صار حلم انشاء هيئة للصحفيين السعوديين حقيقة فقد صدرت موافقة وزير الاعلام د. عبدالسلام الفارسي على انشاء الهيئة التي من شأنها تحقيق بعض طموح وآمال الصحفي السعودي الذي لا يقل عن غيره من الصحفيين العرب او حتى بالخارج... آمال الصحفيين وطموحاتهم متعلقة بالهيئة الجديدة ويرون فيها طوق الامان لهم في مهنة البحث عن المتاعب.. (اليوم) استطلعت آراء عدد من العاملين بالصحف ورصدت انطباعاتهم وآراءهم حول الهيئة الجديدة الوليدة. مطلب الجميع في البداية قال احمد قران صحفي في مجلة (الاعلام) التي تصدر عن وزارة الاعلام : الحقيقة ان انشاء هيئة للحصفيين مطلب الجميع لكي تنظم عمل الصحافة وتحفظ حقوق الصحفيين بطريقة يكون فيها تنظيم العمل الصحفي وفق ضوابط تحددها الهيئة وتحدد ايضا الواجبات في مهنة الصحافة كما يجب ان يكون للهيئة مجلس يتم انتخابه من ذوي الخبرة في المجال الصحفي والاعلامي بشكل عام حتى يتمكنوا من القيام بعملهم على الوجه المطلوب الذي يحفظ الحقوق ويحدد المسئوليات بحيث لا يكون هناك مجال للتخاذل او الكسل بل العمل الجاد المثمر الذي يعود بالفائدة على الوطن والمواطن. طفرة إعلامية وقال الزميل عبدالمحسن بالطيور من جريدة (المدينة) لاشك في اننا نعيش في السنوات الاخيرة طفرة اعلامية خطيرة تتمثل في استحداث عدد من شركات النشر والتوزيع, ظهور عدد كبير من الصحف في السوق هذه الطفرة مثلتها وزارة الاعلام مؤخرا بإيجاد لجنة خاصة للصحفيين الامر الذي افرح الصحفيين خاصة اذا عملت الهيئة في صالح تطوير مهنة الصحافة السعودية. الهيئة الصحفية اتت بلاشك في صالح كل من الصحفي والمؤسسة الاعلامية معا خاصة انها ستسعى الى تحقيق اهداف في صالح الجميع فالهيئة يجب ان تقف في صف الصحفي الذي ظل وقتا طويلا يواجه الامواج فقط وحده ولا يوجد من يسانده مثلما هو حاصل في كثير من الدول في وجود نقابة خاصة للصحفيين تدافع عنهم وتطالب بحقوقهم. حل المشاكل الزميل يوسف الزمان من جريدة (عكاظ) قال: بالرغم من تحفظي كثيرا على بعض الاطروحات والمسميات الا انني اتمنى ان تقوم هيئة او منظمة او لجنة او نقابة للصحفيين تجتمع حولها لحل المشاكل والقضايا المهنية ويجب ان تكون لها لوائح تحمي الصحفي من كل ما يعرض له من معوقات او عدم نشر رأيه الذي من حقه ان يكون له رأي في الصحافة بشكل عام ويكون له حق النقد من خلال الصحيفة التي يعمل بها واقصد النقد البناء الذي يكون الهدف منه الاصلاح لا التجريح الذي يعود بنتيجة عكسية. أمس الحاجة ومن جانبه قال الزميل عوض الصقور من جريدة (الرياضي) اعتقد اننا بأمس الحاجة لانشاء هيئة خاصة للصحافيين السعوديين في سبيل ضمان عمل صحافي منظم ينتج خلاصة المجهودات البناءة ويظهرها في افضل صورة. الصحافي السعودي يحتاج الى دعم من المسئولين في مختلف الجهات ولعل وجود الهيئة يضمن ذلك بصورة رسمية ولكن هناك امورا ربما تخفى على البعض يأتي في مقدمتها ضمان الحقوق سواء الادبية او المادية وذلك يتطلب وجود مرجعية ثابتة يمكن العودة اليها في اي ظرف من الظروف فمثلا نجد الصحافي المتعاون يبذل قصارى جهده في سبيل اشباع فضوله وارواء عطشه في حب الصحافة وربما يكون بهدف ايجاد مصدر دخل آخر يدعم حياته المعيشية ولكن التعامل معه يختلف عن (المتفرغ) او (المتعاقد) من نواح متعددة مثل المكافأة المالية او المميزات والحوافز والذي نرجوه ان تكون هذه الهيئة داعما قويا لكل صحافي سعودي وان تهتم بكل مامن شأنه الرقي بالصحافة السعودية بعيدا عن ميادين القيود وفرض السيطرة على الاقلام المنفتحة. تأخرت كثيرا اما حسن محني الشهري المدير الاقليمي لجريجة (الجزيرة) بالمنطقة الغربية والصحفي المخضرم فقال مشاركا في المحور الاول: الآمال كبيرة ولقد تأخرت كثيرا ولكنها جاءت اخيرا.. والمهم ان تتم وبسرعة فليس هناك متسع من الوقت لضياع المزيد من الوقت لتفعيل هذه الهيئة