يقدّم فيلم «The Revenant» قصة صراع المستعمرين والمستكشفين الأمريكان مع السكان الأصليين في القارة الأمريكية، ويتضمن سيناريو الفيلم قصة أحد الأمريكيين يتزوج من سيدة من إحدى القبائل التابعة للسكان الأصليين ثم يخسر زوجته بسبب همجية المستكشفين الفرنسيين الذين ساهموا في إبادة العديد من القبائل في قصة الفيلم. الفيلم يقدّم عمقاً فلسفياً مثيراً حول صراع الإنسان عبر التاريخ، كيف ساهم السلاح في زيادة الصراع وتعقيده، وتقديم الفيلم مبدأ البقاء للأقوى وفكرة البقاء مع تغليف الفيلم بجوانب سيرالية مع واقعية الفيلم والتي هي إحدى أكثر نقاط الفيلم ضعفاً، وإخراج اليخاندرو إنياريتو وبطولة ليوناردو ديكابريو «فازا بجائزتين في حفل الأوسكار فجر الاثنين الماضي»، مع الممثل المتألق دائماً توم هاردي، والذي كان مرعباً بالفيلم في أحد أفضل أدواره. يقدم الممثل لينارديو ديكابروا دوراً صعباً من الناحية الجسدية في فيلم يعتبر من أكثر الأفلام صعوبة من الناحية التنفيذية نظراً لبرودة الطقس، ووعورة أماكن التصوير، وفي هذا الفيلم لم يتم استخدام تقنية الخلفية الخضراء التي تستخدم عادة في أفلام هوليود في المشاهد الصعبة، ولذلك أصر المخرج اليخاندوا غونداليس على عدم استخدام خدع بصرية تعتمد على الخلفية الخضراء. والتحدي الآخر الذي قدّمه الفيلم هو استخدام المصور الإضاءة الطبيعية للشمس لتصوير لقطاته ورفضه القاطع استخدام إضاءات صناعية، فيلم متميز بصرياً ومن الناحية التمثيلية ويقدم فكرة تستحق أن نشاهدها في السينما، ربما بسيناريو ضعيف مقارنة بقوة الفكرة، ولكن يبقى أحد أكثر أفلام العام التي تستحق المشاهدة، وبالفعل يستحق جوائز الأوسكار التي حصدها فجر الاثنين الماضي.