اطلعت على مقال الأستاذة القديرة ناهد باشطح (ماذا لو...؟) والذي نشر في عدد الثلاثاء 15846 16 فبراير 2016م فتحقق الحلم بإنشاء هيئة للصحفيين السعوديين حقيقة فقد صدرت موافقة وزير الإعلام على إنشاء الهيئة التي من شأنها تحقيق بعض طموح وآمال الصحفي السعودي الذي لا يقل عن غيره من الصحفيين العرب أو حتى بالخارج.. آمال الصحفيين وطموحاتهم متعلقة بالهيئة الجديدة ويرون فيها طوق الأمان لهم في مهنة البحث عن المتاعب. مطلب الجميع، والحقيقة أن إنشاء هيئة للحصفيين مطلب الجميع لكي تنظم عمل الصحافة وتحفظ حقوق الصحفيين بطريقة يكون فيها تنظيم العمل الصحفي وفق ضوابط تحددها الهيئة وتحدد أيضاً الواجبات في مهنة الصحافة، كما يجب أن يكون للهيئة مجلس يتم انتخابه من ذوي الخبرة في المجال الصحفي والإعلامي بشكل عام حتى يتمكنوا من القيام بعملهم على الوجه المطلوب الذي يحفظ الحقوق ويحدد المسؤوليات بحيث لا يكون هناك مجال للتخاذل أو الكسل بل العمل الجاد المثمر الذي يعود بالفائدة على الوطن والمواطن. لاشك في أننا نعيش في السنوات الأخيرة طفرة إعلامية خطيرة تتمثل في استحداث عدد من شركات النشر والتوزيع, ظهور عدد كبير من الصحف في السوق هذه الطفرة مثلتها وزارة الإعلام مؤخراً بإيجاد لجنة خاصة للصحفيين الأمر الذي أفرح الصحفيين خاصة إذا عملت الهيئة في صالح تطوير مهنة الصحافة السعودية. الهيئة الصحفية أتت بلاشك في صالح كل من الصحفي والمؤسسة الإعلامية معاً خاصة أنها ستسعى إلى تحقيق أهداف في صالح الجميع فالهيئة يجب أن تقف في صف الصحفي الذي ظل وقتاً طويلاً يواجه الأمواج فقط وحده ولا يوجد من يسانده مثلما هو حاصل في كثير من الدول في وجود نقابة خاصة للصحفيين تدافع عنهم وتطالب بحقوقهم. إننا بأمس الحاجة لإنشاء هيئة خاصة للصحافيين السعوديين في سبيل ضمان عمل صحافي منظم ينتج خلاصة المجهودات البناءة ويظهرها في أفضل صورة. الصحافي السعودي يحتاج إلى دعم من المسؤولين في مختلف الجهات ولعل وجود الهيئة يضمن ذلك بصورة رسمية ولكن هناك أموراً ربما تخفى على البعض يأتي في مقدمتها ضمان الحقوق سواء الأدبية أو المادية وذلك يتطلب وجود مرجعية ثابتة يمكن العودة إليها في أي ظرف من الظروف فمثلاً نجد الصحافي المتعاون يبذل قصارى جهده في سبيل أشباع فضوله وإرواء عطشه في حب الصحافة وربما يكون بهدف إيجاد مصدر دخل آخر يدعم حياته المعيشية ولكن التعامل معه يختلف عن (المتفرغ) أو (المتعاقد) من نواح متعددة مثل المكافأة المالية أو المميزات والحوافز والذي نرجوه أن تكون هذه الهيئة داعماً قوياً لكل صحافي سعودي وأن تهتم بكل مامن شأنه الرقي بالصحافة السعودية بعيداً عن ميادين القيود وفرض السيطرة على الأقلام المنفتحة. حماية حقوق الصحفيين تعد الركيزة الأولى في عمل هذه الهيئة وإلا فإن أي عمل آخر يعد روتينا لا طائل منه.. وحماية حقوق الصحفي لا تخرج عن دائرة حماية حقوق الموظف في الدولة أو الشركات مثل أرامكو وسابك والكهرباء وغيرها.. حيث يكون الموظف محمياً بالنظام وبأمن وظيفي وبقرارات لا تسمح للمؤسسة بأن تفصله تعسفياً ولا أن تجمده في موقعه عشرات السنوات تعسفيا.. وهذا ما أعتقد بأن الهيئة وضعته ضمن أولوياتها. إن من أهم الإسهامات التي ينبغي على الهيئة تقديمها هي تطوير العمل الصحفي والمهني في العمل.. إلى أنه مع وجود العدد الكبير من المهنيين المحترفين في الصحافة السعودية، إلا أن هناك بعض الصحفيين الذين يحتاجون إلى صقل مواهبهم الصحفية وإلى دعم النواحي المهنية لديهم.