ضحيتها مدنيون. وستشهد الندوة عرض فيلم وثائقي وعرض لأحد ضحايا الألغام من فئة المعاقين كأنموذج للمعاناة الإنسانية اليومية للمدنيين في اليمن.