ودورها تجاه شريحة هامة من شرائح المجتمع ولهذا تجئ الآمال عريضة في ان تعطى هذه الهيئة كل ذي حق حقه واذا ما اعطي كل ذي حق حقه في سلم عملي وظيفي امكن للاعلامي ان يعرف موقعه اين سيكون بعد عام وبعد عشرة اعوام وبعد عشرين عاما.. بإيجاز نحن نعتبر ميلاد هذه الهيئة ميلادا جديد بعيدا عن المحسوبيات. اما عن الطرق التي يراها الزميل حسن الشهري مناسبة لعمل الهيئة فقال: من المؤكد ان هذا التأخير في حضور هذه الهيئة يحمل معه طرائق عدة لتصحيح الوضع السابق.. ويجئ في مقدمتها توفير آلية مدعومة ماديا لكي تعمل الهيئة وتكسب وتفرض انظمتها على المؤسسات الاعلامية بما يجعل المؤسسات الاعلامية هي الاخرى تكسب ولا تخسر فالعملية ليست تعسفية ولا نريدها كذلك ولا نريد للهيئة ايضا ان تكون صورة او شكلا جميلا دونما مضمون. كما ذكرت الهيئة برئاسة رئيسها الاعلامي الكبير الاستاذ تركي السديري ستكون هيئة فاعلة تخدم الاعلامي والمؤسسة الاعلامية والهدف الاعلامي وهذا فيه اجابة عن المحور الثالث عن كيفية اسهام الهيئة في تطوير العمل الصحفي.. وان كنت سأضيف ان العمل الصحفي وبكل الدلائل والقرائن والامثلة خلال اكثر من ربع قرن لم ينجح من خلال الكليات الاعلامية والجامعات. فهذه القيادات والاعلاميون سابقا ولاحقا ما يربو على 80 بالمائة منهم من الاعلاميين الاكفاء الموهوبين وليس المتخرجين من الجامعات بمعنى اننا نحتاج من هذه الهيئة عمل معاهد صحفية اعلامية باشراف مباشر ومساهمة مادية ومعنوية من الصحف لتخريج اعلاميين بعد الثانوية العامة من خلال ما تحتاجه المؤسسات الاعلامية من الاعلاميين وليس ما يدرس في الجامعات والذي يعد بعيدا عن العمل الاعلامي التطبيقي في مؤسساتنا الاعلامية. وقال الزميل حسن الشهري عن حماية حقوق الصحفيين تعد الركيزة الاولى في عمل هذه الهيئة والا فان اي عمل آخر يعد روتينا لا طائل منه.. وحماية حقوق الصحفي لا تخرج عن دائرة حماية حقوق الموظف في الدولة او الشركات مثل ارامكو وسابك والكهرباء وغيرها.. حيث يكون الموظف محميا بالنظام وبأمن وظيفي وبقرارات لا تسمح للمؤسسة بان تفصله تعسفيا ولا ان تجمده في موقعه عشرات السنوات تعسفيا.. وهذا ما اعتقد بان الهيئة وضعته ضمن اولوياتها. ناد اجتماعي كما اوضح مدير التحرير للشئون الاخبارية بصحيفة "الرياض" سالم الغامدي ان الهيئة الصحفية ستكون بمثابة ناد اجتماعي تلتقي فيه فئات متجانسة ذات طموحات واحدة واهداف مشتركة للارتقاء بالمهنة وتحسين الاداء والتعاون في كثير من المجالات وما ينتج عن ذلك من تعاون وتكاتف. واشار الى عدم وجود صعوبة في تحديد مهام واعمال الهيئة وذلك لان اللجنة المكلفة اعدت النقاط الرئيسية للعمل والاهداف وما يأمله الصحفيون من الهيئة كما نوه الى امكانية استفادة الهيئة من الجمعيات والهيئات الصحفية في العالم العربي وغيرها. واكد الغامدي على ان من اهم الاسهامات التي ينبغي على الهيئة تقديمها من وجهة نظره هي تطوير العمل الصحفي والمهني في العمل.. مشيرا الى انه مع وجود العدد الكبير من المهنيين المحترفين في الصحافة السعودية، الا ان هناك بعض الصحفيين الذين يحتاجون الى صقل مواهبهم الصحفية والى دعم النواحي المهنية لديهم. واجزم بان الالتقاء والحوار في الهيئة سيعطيان حافزا مهما للابداع وتوسيع المدارك الصحفية بل والاهم من ذلك تكوين شعور عام حول الاهتمام بالقضايا الوطنية والعربية والاسلامية الاكثر الحاحا. وبين ان وجود الهيئة سوف يشكل حصانة للصحفي لحماية حقوقه سواء امام مؤسسته الصحفية او امام المجتمع بشكل عام، مشيرا الى انها سوف تشجع المؤسسات الصحفية على الاهتمام بالصحفي من حيث اعداده وتدريبيه وصقل مواهبه كما شدد على ان المؤسسات الصحفية مطالبة بتقديم كل دعم لهذه الهيئة سواء الدعم الادبي او المادي لان هذه الهيئة هي من المؤسسات واليها. آمال عريضة ويقول احمد صالح