أكد عدد من المثقفات والمثقفين، أن تطوير الفعاليات المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب، بات ضرورة ملحة لتسويق الكتاب، بشكل مباشر، يسهم في التعريف بأفضل الكتب، والتعريف بالجديد الجيد منها.. إلى جانب زيادة أيام المعرض، بعيدا عن تقسيم الأيام إلى رجال وعوائل، تخفيفا للزحام، وعطفا على ترامي مناطق بلادنا. الشاعر والناقد الدكتور صالح بن سعيد الزهراني، أشار إلى أنه من أوجب الواجبات قبل كل دورة من دورات معرض الكتاب، أن يكون الناشرون المحليون قادرين على استظهار الكتاب السعودي الجيد، الذي يستحق العرض، ويحقق حضورا ورواجا في حضرة الكتاب العربي، ومن ثم تقديمه بين يدي الزوار. وقال د.الزهراني: لا أتصور أن هناك من أصحاب دور النشر من لا يعرف الكتب التي يتنبأ بجذبها القراء، متى ما أيقن أن الكتب المتخصصة لن يقرأها إلا المتخصصون، بعيدا عن إهدار الوقت في قراءة كتب كيف تستثمر الوقت؟! فالقارئ اليوم يبحث عن الكتاب الثقافي، ذي اللغة السهلة التي أقرب ما تكون إلى لغة الصحافة. أما الشاعر والناقد الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد، فقد أشار إلى أنه متفائل بواقعنا مع الكتاب؛ واصفا الدورات السابقة للمعرض بأنها عكست إقبالا على دواوين الشعر، والسير الذاتية، والدراسات الأدبية والنقدية، ولكتب التراث بفنونها المتعددة، بأنها الأكثر مبيعا، مؤكدا أن شراء الروايات الفضائحية، وكتب الطبخ وما في مستواها، أقل بكثير، عطفا على مشاهداته، وسؤال الباعة عن القارئ السعودي، الذين أكدوا بدورهم تعدد اهتماماته، وأوضح أننا في مرحلة التعافي من وهم عدم إقبالنا على القراءة. أما القاصة نورة الشرواني فاقترحت إقامة معرض آخر للكتاب في عدد من المدن بالمملكة، عطفا على ترامي أطراف بلادنا، مؤملة أن تنتهي مشكلة تقسيم الأيام بين الرجال والعوائل، إضافة إلى زيادة أيام المعرض، الذي نتج عنه الازدحام الشديد في كل دورة، كما أبدت استغرابها من تدخل غير مسوغ من بعض الجهات في فعاليات المعرض، مؤكدة أن وزارة الثقافة والإعلام، هي المسؤولة وحدها عن إدارة فعاليات المعرض، وليست بحاجة إلى من يتدخل في تنظيمها، وبرامجها. وأضافت نورة بأن هاجس الرقيب على الكتاب، وارتفاع سقف الرقابة بأنه من أبرز ما يشغل أذهان الزوار، مشيرة إلى أن موضوع الرقيب، سبق وأن أبدت الوزارة تجاهه حسن النوايا منذ فترة، مؤكدة أن الزوار يبحثون عن دلالات واضحة تجسد حسن النوايا تلك. حسن الزهراني وعن النشاط الثقافي المصاحب المقام على هامش أيام المعرض، واستثماره بما يخدم الكتاب بشكل مباشر، ويسوق له، فقد شدد د. الزهراني على أهمية التعرف إلى الكتب الجيدة من قبل ناشريها، ومن ثم الدفع بها إلى لجان مختصة، لتقيم لها الندوات التي من شأنها التعريف بهذه الكتب، عبر ما يعقد من فعاليات لقراءتها، كما هو الحال في معرض القاهرة، ومعرض فرانكفورت وغيرهما. وقال د. صالح: كثير من الكتب القيمة تمر في معرضنا مرور الكرام، في ظل غياب الترويج للكتاب من قبل دور النشر، التي إن روج بعضها للكتاب إعلاميا، لم يروج له ثقافيا، إضافة إلى ضعف المتابعة التلفزيونية في تسويق الكتاب بمهنية تعرف بالمؤلف، وتسوق الكتاب، وترشد القارئ. بينما يرى د. الرشيد أن البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض يُبذل في سبيل تنظيمه وإنجاحه كثير من الجهد، لكنها بحاجة إلى أن تكون أكثر صلة بالكتاب، حتى يزداد الإقبال على تلك الفعاليات، مشيرا إلى أنه يمكن متابعة مسيرة الكتب على مستوى المعرض الواحد، ومن معرض إلى آخر، مؤكدا الدور الرئيسي للناشرين والمؤلفين.. ضاربا مثلا ب (إصداري الجديد) بمشاركة العارضين مؤلفين ودور نشر. بينما رأى رئيس نادي الباحة الأدبي الشاعر حسن محمد الزهراني، أن تكون اللجان المنظمة لمثل هذه المعارض ذات معرفة تامة لما لدى دور النشر من كتب جديدة، وتختار الأكثر أهمية لتقام حوله الندوات والمحاضرات، ولافتا النظر إلى ضرورة استضافة أصحاب الإصدارات الجديدة في المعرض؛ لإقامة أمسيات ومحاضرات حول نتاجهم الجديد في المعرض، ومشيرا إلى إقامة نشاطات منبرية مصاحبة حول تطوير أساليب الطباعة والنشر والتوزيع. وقد وصفت الأستاذة خلود بنت سفر الحارثي الفعالية كما يظهر من اسمها، بأن (الكتاب) هو محورها، مشيرة إلى أنه من المنطقي أن يكون الكتاب مرتكز المحاضرات الندوات، التي تقام على هامشه، ومؤكدة ما تضيفه حفلات التوقيع للكتب الجديدة أن تحظى بأفق أوسع، ومجال أعم. وقالت خلود: بما أن المعرض يقام مرة واحدة في السنة، وفي مدينة واحدة هي الرياض فقط، ولمدة محدودة جداً، فمن الأفضل أن يكون عاما حتى يتسنى للقادمين من خارج الرياض حضوره أطول وقت ممكن، بعيدا عن التقسيم للرجال والنساء! وأشارت خلود إلى ظاهرة شاهدتها أكثر من مرة، في معرض الكتاب، وذلك لما تقوم به بعض المكتبات من شراء كتاب معين، من الناشر، في أول أيام المعرض، سعيا لاحتكاره، ليأتي بعد ذلك الباحث عن الكتاب لدى دار النشر، ليفاجأ باحتكاره من قبل مكتبة معينة، التي تقوم بعد ذلك برفع سعره، والحد من انتشاره.