يتطلع مثقفون أن يواكب معرض الجامعة الإسلامية للكتاب السنوي مستوى الحراك الثقافي الذي يشهده منبر الجامعة الإسلامية، بدءا بالبرنامج الثقافي الذي يقدم كل عام، ومرورا بعدد من المؤتمرات الدولية الكبرى التي تنظمها الجامعة، وليس آخرها مؤتمر "جهود المملكة في خدمة القضايا الإنسانية" والذي تشارك فيه شخصيات فكرية وثقافية وسياسية من كافة البلدان العربية والإسلامية. وفيما بات تنظيم المعرض والذي تشارك به أكثر من 200 دار نشر لافتا إلا أن المعروض فيه لم يتجاوز – بحسب عدد ممن التقت بهم"الوطن"- الصبغة الدراسية التي تحقق مستلزمات طالب الجامعة، فيما لوحظ غياب كل ما يتعلق بهموم المثقف المعاصر وكذلك ارتفاع أسعار الكتب، وهو الأمر الذي نفاه عميد شؤون المكتبات بالجامعة الإسلامية، ورئيس اللجنة المنظمة لمعرض الكتاب والمعلومات، الدكتور عماد زهير حافظ الذي ذهب إلى أن دور النشر المشاركة تؤكد تنوع المعرض بدلالة مكتبتي جرير والعبيكان واللتين تقدمان أسعارا مخفضة تصل إلى 10 ريالات. معرض الجامعة الإسلامية والذي دشن أول من أمس أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد نسخته ال28 نجح - بحسب مراقبين - منذ عامين في تخطي حاجز التنظيم، حين انتقل من مقره القديم إلى مقر مخصص تتوفر فيه البيئة الفنية والتقنية الجيدة للناشرين، ولزوار المعرض، إلا أنه ما زال رغم رسالته التي يحملها في الانفتاح على مجتمع المدينةالمنورة وزائريها من كل مكان يدور في فلك إنتاج ذات الثقافة الأكاديمية، والتي عادة ما يسود فيها كتاب الطالب والدارس أكثر من المثقف. عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية الدكتور هاني فقيه يرى أن المعرض بات تنظيما أفضل من المعارض السابقة، بل أصبح يقارب معرض الرياض الدولي، وإن كان بصورة مصغرة-بحسب تعبيره- إلا أنه تبقى مسألة محدودية نوعية الكتب المعروضة، حيث غالبا ما تكون ذات صبغة شرعية دراسية. وهي لا تعبر – بحسب فقيه- عن طبيعة التنوع الثقافي، والفكري الذي تشهده المملكة، والتي باتت تنظم معارض عالمية للكتاب، تتصدر قائمة المعارض الدولية كما حصل مع معرض الرياض الثقافي، والذي حل ثانيا بعد معرض القاهرة الدولي للكتاب - بحسب التقرير العربي للتنمية الثقافية الثالث-. فقيه أشار كذلك إلى مشكلة ارتفاع أسعار الكتب، وكذلك إشكالية تصوير بعض الكتب القديمة، وعرضها في بعض دور النشر دون أن يبذل أي جهد في إخراجها، متمنيا تجاوز هذه الإشكالية. واستغرب الدكتور هاني عزوف أعضاء هيئة التدريس عن التواجد بالمعرض ودعمه، مع أن نسبتهم كبيرة بالجامعة، مؤكدا أن أغلب الرواد هم من طلاب الجامعة، إلا أنه يرى أن تلك إشكالية عامة لعدم انشغال الناس أصلا بالقراءة، وربما لعدم وجود ما يجذبهم. أحد الناشرين - فضل عدم ذكر اسمه - ذهب إلى أن الطلاب عادة ما يتأخرون في الحصول على رواتبهم، مما قد يؤثر على القوة الشرائية، مؤكدا أن الجامعة خصصت أوقاتا كثيرة للعائلات في حين أنها لم تحقق" كما لاحظنا العام المردود المادي الجيد"، إلا أنه متفائل هذا العام بتحقيق قوة شرائية جيدة، عطفا على حراك الجامعة الثقافي الذي يواكب مؤتمرها الدولي. مسؤول العلاقات العامة في مركز "رؤية" للدراسات الاجتماعية سيف بن عبدالرحمن العتيبي، والذي يشارك لأول مرة في معرض الجامعة الإسلامية وصف التنظيم ب"الجميل" مشيرا إلى أنهم التقطوا يوم أمس قرابة 300 صورة لزوار جناحهم. وذهب إلى أن مركزهم يسعى لتقديم عدد من الدراسات التي تهم الشارع السعودي، والتي من بينها عدد من الدراسات المتعلقة بالحقوق المدنية للمرأة السعودية، والتوافق الزواجي والاكتئاب لدى النساء، وإشكالية المصطلحات الاجتماعية في الإعلام السعودي وغيرها. وبدا المعرض الذي حضر حفل تدشينه رفقة أمير المدينة رئيس المجلس الأعلى للقضاء الدكتور صالح بن حميد ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة وعدد من الشخصيات الرسمية والثقافية في نسخته هذا العام-كما رصدت "الوطن"- خلال زيارتها أمس منظما ومريحا من حيث سعة المكان، وتوفر مواقف السيارات وتنظيم دور النشر، وقد فتح كذلك مجالا واسعا لتحقيق طلبات الطفل من خلال عدد من المشاركين الذين تخصصوا في تقديم مواد تعليمية متنوعة، إضافة إلى وجود أجنحة متخصصة في تقديم بعض الدراسات الفكرية والاجتماعية. عميد شؤون المكتبات بالجامعة الإسلامية، ورئيس اللجنة المنظمة لمعرض الكتاب والمعلومات، الدكتور عماد زهير حافظ أكد أن المعرض يؤكد تنوعا ثقافيا بدلالة مشاركة عدد من المكتبات الثقافية كمتبتي جرير والعبيكان، مشيرا إلى أن هناك كتبا معاصرة وكتبا تختص بهموم الطفل، وهو غير مقتصر على الجانب الشرعي. وعن الشكوى من ارتفاع الأسعار، أوضح أن أسعار معارض الجامعة الإسلامية تعد من أفضل الأسعار، مشيرا إلى أن مكتبتي جرير والعبيكان عملتا تخفيضات تصل إلى 10 ريالات. وذهب حافظ إلى أنه تم اعتماد إنشاء عدد من الكليات الجديدة مثل كلية الهندسة والعلوم وكلية العلوم الإدارية والطب وسوف ينعكس هذا التنوع على المعرض بكل تأكيد، حيث سيكون هناك مزيد من الكتب العلمية والثقافية إلى جوار الشريعة والأدب والتراث.