بايوسف مدير تحرير جريدة "الندوة": لاشك ان الصحفيين يعلقون آمالا عراضا على هيئتهم الوليدة وفي مقدمة ذلك الجانب المتعلق بالامان الوظيفي وتهيئة البيئة الملائمة للابداع الصحفي لتعزيز اسهامهم في كافة المجالات الاعلامية هناك عدة طرق لتفعيل اداء الهيئة وكلها تنطلق من خلفية ان يكون لها تواجد محسوس في اوساط القاعدة العريضة للصحفيين وان تتلمس مشاكلهم وتعمل على حلها. وهذا سينعكس على استقرارهم الفكري والوظيفي وبالتالي ينعكس ايجابا على مسيرة العمل الصحفي في بلادنا وعموما لن تختلف الهيئة كثيرا عن غيرها من الهيئات المماثلة لجهة مراعاة مصلحة اعضائها وضمان حقوقهم. وهذا يقودنا الى الاجابة عن السؤال عن كيفية اسهام الهيئة في تطوير العمل الصحفي وذلك بضمان استقرار العاملين في هذا المجال وتطوير بيئة العمل الصحفي. ويعول على الهيئة كثيرا في حماية حقوق الصحفيين من خلال منع تغول المساهمين في المؤسسات الصحفية على حقوقهم وكذلك توعية الصحفيين بماهية هذه الحقوق والترافع لدى الجهات المختصة لصيانتها. المؤسسات الصحفية هي الرافد الرئيسي لهذه الهيئة حيث ان معظم المؤسسات التي منها ينبع الدعم المادي للهيئة ومؤازرتها معنويا لتحقيق الاهداف المرتجاة منها. حفظ الحقوق اما علي هلال العميري مدير مكتب جريدة "المدينة" بمكةالمكرمة فيقول: الصحفيون يريدون من الهيئة حفظ حقوقهم وحمايتهم من مزاجية بعض رؤساء التحرير الذين يتعاملون مع المحرر وفقا لمزاجيتهم بغض النظر عن انتاجه الصحفي اضافة الى ايجاد سلم للرواتب اسوة بالسلم الوظيفي الحكومي. وقال ايضا: يرتجى الصحفي من الهيئة ان تتولى دراسة المشكلات التي يواجهها بعض الصحفيين وتعمل على توفير الاجواء المناسبة لهم لاداء مهامهم على الوجه الاكمل. ان يتم اختيار مجلس ادارة الهيئة والامانة العامة بنظام الانتخاب حتى تكون فرصة للمنافسة بين المرشحين لمجلس الادارة وان تكون هناك متابعة دقيقة لكل صحفي والتعرف على مدى ارتياحه في العمل. تساهم الهيئة في تطوير العمل الصحفي من خلال الدورات التدريبية والتأهيلية واجراء اختبارات لكل من يرغب في دخول هذه المهنة وتنقيتها من انصاف الصحفيين والباحثين عن عمل. تحمي الهيئة حقوق الصحفيين من خلال نظامها الاداري والذي يحدد حالات الفصل والخصم وكل الضوابط اللازمة لهذا الامر. على المؤسسات الصحفية دور في دعم الهيئة حاليا لان الهيئة بدون تعاون المؤسسات الصحفية لن تحقق النتائج المأمولة. حل المشكلات ومن جانبه يقول وائل حامد اللهيبي مدير مكتب جريدة "الرياض" بمكةالمكرمة آمل ان تكون هيئة الصحفيين السعوديين هي الهيئة التي كان ينتظرها الصحفي السعودي لتحقيق الافق الوظيفي للصحفيين السعوديين من اجل الاستقرار النفسي لكل صحفي حتى نرى الصحافة السعودية تسير في طريقها الصحيح نحو العالمية. ويرتجى الصحفي السعودي من الهيئة ان تكون هناك لجنة تتولى دراسة جميع المشكلات التي قد تحدث للصحفي السعودي حتى يضمن الاجواء المناسبة لاداء اعماله على الوجه الاكمل. ومن اهم تطوير العمل بالهيئة هو ايجاد مجلس ادارة للهيئة يختار من عدة قطاعات التي يرى وان تتناسب خبراتها مع الاعمال التي انشئت من اجلها الهيئة الصحفية وان تكون العملية عن طريق الانتخاب. ولابد للهيئة من ايجاد نظام اداري يحمي حقوق الصحفي وكذلك حمايته من بعض الاجراءات المتسرعة من رؤساء التحرير في حالات الفصل يجب على الهيئة التي تتولى العديد من الامور لتطوير العمل الصحفي ومن اهمها الدورات التدريبية وكذلك العمل في الاعداد لتأهيل الصحفيين السعوديين الجدد التي ترى فيهم الهيئة القدرة على العطاء الصحفي من خلال معايير وضوابط يتم وضعها لدى المؤسسات الصحفية عند تعيين اي صحفي سعودي جديد لابد ان يكون هناك تعاون قوي وكبير بين الهيئة والمؤسسات الصحفية لدعمها ماديا ومعنويا لتحقيق النتائج المأمولة من الهيئة الصحفية.