لم تقنع حتى أساليب تدافع جيل الشباب والشابات لاستغلال المناسبات الثقافية لنشر زيارة الأفراد عبر شبكات التواصل الاجتماعي من خلال السناب والاستغرام وتويتر، وإظهار الزيارة ولو من باب الترف والوجود الثقافي واستعراض المقتنيات.. والكتب التي تم شراؤها لم تقنع سكان منطقة الجوف لزيارة المعرض الثاني للكتاب الذي نظمته الجامعة، ولاقى عزوفاً شبه تام من المثقفين والأكاديميين وطلبة الجامعة ومحبي القراءة والكتب، على الرغم من مشاركة أجنحة لأكثر من 60 دار نشر محلية ودولية، يختص كثير منها بالمصنف التعليمي، إضافة لعدد من المؤسسات المهمة، كوزارة الداخلية، وإقامة حزمة من الفعاليات المنبرية الثقافية المتنوعة، التي قدمها عدد من المثقفين من داخل المنطقة وخارجها، كالدكتور حمد القاضي عضو مجلس الشورى السابق، والدكتور عبدالواحد الحميد نائب وزير العمل الأسبق، والأستاذ عبدالله الناصر الملحق الثقافي في بريطانيا سابقاً؛ إذ يستهدف المعرض - إضافة إلى عامة شرائح المجتمع - طلاب وطالبات الجامعة، وطلبة مراحل التعليم العام بجنسَيْهم؛ ما ينذر بوجود أزمة في القراءة وشح في اقتناء الكتب في المنطقة. الناقد والكاتب التربوي والاجتماعي الدكتور عبدالله السويلم أكد أن المشكلة مشكلة فكر، تعانيها المنطقة مع الكتاب. في العام الماضي كان يُعزَى ضعف الإقبال على المعرض الأول المنظَّم بالمدينة الجامعية لبُعد المسافة. هذا العام نُظّم المعرض وسط مدينة سكاكا في صالة المعارض، لكن المشكلة تستمر أيضاً. نحن نعاني أزمة فكرية بين الجنسَيْن. «الثقافية» رصدت آراء بعض العارضين بدور النشر، الذين أكد غالبيتهم أنهم يبيعون في اليوم كتاباً واحداً فقط بخمسين ريالاً، مشيرين إلى ضعف الإقبال وضعف القوة الشرائية بسبب أن التسويق والدعاية للمعرض لم يكونا بالشكل المطلوب، كما أن توقيت تنظيم المعرض، الذي أُقيم بعد مهرجان الزيتون مباشرة، أحد أهم الأسباب التي أدت لخسائرهم الفادحة، وهذا ما أشار إليه مسؤول التسويق بدار الرشد ومسؤول التسويق بدار التوحيد. فيما أكد الأستاذ عبد الإله الموسى مدير التسويق بدارة الملك عبدالعزيز أن الكتب المعروضة بدور النشر لا تحظى باهتمام أهالي المنطقة، إضافة لبرودة الطقس في هذا الوقت من العام بمنطقة الجوف، التي حالت بشكل كبير دون حضور الزوار للمعرض. من جانبه، أوضح وكيل جامعة الجوف الدكتور نجم الحصيني أن العزوف عن القراءة مشكلة عامة، وأن الجامعة تسعى لرفع مستوى الوعي الثقافي والأدبي في المنطقة، من خلال تنظيم مثل هذه المعارض، ورصد الملاحظات كافة التي ستأخذها الجامعة بعين الاعتبار في الأعوام القادمة، محملاً الجامعة ووسائل الإعلام المسؤولية المشتركة في رفع مستوى الوعي الثقافي بين الشباب. كما أكد الحصيني أن دور النشر فرضت على الجامعة اختيار هذا التوقيت لارتباطاتها بمعارض أكثر أهمية، كمعرض الكتاب الدولي بجدة، ومعرض الكتاب الدولي الذي سينظم في مارس المقبل.