يبدو التنافس على الأوسكار هذا العام من أكثر السنوات تعقيداً في تاريخ الأكاديمية، حيث تغيرت اللعبة كلياً بعد الانقسام الكبير الذي حدث بين جوائز العام الكبرى التي وزعت خلال الأشهر الماضية، حيث نجد أن نقابة المنتجين ذهبت لفيلم «Big Short»، بينما فضلت نقابة الممثلين فيلم «Spotlight»، فيما اختارت نقابة المنتجين فيلم «The Revenant»، بينما كانت جائزة نقابة المحررين من نصيب فيلم «Mad Max: Fury Road»، أما جائزة الجولدن جلوب فذهبت بالمناصفة بين «The Martian» مع فيلم «The Revenant»، وكانت جائزة اختيار النقاد من نصيب «Spotlight»، وهنا نجد أننا في أكثر السنوات صعوبة في التوقع وحسابات الأوسكار أصبحت أكثر تعقيداً. بالأفلام الفائزة في الجوائز الكبرى نجد أن الأقرب لجائزة أفضل فيلم في الأوسكار من الناحية النظرية هو فيلم «Big Short»، لسبب بسيط وهو نيله نقابة المنتجين، حتى مع خسارته لنقابة الممثلين غير المتوقعة، وخسارته المتوقعة لنقابة المنتجين، لكن بالنظر للسنوات العشر الأخيرة هناك تطابق بنسبة 80% بين نقابة المنتجين وجائزة أفضل فيلم في الأوسكار. أما من الناحية العملية فنجد أن فيلم «Mad Max» هو الأكثر تهديداً له، لسبب احتمالية فوزه بالجوائز التقنية بشكل كبير من ضمنها الجائزة الهامة المونتاج، كذلك الفيلم تدعمه أصوات التقنيين في الأوسكار والذين يصلون لنسبة 55% من الأعضاء الكليين في الأوسكار، بالإضافة لنسبة فوز المخرج جورج ملير الكبيرة بأفضل مخرج نظراً لضعف احتمالية فوز الخينادروا غوزاليس للعام الثاني على التوالي، وهي حالة نادرة جداً في الأوسكار. الخيار الثالث هو لفيلم «Spotlight» والذي تدعمه نسبة أصوات الممثلين داخل الأوسكار، كذلك موضوعه الحساس والذي يدور حول فساد وفضيحة كبرى للكنيسة الكاثوليكية، فيما يبدو فيلم «The Revenant» ضعيفاً بالنسبة للفوز بجائزة أفضل فيلم لعدة أسباب منها أن الفيلم يتميز بجانبه البصري، لكن لا يوجد قصة متينة تدعم الفيلم، كذلك من النادر فوز فيلم بجائزة أفضل فيلم من دون ترشحه لأفضل سيناريو، ولم تحدث إلا مرتين في تاريخ الأوسكار، مع فيلم «Titanic»، وفيلم «The Sound of Music». الفيلم لا يوجد به طاقم لعدة ممثلين بأدوار جيدة، وهي الحالة التي تتطلب لأفضل فيلم لكسب أصوات الممثلين داخل الأوسكار، يحدث كثيراً في السنوات الأخيرة، مع «Birdman»، وفيلم «Years a Slave 12» و «Argo»، و «The Artist»، و «The King›s Speech»، وغيرها، وفي حالة «The Revenant»، لا يوجد فعلياً إلا دورين مهمين فقط. حالة «Room» تبدو ضعيفة للغاية ويبدو الفيلم سينال فقط جائزة أفضل ممثلة رئيسية، فيما تبدو الأمور سهلة لديكابريو لنيل أول أوسكار له في التاريخ، أما في فئة أفضل ممثل مساعد فتبدو الأمور ليست سهلة بشكل تام لسيلفستر ستالون، لأنه لم يواجه بعد مارك ريفلوا في تنافس حقيقي، بالإضافة إلى أن ستالون لم يترشح لنقابة الممثلين والبافتا. أفضل ممثلة مساعدة تبدو معقدة ولكن الأقرب روني مارا من فيلم «CAROL»، وتأتي بعدها بشكل مباشر اليسا فلنكمبدر من فيلم «The Danish Girl»، أما فئة المونتاج فتبدو محسومة كلياً ل «Mad Max: Fury Road» والذي من المؤكد أنه سيحصد أيضاً جوائز أفضل صوت، ومكيساج، وتصميم، ومؤثرات، وماكياج، وبشكل قريب جداً أفضل مخرج، على الرغم أنه يواجه منافسة شرسة جداً مع فيلم «Revenant» والذي أيضاً قدم فيه جونزاليس إخراجاً متميزاً وتصويراً يبدو الأقرب لنيل أفضل تصوير، أما فئة النص فتبدو الأسهل هذا العام والتي حتماً سيتقاسمها أفلام «Big short» و «Spotlight».